بعد جدل سياسي محموم استمر 3 أيام استقرت المعارضة التركية على اختيار رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو لخوض انتخابات الرئاسة المقررة في 14 أيار المقبل بمواجهة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وبدا أن تحالف المعارضة الرئيسي تمكن من التوصّل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة، لينتهي الأمر بالأحزاب الستة المكونة للتحالف إلى اختيار كليجدار أوغلو، على أن يكون قادة أحزاب التحالف نوابا له إذا نجح في المهمة الصعبة بالفوز في الانتخابات، مع دور أساسي لرئيسي بلديتي إسطنبول وأنقرة.
وحسب تقرير لوكالة رويترز للأنباء، فإن أبرز شخصيات المعارضة في السياسة التركية هم كالتالي:
كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري
يقود كمال كليجدار أوغلو (74 عامًا) حزب الشعب الجمهوري الذي يعد المعارض الرئيسي في تركيا، وهو حزب علماني ينتمي ليسار الوسط منذ 2010، وفشل الحزب تحت قيادته في تقليص الفجوة مع حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان في الانتخابات البرلمانية.
مع حصول الحزب على نسبة تأييد تتراوح بين 22 و26% في الانتخابات العامة شكك منتقدون في قدرته على جعل حزب الشعب الجمهوري الحزب الرائد على المستوى الوطني.
وكان كليجدار أوغلو موظفًا حكوميًا يدير مؤسسة التأمين الاجتماعي قبل دخول السياسة، وهو هدف مفضل لانتقادات أردوغان في خطاباته، وذاع صيته في 2017 عندما قاد مسيرة معارضة من أنقرة إلى إسطنبول احتجاجًا على سجن أحد نواب حزبه في البرلمان.
قاد كليجدار أوغلو تشكيل تحالف مع حزب الجيد، وهو حزب قومي وسطي، مما ساعدهما على الفوز في الانتخابات البلدية بإسطنبول وأنقرة في 2019، وقاما بتوسيع ما يسمى تحالف الأمة في 2022، وعملا معا لطرح مرشح رئاسي مشترك.
ورغم بعض المعارضة من الجمهور -خاصة مؤيدي حزب الجيد- قدم كليجدار أوغلو نفسه مرشحًا رئاسيًا بعد موافقته على ترشح رئيسي بلدية إسطنبول وأنقرة لمنصب نائبي الرئيس.
ميرال أكشنار زعيمة حزب الجيد
برزت وزيرة الداخلية السابقة ميرال أكشنار (66 عامًا) في السنوات القليلة الماضية كمنافسة محتملة لأردوغان، وطردت من حزب الحركة القومية اليميني في 2016 بعد أن فشلت محاولتها للإطاحة بزعيمه البارز دولت بهجلي.
وفي 2017 شكلت حزب الجيد (قومي معتدل) الذي دخل في تحالف مع حزب الشعب الجمهوري في انتخابات 2018، ولديه 36 نائبًا في البرلمان المؤلف من 600 مقعد.
ولاقت أكشنار قبولا لدى بعض الناخبين اليمينيين والقوميين الذين خاب أمل بعضهم في حزب الحركة القومية بسبب تحالفه مع حزب العدالة والتنمية، ومارست ضغوطًا من أجل العودة إلى النظام البرلماني الذي تمت الاستعاضة عنه في 2018 بنظام رئاسي في عهد أردوغان.
بعد معارضة ترشح كليجدار أوغلو في البداية عادت أكشنار إلى تحالف المعارضة بعد إقناعه بأن رئيسي بلديتي إسطنبول وأنقرة سيشغلان منصب نائب الرئيس إذا فازت المعارضة في الانتخابات الرئاسية في أيار المقبل.
أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول
بعد توليه رئاسة حي في إسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري على مدى 5 سنوات برز رجل الأعمال السابق أكرم إمام أوغلو (52 عامًا) في آذار 2019 عندما هزم مرشح حزب العدالة والتنمية في انتخابات بلدية إسطنبول.
وتعززت مكانة إمام أوغلو كلاعب رئيسي جديد في السياسة التركية بعد أن ألغت السلطات تلك الانتخابات، وفاز في جولة الإعادة بشكل أكثر إقناعًا، مما بدا ضربة لأردوغان وهيمنته على السياسة التركية.
وبدعم من تحالف معارض نجح إمام أوغلو في جذب المزيد من الناخبين المحافظين خارج القواعد الشعبية العلمانية لحزب الشعب الجمهوري، واشتبك مع أردوغان في بعض الأحيان بشأن قضايا، مثل التعامل مع جائحة فيروس كورونا وخطط لشق قناة تمر عبر غرب إسطنبول.
ويُنظر إلى إمام أوغلو على أنه منافس محتمل لأردوغان على المستوى الوطني، لكنه يركز الآن على إدارة أكبر مدينة في تركيا في فترة من المقرر أن تستمر حتى عام 2024، وحكم عليه بالسجن لأكثر من عامين في 2022 بتهمة إهانة مسؤولين حكوميين، وسيواجه حظرًا سياسيًا إذا تم تأييد الحكم.
منصور يافاش رئيس بلدية أنقرة
برز المحامي والسياسي القومي منصور يافاش (67 عامًا) عندما فاز بانتخابات بلدية أنقرة في آذار 2019، علما بأنه خاضها كمرشح لحزب الشعب الجمهوري المدعوم من تحالف معارض في مواجهة مرشح حزب العدالة والتنمية.
وشغل يافاش سابقا رئاسة حي في أنقرة لمدة 10 سنوات عن حزب حركة الحركة القومية حتى عام 2009، ثم ترك حزب الحركة القومية في 2013 وانضم إلى حزب الشعب الجمهوري في العام نفسه، قبل أن يخسر بفارق ضئيل انتخابات بلدية أنقرة في عام 2014.
وأشارت استطلاعات الرأي إلى وجود دعم قوي ليافاش باعتباره منافسًا محتملًا لأردوغان على المستوى الوطني بعد أن نال أداؤه بصفته رئيسًا لبلدية أنقرة خلال جائحة كورونا الاستحسان، ومع ذلك تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيواجه صعوبة في حشد التأييد بين الناخبين الأكراد.
صلاح الدين دميرطاش الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي
لا يزال الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد صلاح الدين دميرطاش (49 عامًا) شخصية سياسية رئيسية في السياسة التركية على الرغم من وجوده في السجن منذ 2016.
وحكم على دميرطاش في السابق بالسجن 3 سنوات لإدانته بإهانة الرئيس، ويواجه الآن حكمًا محتملًا بالسجن مدى الحياة في محاكمة تشمل أكثر من 100 سياسي آخر من حزب الشعوب الديمقراطي، بتهمة بالتحريض على احتجاجات 2014 التي قُتل فيها العشرات.
وترشح دميرطاش للرئاسة مرتين، الأولى في 2014 والأخرى من وراء القضبان في 2018 عندما حل في المركز الثالث بعد حصوله على 8.40% من الأصوات.
وقبل انتخابات العام الجاري يوجه حساب دميرطاش على تويتر رسائل سياسية يومية إلى أكثر من مليوني متابع له.
وفي شباط الماضي دعا دميرطاش علنًا كليجدار أوغلو إلى قيادة المعارضة في تركيا قبل الانتخابات، وكان حزب الشعوب الديمقراطي أشار في السابق إلى أنه قد يطرح مرشحًا منه للانتخابات.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه بدون دعم من حزب الشعوب الديمقراطي يُستبعد أن يفوز تحالف الأمة المعارض في الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى أو يحقق أغلبية في البرلمان.
علي باباجان زعيم حزب الديمقراطية والتقدم
استقال علي باباجان (55 عامًا) النائب السابق لرئيس الوزراء والحليف المقرّب السابق لأردوغان من حزب العدالة والتنمية في 2019 بسبب خلافات بشأن توجهه.
وشكل باباجان حزب الديمقراطية والتقدم، ودعا إلى إصلاحات لتعزيز سيادة القانون والديمقراطية، وشغل منصب وزيري الاقتصاد والخارجية في السابق.
وحسب رويترز، فقد حظي باباجان بتقدير المستثمرين الأجانب عندما كان مسؤولًا عن ملف الاقتصاد.
أحمد داود أوغلو زعيم حزب المستقبل
انفصل أحمد داود أوغلو (64 عامًا) رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق عن حزب العدالة والتنمية في 2019 وأنشأ حزب المستقبل.
وفي العقد الأول من حكم حزب العدالة والتنمية انتهج داود أوغلو سياسة خارجية تميل إلى تجنب المواجهات ورفع شعار “لا مشاكل مع الجيران”، وانتقد منذ ذلك الحين ما يصفه بأنه ميل نحو الاستبداد في ظل نظام الرئاسة التنفيذية.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.