تستمر اللقاءات والاجتماعات بين افرقاء المعارضة من جهة وبين القوات والتيار الوطني الحر. وتتقدم طروحات وتتراجع في وتيرة متسارعة تواكبها مساعٍ واتصالات بين كل القوى السياسية والهدف حل الأزمة اللبنانية واولى خطواتها انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ولهذه الغاية أعلنت مصادر متابعة ان اجتماعات مستمرة بين القوات والتيار بهدف التوصل الى اسم موحد بعد أن سقط اسم الوزير السابق جهاد ازعور مع التأكيد أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لا زال متمسكًا بقرار انه لن يسير بمرشح لا يرضى عنه حزب الله ويعمل للوصول إلى اسم يمكن ان يفاوض مع حزب الله وحلفائه عليه. وعلم ان البوصلة تتجه لترسو على النائب غسان سكاف على اعتبار ان ترشيح سكاف يجذب المستقلين ويرضي وليد جنبلاط ويرضى به النواب السنة، والاهم انه لا يزعج حزب الله الذي ما زال يتمسك بمرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لواقعية اعتاد هذا الحزب التعاطي معها متسلحًا بالصبر والحكمة في آن معًا.
إن الجديد بين صفوف المعارضة كان كتائبيًّا؛ فبعد أن كان سامي الجميل أول من أعلن رفضه تأمين النصاب لمرشح حزب الله كما اسماه عاد وأكد من دار الفتوى استعداد كتلته لحضور جلسة انتخاب رئيس تُطرح فيها كل الاسماء، وهو لن يؤمن نصاب مرشح الحزب. فهل حاول رئيس الكتائب النأي عن الثنائية المسيحية التي لم تتعاطَ معه شريكًا ويرفض ان يكون خلف القوات اللبنانية واعلانها عدم تأمين النصاب؟ وهل أرادت القوات سوق المعارضة لمواجهة سياسية ام انها بداية تراجع الى الوراء؟
وسط هذا قال وليد جنبلاط إنه ليس في وارد القبول برئيس لا يحظى بمؤازرة مسيحيّة وكتلة نيابيّة، وازنة وكان يقصد التيار والقوات، معلنًا انه يريد انتخاب رئيس غير مسيس على حد تعبيره ولا يشكل تحدّيًا لأحد مخرجًا نفسه من لعبة تأمين النصاب. فهل ما تقدم يوحي بموت التسوية الفرنسية؟
بحسب مصادر مطلعة أن فرنسا اقترحت تسوية فرنجية – سلام نتيجة رؤية جدية وعملت عليها مع السعودية التي كانت ترفض فرنجية، ما اضطر الرئيس الفرنسي ماكرون للاتصال مباشرة بولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي أبلغه أن لا اعتراض سعوديًّا على اسم فرنجية، على الرغم من أن المملكة السعودية لن تضغط على حلفائها في لبنان لانتخاب سليمان فرنجية ولم تضع واشنطن فيتو عليه مكتفيتين بشرط التوافق الداخلي في لبنان وفق الدستور لتبقى مسألة تأمين التوافق عقبة تعرقل التسوية يتحمل مسؤوليتها الفريق المسيحي وفي مقدمته القوات والتيار الذي يغامر بما تبقى له من رصيد سياسي وتراجع حاد في شعبيته، في حين عُلم أن حزب الله يعمل بصمت على تذليل العقبات، ولهذه الغاية يراقب لقاء يجمع الوزير باسيل بالحاج حسين الخليل بدأ التحضير له مع مسؤول وحدة التنسيق والارتباط الحاج وفيق صفا الذي عرض على باسيل التعاون مع فرنجية بتسمية قائد الجيش على أن تكون تسمية الحاكم مرضية لباسيل الذي فشلت مفاوضاته مع القوات بواسطة فادي كرم وجورج عطالله وباءت بالفشل؛ فالسعودية لن تعكر علاقاتها الدولية مع إيران أو سوريا أو فرنسا وهي لن تتدخل حتى الساعة لكنها لن ترفض التدخل والايعاز مواربة بانتخاب فرنجية حتى لا تزعج واشنطن.
يبقى الداخل اللبناني المعارض مستعدًّا للمضيّ خوفًا من فرض عقوبات فرنسية سعودية على من يعرقل انتخاب الرئيس، فلربما تقضي اللعبة الديمقراطية الذهاب باسمين او ثلاثة يتنافسون، الا أن رئيس تيار المردة الرئيس العتيد بعد أن أصبح جليًّا أن تأمين النصاب أصبح بحكم الحاصل واكثرية الـ”٦٥” صوتًا يعول عليها الثنائي الشيعي بالتوافق بين التيار وحزب الله لتأمين الأصوات المطلوبة.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.