لا يزور رئيس الولايات المتحدة “إسرائيل” كل يوم، وبينما قد تستغرق الزيارة أقل من ساعة فقط لمؤسسة الجيش، فإنهم يخططون لاستخدام كل لحظة منها لدفع أولوياتهم القصوى.
فيما يلي قائمة بأهم المخاوف التي ستطرحها المنظومة الأمنية والعسكرية للعدو على بايدن:
الدفاع الصاروخي (Iron Beam، MEAD)
خلال زيارة جو بايدن، ستعرض “إسرائيل” نظامها الجديد للدفاع بالليزر الشعاع الحديدي على أمل الحصول على تمويل إضافي للنظام الرائد، ومن المتوقع أيضاً أن يدفع المسؤولون الولايات المتحدة للموافقة على بيع النظام لدول المنطقة، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
على عكس الأنظمة الأخرى مثل القبة الحديدية والسهم التي أثبتت كفاءتها في القتال، فإن نظام الدفاع بالليزر ” Iron Beam” لم يتم تشغيله بعد ولا يُتوقع أن يتم تشغيله خلال السنوات الثلاث المقبلة على الأقل، ولا يزال في مراحل متقدمة، وسيتم استخدامه جنباً إلى جنب مع القبة الحديدية لاعتراض التهديدات الجوية مثل الصواريخ والطائرات بدون طيار، كما ستكون قادرة على التعامل مع وابل الصواريخ.
سيكون “تحالف” الدفاع الجوي للشرق الأوسط موضوعاً ساخناً أيضاً خلال زيارة بايدن، قال وزير الدفاع بيني غانتس: “إنه يخطط لاطلاع الرئيس على العمل الجاري مع الشركاء في جميع أنحاء المنطقة ضد إيران، فالبرنامج فعال، وقد تمكّن بالفعل من الاعتراض الناجح للمحاولات الإيرانية لمهاجمة “إسرائيل” ودول أخرى، في حين أنه من غير الواضح أي دول في المنطقة انضمت، فمن المعتقد أن بايدن سيتحدث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن ذلك”.
إيران وحلفاؤها
تعتبر “إسرائيل” برنامج إيران النووي هو مصدر القلق الأول، على الرغم من أن إيران نفت باستمرار سعيها لصنع قنبلة نووية، إلا أن التوترات تصاعدت مع سعي الغرب لتوقيع اتفاق نووي مع طهران، كما تواصل الجمهورية الإسلامية تطوير صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس حربية نووية تستغرق أقل من 15 دقيقة للوصول إلى الكيان، حيث تمتلك إيران عدة صواريخ يمكن أن تصل إلى عمق الكيان.
اعترف جيش العدو بأن تهديد الصواريخ التقليدية الإيرانية يشكل مصدر قلق كبير للكيان، التي على الرغم من دفاعاتها الجوية متعددة الطبقات، قد لا تكون قادرة على مواجهة وابل الصواريخ المكثف الذي تطلقه إيران والجماعات التي تعمل لها بالوكالة مثل حزب الله في لبنان أو مليشيات الشيعة في العراق.
بالإضافة إلى برامجها النووية والصاروخية الباليستية، تواصل طهران نشاطها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك إطلاق طائرات بدون طيار باتجاه الكيان وأهداف أخرى في جميع أنحاء المنطقة، ويواصل الحرس الثوري الإيراني أيضاً التخطيط لهجمات ضد “الإسرائيليين” في جميع أنحاء العالم، وكان آخرها في تركيا.
قال غانتس: “إن إسرائيل تحاول التأثير على الأمريكيين خلف الأبواب المغلقة فيما يتعلق بالاتفاق النووي الذي يتم التفاوض عليه في فيينا، كما تستعد -إسرائيل- عسكرياً لاحتمال توقيع صفقة سيئة أو عدم توقيعها”.
منصات جوية جديدة
تشعر “إسرائيل” بالقلق إزاء التأخيرات المستمرة في الحصول على ناقلات KC-46، والتي ستحل محل “طائرات الصهريج الإسرائيلية” رام (بوينغ 707) المطلوبة للمهام بعيدة المدى والتي يقترب عمرها إلى الستين عاماً، حيث وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على إمكانية بيع ما يصل إلى ثماني طائرات ناقلة من طراز KC-46 ومعدات ذات صلة إلى “إسرائيل” بتكلفة تقدر بـ 2.4 مليار دولار، وهي المرة الأولى التي تسمح فيها واشنطن للكيان بشراء ناقلات جديدة.
كان من المقرر أن تستقبل “إسرائيل” طائرتين من صنع بوينج بحلول أواخر العام المقبل، لكن التأخير يؤجل الموعد أكثر فأكثر، بمدى يصل إلى 11830 كم والقدرة على تفريغ 207.000 رطل من الوقود، ستكون منصة مركزية لأي عملية طويلة المدى لـ “سلاح الجو الإسرائيلي”.
وينتظر “سلاح الجو الإسرائيلي” أيضاً طائرة هليكوبتر CH-53K الجديدة ذات الرفع الثقيل التي ستحل محل أسطول يعسور القديم الذي كان في الخدمة منذ عام 1969، حيث أعلنت “إسرائيل” العام الماضي أنها ستشتري سرباً واحداً من طراز CH-53K لتحل محلها مروحيات في قاعدة تل نوف الجوية، ومن المتوقع أن يصلوا بحلول عام 2026.
مذكرة تفاهم جديدة (MOU)
من المرجح أن يدفع “المسؤولون الإسرائيليون” لبدء مناقشة مذكرة تفاهم جديدة (MOU)، والتي من شأنها أن تسمح لـ “إسرائيل” بالحصول على إطار عمل وحرية تقرير خطط المشتريات المستقبلية وتمويلها، ستوفر مذكرة تفاهم جديدة موقعة من قبل بايدن، تسمح لـ “إسرائيل” القدرة على الحصول على مدفوعات مؤجلة وفوائد منخفضة على مشتريات المنصات الرئيسية في المستقبل، ويمكن أن يؤمن الاتفاق مع واشنطن أيضاً القدرة على تحميل المنصات من الأمام، مما يمنح “سلاح الجو الإسرائيلي” الطائرات المقاتلة والمروحيات وطائرات النقل الآن مع القدرة على الدفع لاحقاً.
إن تجديد وتحديث مخزونات الذخيرة الموجهة بدقة والموجودة مسبقاً والتي تحتفظ بها الولايات المتحدة في “إسرائيل” سيوفر أيضاً الوقت للكيان من خلال الوصول الفوري إليها في حالة نشوب حرب واسعة النطاق مع الشمال أو مع إيران.
منحت مذكرة التفاهم الأخيرة الموقعة بين الكيان وواشنطن في عام 2016 في عهد الرئيس باراك أوباما لـ “إسرائيل” مبلغاً تاريخياً بقيمة 38 مليار دولار كمساعدات عسكرية على مدى عقد من الزمان، مع الحديث عن توقيع الغرب لاتفاق نووي جديد مع إيران، ويمكن لـ “إسرائيل” أن تطلب المزيد من بايدن من أجل الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي.
جيروساليم بوست – ترجمة الهدهد
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.