إن كان الفيلم المصري قد اخرج المرأة العربية من كل تربيتها وثقافتها عن قصد او غير قصد فقد نجحت إلى حدٍ ما الأهداف المرسومة لتشويه المرأة في بلادنا.
الفيلم المصري بأكثريته الساحقة يحاول أن يقنعك بالكثير منه أن اقتناء المال والوصول إلى ما يصبو اليه كل إنسان لا يتم إلا بالطرق الملتوية وغير الشرعية مثل “يا عزيزي كلنا لصوص”، “عصابة حمادة وتوتو”، “اللص والكلاب”، “عصفور له أنياب”، ومعظم افلام عادل إمام تدور حول ذلك، وبالنهاية يأتي البوليس وبعتقل الخارجين على القانون بعدما اقنعونا باللاوعي انك لن تكون إنساناً ناجحاً ان اتّبعتَ سبيل العفّة والشرع ونظافة الكف، بل عليك “بالفهلوة” “وشوف الدنيا ماشية ازاي”.
اما رجل الدين في الفيلم المصري فهو دائماً محط السخرية ولا قيمه له أو وزن بل مجرد “مأذون” “يُزَوِّج ويُطلّق” ولا يتحدّث إلا بالفصحى ليبدو شاذاً عن الناس والمجتمع، ولا بد أن يكون في أكثرية الأفلام المصرية معاقاً او شبه معاق مما حوّل نظرة الناس كلها على طول البلاد العربية وعرضها إلى أن رجل الدين عبارة عن مهرّج بينما نجد ان رجال الدين في عصرنا الحديث غيّروا مجرى التاريخ بدءاً بالإمام الخميني قدس الله روحه الطاهرة وخليفته السيد القائد الخامنئي وسماحة امين عام حزب الله الذي بانتصاراته جعل من لبنان الصغير الضعيف أصعب رقم في المنطقة. نعم الفيلم المصري لعب دوراً خبيثاً وخطيراً بحق رجل الدين المسلم.
ولا ترى فيلمًا مصريًا يركز على العلم والثقافة والمعرفة وعلى الأخطار التي واجهت وتواجه الأمة، بل أفلامًا تعتمد على الحب الإباحي والتفاهة والتسطيح والفراغ الاجتماعي والسياسي والديني. وأشهر كلمة في الأفلام المصرية هي “طلَّقني” وكأنَّ الطلاق وهدم الأسرة يعتمد على هذه الكلمة.
وقد شتهرت الأفلام المصرية الهابطة والخطيرة بعد زيارة السادات إلى الكيان الصهيوني وقرار العرب مقاطعة الأفلام والمسلسلات المصرية عام ١٩٧٩ -عقابًا على ما فعله السادات، ولن نصدق ذلك ابدًا- فبدأ انتاج الأفلام والمسلسلات المصرية يتم من خلال شركات سعودية وشركات تمويل يهودية بأسماء مصرية وعربية واشتهرت في حينها ما سمي بأفلام “المقاولات” فجاءت غاية في الإسفاف الأخلاقي والاجتماعي والديني حتى وصل الفيلم المصري في وقتنا هذا إلى الفيلم المنبوذ عربياً بسبب المستوى الذي يقدم فيه القصص والممثلين، فبرزت بقوة المسلسلات السورية والخليجية وخرج الفيلم المصري من الباب. وعندما تنفسنا الصعداء دخل علينا المسلسل التركي الذي لا يقل خطورةً وخبثاً عن الفيلم والمسلسل المصري.
كَم نحتاج إلى الوعي واستنهاض الناس أمام هذه الحرب الإعلامية على بلادنا والتي مهدت كلها لسقوط الكثير من القِيَم والمبادئ السامية لمجتمعاتنا وتاريخنا وتراثنا. وأتوجه إلى جميع شرائح المجتمعات العربية ان يتسلحوا بالوعي والحذر مما تقدمه معظم الشاشات العربية أولًا وأخيرًا.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.