قال الصحافي إليس جيفوري في مقال على موقع «ميدل إيست آي» إن إيران تتوقع استلام طائرات مقاتلة روسية متطورة من طراز «سوخوي سو-35» بداية فصل الربيع، وفقًا لوكالة أنباء تسنيم الإيرانية.
وقال شهريار حيدري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيرانية، خلال عطلة نهاية الأسبوع، إنه بالإضافة إلى طائرات سوخوي سو-35 الحربية، طلبت طهران معدات عسكرية أخرى من روسيا، من بينها أنظمة الدفاع الجوي، وأنظمة الصواريخ، والمروحيات.
مرحلة جديدة
تعد تصريحات حيدري أول اعتراف رسمي بأن الإيرانيين يتوقعون استلام طائرات سوخوي سو-35، كما يقول حميد رضا عزيزي، الخبير في الجغرافيا السياسية والأمن في الشرق الأوسط في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية. وأضاف الكاتب أن إيران طلبت شراء 24 طائرة من أكثر الطائرات الروسية تطورًا. ومع ذلك، لم تؤكد روسيا بعد مثل هذه الصفقة.
وقال عزيزي لموقع «ميدل إيست آي»: «على الجانب الروسي، انتشرت شائعات غالبًا من قنوات غير رسمية تجري فيها مناقشة المعلومات المتعلقة بالمسائل العسكرية. وعلى الجانب الإيراني، لم يكن هناك تأكيد يذكر من قادة رفيعي المستوى في الحرس الثوري».
أضاف عزيزي أنه على عكس التصريحات السابقة، فإن الحديث هذه المرة عن الطائرات المقاتلة أكثر جدية، فيقول: «هذه هي المرة الأولى التي يُتداول فيها هذه التقارير، ولم يكن هناك نفي من الجانب الروسي أو الإيراني».
ويذكر الكاتب أنَّ إيران كانت واحدة من الدول القليلة التي ساعدت روسيا عسكريًّا في أوكرانيا. ومع التضاؤل السريع للمخزونات الروسية من الصواريخ، تحولت موسكو إلى إيران لتعطيل التقدم العسكري الأوكراني بشكل سريع وفعال من حيث التكلفة وخسارة المزيد من الأراضي.
تشير التقارير إلى أن روسيا اشترت عدة مئات من الطائرات الإيرانية المسيَّرة، وطلبت ألف طائرة أخرى. وقال عزيزي إن الاتفاق الأخير خاصةً فيما يتعلق بالطائرات المقاتلة، إذا تحقق فسيعني أن «التعاون العسكري الإيراني الروسي قد دخل في مرحلة جديدة تمامًا غير مسبوقة في تاريخ العلاقة بين الجانبين».
اختلال ميزان القوة
يشير الكاتب إلى أنَّه في الماضي، كانت روسيا حذرةً من منح إيران تفوقًا عسكريًّا في المنطقة. وفي هذا الصدد قال عزيزي: «كانت سياسة روسيا في الشرق الأوسط دائمًا قائمة على الحفاظ على التوازن بين إيران وخصومها، مثل السعودية وإسرائيل والآخرين».
في حين أن إيران وروسيا تربطهما علاقات جيدة منذ فترة طويلة، وكانا شريكين في الحرب السورية على مدار العقد الماضي، فإن عزلة موسكو العالمية بسبب أوكرانيا تقود العلاقة إلى منطقة جديدة، نظرًا إلى اعتماد روسيا المتزايد على إيران.
ونوه عزيزي إلى أن: «الشيء الوحيد الذي تفتقر إليه إيران فعليًّا في المجال العسكري وتحتاج حقًّا إلى تحديثه هو قوتها الجوية، بسبب نقص الطائرات المقاتلة المتقدمة».
أدى الافتقار إلى القوة الجوية في المقام الأول إلى تقدم صناعة الطائرات المسيَّرة، والصواريخ الإيرانية في العقود الأخيرة. لكن عدد الطائرات في الصفقة سيلبي جزئيًّا فقط الاحتياجات الأمنية لإيران.
وأكد عزيزي أنه «يجب أن نضع في اعتبارنا أيضًا أن عدد الطائرات المقاتلة التي قد تزود بها روسيا إيران ليس كبيرًا جدًّا. لذلك، فهي ليست دفعة كبيرة للقوة الجوية الإيرانية».
ويستدرك الكاتب أنَّه مع ذلك ربما تعني الصفقة أن روسيا قد تتعاون تعاونًا متزايدًا مع إيران بشأن القضايا الإقليمية، أو قد تؤدي إلى تحوُّط دول المنطقة ضد العلاقات الوثيقة بشكل متزايدٍ بين الجانبين.
ويختتم الكاتب بتصريح عزيزي الذي يقول: «سينتج من ذلك بالتأكيد تغييرات في الطريقة التي يُنظر بها إلى موسكو. مهما كانت مزايا التقارير المتعلقة بطائرات سوخوي سو-35 المقاتلة، فمن الواضح أن كلا الجانبين يعملان على رفع مستوى تعاونهما العسكري».
ترجمة ساسة بوست
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.