“كابوس ترامب يلوح من جديد”، بهذا العنوان المثير استهلّ الكاتب مايكل جيرسون مقاله في صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) قائلا إن الكابوس المحتمل للسياسة الأميركية يتمثل في سيطرة جمهورية موحدة على الحكومة الفدرالية بيد دونالد ترامب المعاد انتخابه وتمكينه في عام 2025.
وأضاف جيرسون أن سبب هذا الكابوس ينبغي أن يكون واضحا لأن كل قسط جديد من المعلومات التي تصدر عن سلوك ترامب بعد انتخابات 2020، وآخرها تقرير أولي من اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، يكشف عن محاولة جادّة ومنسقة للإطاحة بالحكومة الأميركية الشرعية.
وفي الوقت نفسه تقريبا الذي كان فيه ترامب يجمع أعوانه ويطلق العنان لهم لتخويف أعضاء الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 كان يضغط على قيادات في وزراة العدل لتوفير غطاء قانوني لجهوده لمنع التصديق على الانتخابات، وعندما رفضوا وهددوا بالاستقالات الجماعية تراجع في النهاية. ووصم الكاتب ترامب بأنه خارج عن القانون ومتهور، ولكن يبدو أن لديه طريقا واقعيا للعودة إلى السلطة.
وذكر أن الناخبين الأميركيين مستقطبون على نحو متزايد وفق مستوى التعليم، إذ تحول البيض الحاصلون على تعليم جامعي إلى الحزب الديمقراطي وتحول غير المتعلمين إلى الحزب الجمهوري، وهو ما يمثل سلبيات للديمقراطيين لأن عدد الناخبين من غير الجامعيين أكبر بكثير من الذين يمتلكون تعليما جامعيا.
إذا عاد ترامب إلى الرئاسة فسيتم التخلص عمدا من كثير من القيود السابقة المفروضة على سلطته ولا يوجد سبب لعدم محاولته ترسيخ سلطته الشخصية على وحدات إنفاذ القانون العسكرية والفدرالية لتوظيفها لتكون ناديا متنمرا في أوقات الاضطرابات المدنية.
ويميل الناخبون الجامعيون إلى الوجود في المناطق الحضرية، فذلك يجعل نفوذهم مركزيا ومن ثم يقلل من تأثيرهم. وتكافئ الهيئة الانتخابية والطريقة الدستورية للتمثيل في مجلس الشيوخ أولئك الذين يسيطرون على المساحات المفتوحة الواسعة.
ومعنى هذا الأمر في الممارسة العملية، كما نبّه الكاتب، أن الديمقراطيين بحاجة إلى التفوق بدرجة كبيرة على الجمهوريين في المنافسات الوطنية للحصول على نتائج متواضعة في السباقات الرئاسية ومجلس الشيوخ، كما يعني أن الديمقراطيين، كي يظلوا قادرين على المنافسة، يحتاجون إلى الفوز في الأماكن التي لا يفوزون بها حاليا، والاستفادة من مجموعات لا يستفيدون منها حاليا والتحدث بلهجات ثقافية لا يتحدثونها حاليا.
واختتم الكاتب مقاله محذرا بأنه إذا عاد ترامب إلى الرئاسة فسيتم التخلص عمدا من كثير من القيود السابقة المفروضة على سلطته، ولا يوجد سبب لعدم محاولته ترسيخ سلطته الشخصية على وحدات إنفاذ القانون العسكرية والفدرالية لتوظيفها لتكون ناديا متنمرا في أوقات الاضطرابات المدنية.
كما لا يوجد سبب يمنعه من استخدام الموارد الفدرالية لمضايقة المعارضين السياسيين وتقويض حرية الصحافة وتغيير نتائج الانتخابات، وهذه هي أهدافه المعلنة سابقا.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.