رسالة من عونيّ إلى البطرك الراعي

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

بيار لويس عون – خاص موقع الناشر

يا سيدنا البطرك، أنا أتفهمّ وجهة نظرك من أن قرار الحرب والسلم يجب أن يكون بيد الدولة، وأتفهّم أن سلاح المقاومة يجب يكون بإشراف الجيش اللبناني، لكن لنتكلم منطق لنفهم على بعضنا بعضًا. هل بإمكانك، لو سمحت، أن تجيبني على بعض الأسئلة -بصفتي مواطنًا لبنانيًا ومارونيًا- عسى أن نتوصل لحل وسط، وهكذا حين تتحدث في موضوع حساس يفهم عليك الناس وتوصل رسالتك كما يجب أن تصل؟

١- “إسرائيل” خلقوها فعليًا سنة ٤٨، ومن وقتها أرضنا وبحرنا وجونا مستباحة بشكل سافر، ومن وقتها استشهد أكتر من ٦٣ ألف مواطن لبناني نتيجة الاجتياحات والاعتداءات المتكررة، دون أن يقدر سلاح الدولة على مواجهتها. هل يمكن أن تطمئنني حول هذا الموضوع ؟

٢- على من تتكل بمطالبتك بتسليم سلاح المقاومة للدولة، في وقت لم تستطع فيه لا الأمم المتحدة ولا المجتمع الدولي ولا حتى التوراة أن يمنعوا “إسرائيل” ويوقفوها عند حدها فيما يتعلق بالتعدي على سيادة لبنان وحقوقه؟ هل تتكل على أخلاق الحريري وجنبلاط والسنيورة وريفي وجعجع؟ هل تسلم قرار الحرب والسلم لـ”قرطة” عملاء ينفذون كل الأوامر الخارجية ضد مصلحة لبنان؟ هل تسلم قرار الحرب والسلم لمنظومة فاسدة؟ إذا كنت لا تستطيع أن تستأمنهم على خزينة الدولة هل تستأمنهم على السيادة؟

3- سيادتك تعرف أن سلاح المقاومة هو عامل توازن ردع مع العدو الإسرائيلي كما أنه عامل ردع لسلاح الإرهاب الخارجي والداخلي على السواء، لمصلحة من تطلع علينا كل فترة بكلام من نوعك كلامك الأخير، وأنت تعرف جيدًا أن كل جهة سياسية (ميليشياوية) لديها سلاح متفلت وليست عندها ضوابط لعدم استعماله عند كل مناسبة، وقد عشنا هذه التجربة عدة مرات وآخرها كان في خلدة، فلماذا هذا الإصرار المريب من قبلك؟ لماذا تريد أن تتحمل وزر هذا الموضوع وتحمّلنا كمسيحيين مسؤولية ردات الفعل؟

4- سيادتك تعرف جيدًا أنه لولا سلاح المقاومة كانت الحرب الأهلية قد اشتعلت عدة مرات اعتبارًا من سنة ٢٠٠٥، لكن بسبب حكمة قيادة المقاومة ما زلنا ولو نظريًا محافظين على شبه دولة متماسكة. فلمصلحة من كلامك في هكذا مواضيع؟

5- سيادتك تعرف جيدًا أن “إسرائيل” لم تنسحب من أرضنا المحتلة كلها، وهي تهدد بسرقة حقوقنا الاقتصادية في بحرنا، فلماذا لا تستغل علاقاتك الإقليمية والدولية من أجل الضغط على “إسرائيل” في هذا الموضوع، وتريد تجريدنا من مصدر القوة الوحيد الذي نملكه؟

6- هل تعلم سيادتك أن كل محاولات تغيير الديموغرافيا في لبنان، ومؤخرًا محاولة دمج النازحين السوريين بالمجتمع اللبناني، الذي يمنعها هو موقف رئيس الجمهورية وسلاح المقاومة؟ لماذا لا تأخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار؟

7- سيادتك تعرف جيدًا أن تاريخ الموارنة كله مقاومة من أكتر من ١٤٠٠ سنة، فلماذا تناقض تاريخنا؟

حين تجيبني عن هذه الأسئلة وتقنعني، صدقني أنا كمواطن، سأكون أول من ينادي بطروحاتك، لكن من الآن إلى ذلك الوقت، ليتك يا سيدنا تهتم بالضغط على المجتمع الدولي، لسحب الذرائع من يد المقاومة عبر تقديم الإجابات عن الأسئلة التي سألتك إياها، عندها يصبح مجد لبنان فعلًا لا قولًا فقط.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد