تبدأ الشهر القادم في الهند أكبر انتخابات برلمانية في العالم، يشارك فيها نحو مليار شخص، وستستمر لنحو شهرين، وستحدد من سيحكم أكبر دولة من حيث عدد السكان.
فابتداء من 19 نيسان وحتى بداية حزيران المقبل، سيتوجه 969 مليون ناخب إلى صنادق الاقتراع لاختيار 543 شخصًا لعضوية البرلمان. ويعين شخصان آخران لينضما للبرلمان، ويصل بذلك عدد الأعضاء إلى 545 منتخبًا.
وستُجرى الانتخابات على 7 مراحل، أيام 26 نيسان، و7 أيار، و13 أيار، و20 أيار، و25 أيار، و1 حزيران. والسبب في ذلك هو نشر القوات الفدرالية مع كل جولة لضمان الأمن.
لا ضمانات
وقال باسكارا راو، رئيس مركز الدراسات الإعلامية ومقره نيودلهي، والرائد في أبحاث الانتخابات في الهند، إن استطلاعات الرأي تؤكد عدم وجود ضمانات لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، حيث إن الحملات الانتخابية الأطول تصب في صالح الحزب الحاكم.
ويتحدث راو عن ضرورة تقليص مدة العملية الانتخابية، إذ كلما طالت زادت فرصة الحزب الحاكم لاستخدام البنية التحتية الحكومية للقيام بالحملات الانتخابية.
وسيدلي الناخبون بأصواتهم من خلال 5.5 ملايين جهاز تصويت إلكتروني في 1.05 مليون مركز اقتراع، يقع بعضها في الجبال المغطاة بالثلوج في جبال الهيمالايا وصحاري راجاستان والجزر ذات الكثافة السكانية المنخفضة في المحيط الهندي.
وقال راو إن إنفاق الأحزاب السياسية والمرشحين لجذب الناخبين من المرجح أن يكلف أكثر من 1.2 تريليون روبية (14.4 مليار دولار).
أحزاب
يوجد نحو 2660 حزبًا سياسيًا مسجلًا في البلاد، وتتنوع رموز الأحزاب ما بين زهرة اللوتس التابعة لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، واليد لحزب المؤتمر المعارض، وغيرها من الرموز مثل الفيل والدراجة، والمشط والسهم.
وفي عام 2019، شاركت في الانتخابات 7 أحزاب وطنية و43 حزبًا على مستوى الولايات و623 حزبًا سياسيًا غير معترف به. ويتم الاعتراف بالأحزاب التي لها بصمة كبيرة في المجلس التشريعي للولاية. أما الذين لديهم حضور مهم في ولايات متعددة فيحصلون على علامة الحزب الوطني.
ويعد رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزب بهاراتيا جاناتا -الذي يقود ائتلافًا يضم أكثر من 30 حزبًا أهم عناصر المعادلة الانتخابية في 2024- أبرز اللاعبين في الساحة الانتخابية، في مواجهة التحالف الذي يقوده حزب المؤتمر المعارض الرئيسي، والذي يضم نحو 20 حزبًا.
وفي عام 2019، حقق حزب بهاراتيا جاناتا فوزًا ساحقًا بحصوله على 303 مقاعد. وكان للائتلاف ما مجموعه 353 مقعدًا. بينما حصل حزب المؤتمر على 52 مقعدًا، و91 مقعدًا مع الشركاء.
وحدد مودي -المتهم بتوريط البلاد في حالة انقسام ديني وعرقي- هدفه بالحصول على 370 مقعدًا لحزب بهاراتيا جاناتا، أي بـ67 مقعدًا عما كان عليه في عام 2019، وأن يتجاوز عدد مقاعد التحالف الذي يقوده 400 مقعد.
ويسعى مودي لولاية ثالثة في منصبه، وإذا فاز وأكمل 5 سنوات أخرى، فسيكون ثالث أطول رئيس وزراء خدمة في تاريخ الهند. فقد حكم أول رئيس وزراء للبلاد جواهر لال نهرو لمدة 16 عامًا و9 أشهر على التوالي، بينما حكمت ابنته إنديرا غاندي لمدة إجمالية بلغت حوالي 15 عامًا و11 شهرًا.
الجزيرة
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.