شنت حركة “حماس” حملة إعلامية على حسين الشيخ، أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بعد مقال نشر قبل أيام في صحيفة “فورين بوليسي” وصف فيه حسين الشيخ بأنه “رجل “إسرائيل” في رام الله”.
تُرجم المقال إلى اللغة العربية، وأصبح حديث اليوم في الشارع الفلسطيني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ويحظى حسين الشيخ بشعبية منخفضة جدًا في الشارع الفلسطيني ويعتبره الكثير من الفلسطينيين فاسدًا ومتحرشًا جنسيًّا.
ينفي مقربو حسين الشيخ الاتهامات الشعبية المنسوبة إليه، ويزعمون أن مصدر التشهير يكمن في المسؤولين الفلسطينيين الذين يواجهونه في معركة الخلافة في السلطة الفلسطينية.
لكن مسؤولين كبار في “إسرائيل” يؤكدون أنه من الناحية السياسية والأمنية، فإن حسين الشيخ هو المرشح المفضل لدى “إسرائيل” لخليفة محمود عباس بعد خروجه من المسرح السياسي.
وقال مصدر أمني رفيع إن حسين الشيخ هو أسوأ الأقلية بالنسبة لـ”إسرائيل” وأن المشكلة الرئيسية هي كيفية ضمان انتخابه لمنصب رئيس السلطة الفلسطينية في الانتخابات العامة التي ستجرى في الضفة الغربية وقطاع غزة، لن يوافق الفلسطينيون على خليفة لمحمود عباس دون أن يكون منتخبًا بشكل قانوني في انتخابات عامة، وبالتالي لا مفر من إجراء انتخابات عامة حتى يحصل خليفة محمود عباس على الشرعية الفلسطينية والدولية.
تدعي “إسرائيل” رسميًا أنها لا تتدخل في معركة الخلافة في السلطة الفلسطينية، وأن هذا شأن داخلي للفلسطينيين، لكن كل طفل فلسطيني يعرف أنه لا يمكن لأي شخصية فلسطينية أن تصبح رئيسًا للسلطة الفلسطينية دون موافقة واضحة من “إسرائيل”.
ومن هذا المنطلق فإن وضع حسين الشيخ جيد ويحظى بدعم كبير من “إسرائيل” والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، كما تدعمه دول عربية مثل مصر والأردن والمملكة العربية السعودية وقطر.
حسين الشيخ له علاقات وثيقة مع رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، ورئيس الشاباك رونان بار، ومنسق العمليات في الضفة الغربية غسان عليان، وكذلك علاقات وثيقة مع وكالة المخابرات المركزية.
حسين الشيخ مقرب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وهو جزء من العصابة الفاسدة التي تحيط به والتي تسمى باللغة العربية “سحيجة”.
يعرّف مسؤول أمني إسرائيلي كبير حسين الشيخ بأنه شخصية معتدلة وماكرة للغاية، متخصص في العلاقات العامة والتملق لمن هم في السلطة والنظام الذي يفضل الحوار مع “إسرائيل” على المواجهة العسكرية معها، وبحسبه، عمل حسين الشيخ في الأشهر الأخيرة بنشاط على جميع المستويات وبطرق إبداعية لمنع انهيار السلطة الفلسطينية، وهو ما يراه إنجازًا وطنيًا للفلسطينيين.
التنافس مع مروان البرغوثي ..
وفقًا لمسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، فإن المنافس الرئيسي لحسين الشيخ على قيادة فتح هو مروان البرغوثي، الذي يقضي عقوبة بالسجن المؤبد 5 في سجن إسرائيلي لقتله إسرائيليين، وهناك منافسة كبيرة بين الاثنين منذ أن هزم حسين الشيخ مروان البرغوثي في الانتخابات لمنصب أمين عام حركة فتح منذ سنوات عديدة.
يتصدر البرغوثي استطلاعات الرأي العام الفلسطيني باعتباره المرشح المفضل لدى الفلسطينيين ليكون خليفة محمود عباس.
وتزعم السلطة الفلسطينية أن حسين الشيخ ساعد محمود عباس في منع إطلاق سراح مروان البرغوثي من السجن في إطار “صفقة شاليط” عام 2011، كما يزعم مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية أن حسين الشيخ يعمل حتى اليوم على إفشال الإفراج عن مروان البرغوثي في إطار صفقة تبادل الأسرى الجديدة مع حماس.
يعارض المستوى السياسي في “إسرائيل” إطلاق سراح مروان البرغوثي في أي صفقة تبادل أسرى لأنه يعتبر المهندس للانتفاضة الثانية.
كانت زوجة مروان البرغوثي تعمل -في الأسابيع الأخيرة- على إطلاق سراح زوجها من السجن الإسرائيلي، والتقت بمسؤولين كبار في العالم العربي ومسئولين دبلوماسيين في الولايات المتحدة وأوروبا وطلبت منهم العمل من أجل إطلاق سراح زوجها، وفقاً لها، لديها وعد من قيادة حماس بأنها ستطالب “إسرائيل” بالإفراج عنه كجزء من صفقة تبادل الأسرى القادمة.
كما تحاول إقامة دعم دولي لزوجها ليترأس السلطة الفلسطينية بعد تنحي محمود عباس عن المسرح السياسي.
وتجدر الإشارة إلى أن “إسرائيل” تعارض بشدة إطلاق سراحه، الأمر الذي يعزز مكانة حسين الشيخ كخليفة مفضل لدى “إسرائيل”.
موقع نيوز 1 – يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.