محمود موالدي* – خاص الناشر |
ينشغل النظام التركي هذه الأيام بحصاد ما زرع، فالكرات المرتدة تتساقط على التاج العثماني الجديد حتى قبل تدشينه، فمن الأزمات الداخلية الأمنية منها والاقتصادية مرورًا بما يسمى بالتهديد الكردي إلى توحد المعارضة التركية للإطاحة بالحالة الإخوانية الحاكمة والمتمثلة بأردوغان ونظامه، الذي وصلت شعبيته وبحسب استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أدنى مستوى، فأردوغان الحالم بعودة العلاقات العربية التركية عموماً والسورية خصوصًا لطبيعتها وممارسة الغزل السياسي قولًا وفعلًا من خلال طرد ما سمّي بالمعارضة السورية وإغلاق بعض المنابر الإعلامية، يسابق الوقت قبل موعد الانتخابات، لكن دعواته لم تلقَ صدى في دمشق مما اضطره لمقامرة سياسية محسوسة من خلال استثمار موقع تركيا ضمن جغرافيا السياسة في مواجهة الروس للغرب من جهة وموقع تركيا من الغاز والنفط وآلية النقل لهذه المواد الحيوية، فكانت الضغوط الروسية كبيرة لدمشق لضرورة اللقاء، لكن هذا لم يحصل.
فسورية التي عانت من التمويل التركي والدعم المباشر وغير المباشر لكل شذاذ الآفاق لتخريبها والسرقة الممنهجة لمكتسباتها الصناعية والإنشائية والخسائر البشرية والمادية الكبيرة لن يمر تصرف أردوغان عليها مرور الكرام وعلى أردوغان أن يحصد ما زرع.
ولأن السياسة محكومة بالمصالح والتوافقات من حيث المدى الإستراتيجي، وتشابك المصالح الإقليمية ومصالح الحلفاء المتمثلة بالحاجة الروسية لنظام أردوغان، كانت الشروط السورية واضحة ومعروفة، التي تتمثل بالاعتذار الرسمي على الخطوات التركية العدائية والانسحاب الكامل من الأراضي السورية والعمل على صندوق دولي للتعويض الكامل على الأضرار الاقتصادية وما تمت سرقته، وأن ينعقد اللقاء بعد الانتخابات التركية بالحكم والضرورة.
هي ستة أشهر كارثية على رجب، فبين انغماسه بالتحضير للعدوان البري على الجغرافيا السورية وانكشاف عجز سياساته الداخلية يبقى التضرع إلى الكرملن للنجدة ضرورة اردوغانية على مشارف أفول نجم العدالة والتنمية.
- كاتب سوري
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.