في الشهر الفضيل.. حزب الله إلى جانب النازحين

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

لم تكن الظروف التي حل بها شهر رمضان لهذا العام كغيرها من الظروف في السنوات الماضية. شهر الخير أتى هذا العام في ظلّ حرب وحشية شنها العدوّ الصهيوني على القرى الحدودية الجنوبية منذ الثامن من أكتوبر الماضي.


القرى التي اعتاد أهلها على المقاومة والتضحية، تُجسّد اليوم مشهدًا جديدًا من مشاهد التضحية والصمود والثبات، وأهل هذه القرى الذين نزحوا إلى الأقضية القريبة كانوا أيضًا محط اهتمام وخدمة ومساندة من قبل كوادر ومؤسسات حزب الله، الذي سعى منذ الساعات الأولى لاستنفار كلّ طاقات وجهود مؤسساته للوقوف إلى جانب الناس وتأمين كلّ ما يلزمهم، وقد تضاعفت الجهود أكثر فأكثر مع حلول شهر رمضان المبارك.

موقع الناشر التقى الدكتور شريف بيطار ممثل حزب الله في وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور، وذلك للاطلاع على برنامج التكافل الاجتماعي الذي يقوم به حزب الله للنازحين في منطقة قضاء صور وتحديدًا في شهر رمضان المبارك.


يشير الدكتور شريف أن حزب الله يتولى مع اتحاد بلديات صور تأمين العديد من الخدمات للأهالي النازحين في القضاء سواء في مراكز الإيواء البالغ عددها خمسة مراكز(الجامعة اللبنانية الألمانية، مدرسة صور الوطنية، مهنية صور، المدرسة الرسمية المختلطة، ثانوية صور الرسمية للبنات)، أم في غيرها من الأماكن حيث يتواجد النازحون، والذين بلغ عددهم وفقًا للإحصاءات الرسمية ما يقارب الـ 5600 عائلة أي 19500 نازح تقريبًا ضمن هذا القضاء.


وفي هذا الإطار يذكر الدكتور شريف أن حزب الله عمد لتأمين مادة المازوت لتشغيل المولدات في عدد من المراكز، فضلًا عن تغطية جزء من فواتير الكهرباء في هذه المراكز بالتعاون مع اتحاد البلديات، والعمل على تأمين 3 وجبات طعام يوميًا لكل فرد (وجبة إفطار، وجبة سحور، وجبة للأطفال) بالإضافة إلى توزيع الحصص الغذائية وحصص تتضمن مواد تنظيف على النازحين.


ووفقًا له، قدم حزب الله مبلغًا ماليًّا لكل عائلة (200$) مع بداية شهر رمضان المبارك. والجدير بالذكر أن مشروع الرعاية الصحية الذي أمنه الحزب منذ بدء حركة النزوح، لا زال قائمًا ومستمرًا خلال الشهر الفضيل، حيث تعمد الهيئة الصحية الإسلامية إلى تقديم رعاية صحية شاملة للنازحين وتأمين كافة الأدوية المتاحة وإجراء الفحوصات المخبرية لمن يحتاجها على نفقة الهيئة.


وفي سياق متصل، عمد حزب الله مؤخرًا إلى تفعيل خطة تأمين بدل إيجار السكن، حيث يتم دفع بدل الإيجار السكني للنازح لثلاثة أشهر سلفًا، وتختلف قيمة الإيجار من منطقة لأخرى، ويتم ذلك وفقًا للمستندات القانونية المطلوبة للحصول على بدل السكن، وقد تراوح المبلغ المدفوع عن كلّ شهر إيجار ما بين الـ 200 و330$.


وفي سياق متصل، يشير الدكتور بيطار إلى أن العديد من الخدمات الخاصة بشهر رمضان شملت أيضًا الأهالي الصامدين في القرى، لا سيما المبالغ العينية التي وزعت، والحصص الغذائية وحصص النظافة، فضًلا عن التعويض للأهالي الذين تضررت منازلهم أو آلياتهم ليتم العمل على صيانتها أو استبدالها. والجدير بالذكر أيضًا أن حزب الله يقوم حاليًّا بإعداد دراسة لما بعد الحرب، تحت عنوان “خطة التعافي من الحرب” والتي تشمل ثلاثة عناوين أساسية: “إعادة الإعمار، التعويض عن الخسائر، والتنمية الشاملة”.


الجهود الجبارة التي يقوم بها القيّمون في هذا المجال، تنعكس بشكل إيجابي جدًا في أوساط النازحين مهما اختلفت انتماءاتهم، فهم لم يجدوا سندًا ومعيلًا لهم في أزمتهم هذه سوى هذه المؤسسات المعطاءة، لا سيما في ظلّ الغياب شبه الكامل لمؤسسات الدولة، وهم الذين ضحوا طيلة كلّ السنوات الماضية وتمسكوا بأرضهم حتّى الرمق الأخير، لا زالت دعواتهم تتردّد حتّى هذه اللحظة “أن يحفظ الله سماحة السيد والمجاهدين”.


عند كلّ أزمة وشدة، يحتضن حزب الله أهله، يقف إلى جانبهم ومعهم يدًا بيد لعبور الأزمات والتحديات، وهو الذي عاهدهم دائمًا أن يبقى الدرع الحصين لهم والمساند الأول في وجه كلّ الصعوبات المعيشية والحياتية المفروضة عليهم، وليثبت حقًا أنه حاضر في كلّ ساح، من الناس وإلى الناس ومع الناس.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد