في الوقت الذي اتخذت فيه اميركا قرارها بفرض الحصار على محور المقاومة لإضعاف إمكانيات حزب الله، زاد هذا الحصار من عزيمة المحور.
بعضٌ مِن الذين يكنون العداء والكراهيه لمحور المقاومة شكّكوا بإمكانيات حزب الله بإدخال المحروقات إلى الأراضي اللبنانية، وبعضٌ منهم قال إن هذا حصار ايراني، ومنهم من قال إن ايران لديها مطامع داخل الأراضي اللبنانية، ومنهم من قال إن لبنان ليس بولاية الفقيه، بالإضافة إلى ديفيد شينكر الذي قال إن استقدام النفط من ايران مجرد دعايات شعبوية.
بعد خطاب قائد المقاومة واستخدامه سياسة العصا والجزرة حيال الوضع في لبنان وحيال التداخلات الأجنبية، تراجعت الولايات المتحدة عن كونها الرعب الأكبر واتخذت دور الحمل الدبلوماسي الوديع، وهذا من أجل مصالحها الخاصة مع كل من إيران وسوريا، ومنها إعادة إحياء الاتفاقية النووية المشتركة مع إيران أو إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA). وفي مقال لصحيفة foundation of defense of democracies، قال طوني بدران التالي: “لكي تنجح الخطة الأمريكية، سيحتاج فريق بايدن إلى تعاون نظام الأسد، وبالتالي سيحتاج إلى التنازل عن العقوبات المفروضة على دمشق. تتطلع إدارة بايدن إلى تأمين استثمارات لإعادة تأهيل البنية التحتية في سوريا. هذا بالإضافة إلى رسوم العبور التي سيطلبها الأسد ويفترض أن يجمعها. في حين، إن مبادرة واشنطن هي تطور إيجابي لكل من حزب الله وحليفه السوري. سيحصل الأسد على إعفاءات من العقوبات واستثمارات محتملة، بينما يحافظ حزب الله على موقفه على جانبي الحدود. إلا أن علامات الاستفهام تدور حول العداء المزعوم بين إعلان نصر الله الخطة الإيرانية ودوران الغاز المصري عبر سوريا أي الخطة الأمريكية العربية والتي من المفترض أن تسبب احتكاكًا بين طهران ودمشق. من خلال الإذعان الظاهر للشحنة الإيرانية والتطلع بنشاط للتنازل عن العقوبات المفروضة على الأسد، فإن موقف إدارة بايدن هو انتصار لإيران. وعليه، يظهر لنا الآن أن سياسة واشنطن تجاه لبنان، والتي غالبًا ما يقوم مؤيدوها بتسويقها على أنها ساحة منافسة مع إيران، هي من الناحية الهيكلية، سياسة موالية لإيران”.
دماء الشهداء التي سالت في سوريا هي التي صنعت النصر. هؤلاء الفتية الذين قضوا نحبهم لكسر الحصار الجغرافي، ها هي دماؤهم تكسر الحصار الاقتصادي الأميركي. جميع من في لبنان -المحبون منهم والحاقدون- مدينون لدماء أولئك الفتية الذين قيل لهم يومًا: ماذا لدينا في سوريا؟ اليوم وبعد وصول الصهاريج التي تحمل أولى شحنات الوقود التي رست في ميناء بانياس واتجهت من سوريا نحو لبنان عبر الحدود البرية في منطقة البقاع حاملة معها شعار ” كسر الحصار الأمريكي” يتأكد المؤكد أن للبنان رجلًا إذا وعد وفى.
شكرًا سوريا الأسد، شكرًا للجمهورية الإسلامية في إيران وكل الشكر لأحذية شهدائنا.
وختامًا، السلام على الخميني العظيم كلما ضعفت أمريكا.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.