في مملكة الرمال واقع وتاريخ مختلف، وحقائق يعلمها الكثيرون، وبالتالي لن نفتح كتب التاريخ التي فضحت ممارسات بني سعود السياسية والأمنية منذ تأسيس مملكتهم وحتى وقتنا الراهن.
ولأنه لا بد لنا من تسليط الضوء على الحقيقة في ظل المتغيرات السياسية الأخيرة في المنطقة والعالم علينا أن نؤكد أن السعودية بدأت في السنوات الأخيرة بالتدخل بشؤون الدول العربية، وتقوم سياستها على خلق حالة صراع مع دولة عربية ما عبر اختلاق سلسلة من الأكاذيب وتمويل حملات إعلامية تضليلية، وما إن تنتهي حالة الصراع حتى تبدأ مشكلة جديدة مع دولة عربية جديدة. ولنكون أكثر دقة سنتناول العلاقة بين السعودية والعراق كمثال حقيقي حول السياسة السعودية العدوانية.
منذ انتهاء حقبة صدام حسين في العراق وسقوطه حتى تاريخنا الحالي فإن الشعب العراقي يعاني من تبعات التدخل السعودي في شؤونه الداخلية، إذ لم يتسنَّ للشعب العراقي أن يبدأ مرحلة سياسية واقتصادية جديدة عنوانها التعددية السياسية حتى بدأت مرحلة جديدة عنوانها تحالف قوى الاحتلال مع الإرهاب، فكانت موجات الانتحاريين السعوديين متلاحقة. والاحصائيات تؤكد أن السعودية احتلت المركز الأول بعدد الانتحاريين في العراق. وعلى الرغم من ذلك فقد تصدرت المواقف السعودية العدائية للشعب العراقي واجهة السياسة في السعودية واستمر الحال على ما هو عليه حتى يومنا هذا، يخفت تارة ويتصاعد تارة أخرى.
وليس بعيداً عن العراق انتقلت موجة الإرهاب الوهابي إلى سورية لتبدأ السعودية تدخلها عبر تصريحات ومواقف سياسية معادية لسورية شعباً وقيادة، كل ذلك على وقع التفجير والتخريب الممول والمدعوم من بني سعود.
وبالتزامن مع فشل السعودية بإسقاط سورية كان إرهاب بني سعود ينتقل إلى اليمن حيث الحصار الظالم والقصف الوحشي وارتكاب المجازر التي لم تتوقف رغم كل المحاولات.
ولأن السعودية باحثة دائمة عن الدمار والخلافات السياسية شهدت منطقة الخليج صراعًا بين دويلاته، حيث انتقلت الأطماع السعودية إلى دويلة قطر، فكان الحصار الاقتصادي والضغط السياسي.
ومن قطر إلى لبنان انتقلت كرة اللهب السعودية عبر حرب ناعمة في البداية لتنتقل إلى حرب اقتصادية مدروسة عنوانها الحصار، لتبدأ بالتحضير لحرب داخلية قائمة على تصعيد أمني موجّه من أتباعها في لبنان، وأخيراً فُرض حصار سياسي لأسباب عبثية.
لو أردنا أن نتحدث عن انتهاكات السعودية في الدول العربية فلن نجد دولة عربية إلا وعانت من العدوان السعودي. ومن أجل الدقة فنحن لم نتحدث عن محاولات السعودية خلق أزمات لشعوب إيران وأفغانستان وغيرهما الكثير من الدول.
يبقى أن نسأل: أيعقل أن كل شعوب هذه الدول على خطأ وفقط بنو سعود هم المحقون؟
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.