حسن محمد خليفة * – خاص الناشر |
تقول المعارضة إنها اتفقت فيما بينها على اسم وزير المالية الأسبق جهاد أزعور، كمرشح لرئاسة الجمهورية في لبنان، لتضع الكرة في ملعب عين التينة، إذ ترى انه في هذه الحالة يتعين على رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أن يدعو فورًا إلى جلسة انتخابية، بما أنه وعد والتزم بالدعوة الى جلسة فور تسمية مرشّح من قبل القوى التي ترفض انتخاب سليمان فرنجية.
نشوة المعارضة بعد الاتفاق هي في أقصى درجاتها، إذ أعلنت أنها تملك 68 صوتًا لمرشحها جهاد أزعور، فيما لا يمتلك المرشح سليمان فرنجية أكثر من 59 صوتًا.
ولكن، ماذا لو حصل السيناريو التالي تحت قبة البرلمان خلال الجلسة الانتخابية؟
أن يحصل فرنجية على أصوت حركة أمل (15 صوتًا)، حزب الله (15 صوتًا)، النواب المستقلين (9 أصوات)، نواب السنة (17 صوتًا)، تيار المردة (صوتين)، الطشناق (3 أصوات)، مسحيين من مختلف التيارات والكتل (5 أصوات)، فيكون مجموع الأصوات لفرنجية 66 صوتًا؟ماذا لو حصل فرنجية على أكثر من 65 صوتًا؟
في المقابل، سيحصل أزعور على أصوت القوات اللبنانية (18 صوتًا)، التيار الوطني الحر (13 صوتاً)، التغيريين (8 أصوات)، شخصيات مستقلة (9 أصوات)، الكتائب اللبنانية (5 أصوات) ، حركة الاستقلال (صوتين)، نواب السنّة (4 أصوات)، حزب الوطنيين الأحرار (صوت واحد)، فيكون مجموع الأصوات لأزعور 59 صوتًا، مع تسجيل امتناع عن التصويب لبعض النواب من التغيريين والتيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي.
هذا السيناريو يعني الإطاحة بمرشح المعارضة جهاد أزعور، ويسدد هدفًا قاسيًا في مرماها. عندها، من البديهي أنها ستعمد إلى تعطيل عقد جلسة ثانية بعد الأولى لعرقلة انتخاب سليمان فرنجية. حينها، تعود الأمور إلى مربعها الأول وتصبح المعارضة هي المعطلة لانتخاب رئيس للجمهورية.
وهنا السؤال: ماذا عن شمّاعة العقوبات التي أطلقتها مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربرا ليف، خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية الفرعية في مجلس الشيوخ، بأنّ إدارة الرئيس جو بايدن تنظر في فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين، بسبب فشلهم حتى الساعة في انتخاب رئيس للجمهورية؟ هل ستتجرأ الولايات المتحدة على الاعتراف بالهزيمة وإفساح المجال أمام انتخاب سليمان فرنجية؟ أم على عادتها ستضع رأسها في الرمال وكأن شيئًا لم يحصل؟
وفي السياق، أوساط ديبلوماسية تؤكد أن الراعي سمع كلامًا واضحًا من الرئيس الفرنسي بدعم سليمان فرنجية، وأنه يجب على المسيحيين أن يحاوروا الجميع بمن فيهم حزب الله.
وعليه، فإن المعارضة اليوم أمام تحدٍ كبير، ولا بد أن تكشف الأيام المقبلة حجم خياراتها، وإنْ كانت صحيحة أو خاطئة.
- إعلامي في قناة المنار
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.