في ظل هرولة قيادات سياسية وروحية لبنانية لتنفيذ الأجندة الأميركية في لبنان، بصرف النظر عن ضررها على المصلحة الوطنية، وعن كونها في نهاية الخط توصِل الى المصلحة العليا لتل أبيب، يرى موقع الناشر أنه من المفيد إعادة تذكير هؤلاء بما كشفه “كبيرهم ومعلّمهم السحر” دايفيد شينكر في العاشر من اذار المنصرم.
اعترف ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق والمسؤول عن ملف الشرق الأوسط للفترة 2019 – 2021، أن بلاده منعت إنقاذ لبنان، وركّزت على كل المفاهيم التي إذا تم تطبيقها ستقوّض حزب الله، مشددًا على أن جزءًا مما فعلته إدارته في لبنان هو معاقبة حزب الله، داعيًا إدارة بايدن إلى مواصلة هذه السياسية.
ونشر موقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ملخّص مناقشة جرت مع شينكر حول الفترة التي قضاها في منصبه وكيف تتطور التحديات والفرص في المنطقة في بداية إدارة بايدن.
وقال شينكر خلال النقاش الذي شاركه فيه روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن، لقد تلقّيت عشرات الطلبات أو أكثر من لبنانيين أميركيين – ورسائل من الكونغرس – لتشجيع الإدارة على تعيين مبعوث خاص إلى لبنان، وأضاف لدينا دوروثي شيا وهي سفيرة رائعة. لذلك، هذا ليس مطلوبًا. هذا ليس الموقف الأنسب بالضرورة لشخص من خارج الحكومة.
ولفت شينكر إلى أنه قضى الكثير من الوقت في التنافس مع إيران على لبنان. واعترف أنه بينما كان لبنان يميل نحو الانهيار المالي لم يركّزوا على الشخصيات، بل على ما سمّاه “مبادئ الشفافية ومحاربة الفساد والإصلاح” وكل المفاهيم التي إذا تم تطبيقها ستقوّض حزب الله.
وقال: تمكّنا من إبقاء الفرنسيين في حالة تحفّظ، ومنعنا إنقاذ الدولة قبل تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الحاسمة، من وجهة نظره.
وأضاف: لقد فرضنا سلسلة من العقوبات على حزب الله وحلفائه اللبنانيين، بما في ذلك، والأهم من ذلك، غير الشيعة، وبلغت ذروتها في تصنيف جبران باسيل بموجب قانون ماغنتسكي بسبب الفساد. وأعتقد أن جزءًا مما فعلناه في لبنان، وأشجّع الإدارة الحالية على الاستمرار فيه، ليس فقط معاقبة حزب الله. يجب عليها أيضًا معاقبة حلفائها والأشخاص الفاسدين من أجل إرسال رسالة واضحة جدًا: أنه لم يعد بإمكانكم امتلاك حساب مصرفي في أوروبا إذا كنتم تسرقون أموال لبنان وتتنقّلون بالسيارات مع حزب الله وتساعدون في الحفاظ على مركزه.
وتحدّث شينكر عن تهديد إدارته للفرنسيين من أجل إدخال تعديلات على مشروع قرار خاص باليونيفيل في لبنان، قائلاً: أقنعنا الفرنسيين الذين كانوا قيّمين على كتابة مشروع القرار حول مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) بإجراء بعض التغييرات الصغيرة ولكن المهمة، تحت التهديد باستخدام حق النقض الفيتو.
ولفت إلى وجود فرص لحدوث عدوان إسرائيلي، قائلًا: إحدى الطرق الأخرى التي يمكن أن تزداد عبرها الأمور سوءًا في لبنان هي حرب أخرى مع “إسرائيل”، ويبدو أن فرصها تتحسّن كل يوم، حيث يواصل حزب الله مسيرته بتحديث الصواريخ الموجّهة بدقة واستيراد أنظمة مضادة للطائرات أكثر تقدّمًا.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.