ماذا لو؟

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

حسام ناصر الدين – خاص الناشر |

عندما قررت القوات اللبنانية ومن ورائها قائدها سمير جعجع افتعال مجزرة الطيونة كانوا يعلمون أن جريمتهم لن تلاقي ردًّا، كانوا على يقين ان حزب الله لن ينجر الى رد عسكري، وهو الذي اعلنها مرارًا وتكرارًا على لسان امينه العام سماحة السيد حسن نصر الله وكذا على لسان اغلب قادته ونوابه، فحرص حزب الله على لبنان وعلى سلمه الاهلي ليس سرًّا وليس مجرد شعار يرفعه بل هو عمل يقوم به منذ انطلاقته والى اليوم، وهذا ما جعل جعجع وامثاله يتجرؤون على بالتطاول عليه؛ فمنذ مجزرة ايلول الى طريق المطار الى حي السلم مرورًا بخلدة وصولًا الى الطيونة، جميعها احداث كفيلة بإحداث حروب اهليه لو كان الطرف المعتدى عليه غير حزب الله، ولذا يستطيع جعجع ان يتخذ هذا القرار براحة كبيرة ليستثمر هذا الفعل في الشارع المسيحي وهو الساعي إلى كسب هذا الشارع انتخابيًّا.

ولكن هل يعلم جمهورهم الذي يعيش نشوة “النصر” هذا
ان من يراقب مواقع التواصل الاجتماعي يرى دون اي مجهود ان بسطاء القوات اعتبروا ان ما جرى هو نصر كبير لهم، سبعة شهداء واكثر من عشرين جريحًا، انه نصر عظيم، كيف لا وهم الذين لم يعرفوا لذة النصر طيل مسيرتهم، اكبر انتصاراتهم كان يأتي باغتيال او مجزرة او غدر ليس الا، اما في المعارك فإنهم دومًا خاسرون؛ فتاريخهم مليء بالهزائم، من معارك شرق صيدا الى معارك الشوف والجبل فمعركتهم مع الجيش الى ما هنالك من معارك وكلها ادت الى الخسارة العسكرية ولم تسجل القوات اي انجاز سوى عدد كبير من القتلى في صفوف عناصرها كما في صفوف الأبرياء المدنيين.

اما في المقلب الآخر فالصورة معاكسة تمامًا. ولست هنا بصدد ذكر انجازات حزب الله وانتصاراته، ولكن هناك سؤال يطرح:ماذا لو قرر حزب الله التخلي عن صبره وحكمته واراد تلقين هذه الميليشيا درسًا في المهارات القتالية؟ هل لكم ان تتخيلوا الى ماذا ستؤول الامور؟

ذاك الحزب الذي قاتل اسياد جعجع وحزبه وانتصر عليهم في العام 2000، ثم واجهمم في حرب تموز فكان ذاك الانتصار العظيم، ثم اخذ قرارًا بحجم الشرق الأوسط كله فتوجه الى سوريا حيث اجتمعت كل قوى العالم تحت راية داعش فكان حزب الله تلك الصخرة التي تحطمت عليها احلام كل تلك القوى.

هذا القوي المقتدر، هذا الحزب الجبار الذي يمشي الرعب أمامه لكم ان تتخايلوا النتائج ان قرر الرد.

هل تعتقدون اننا سنهابكم؟ لا والله، انما نحن امرنا امر القيادة، لم نستلّ سلاحنا يومًا الا بأمرتها ونحن اليوم نتحرق شوقًا لهذا القرار، فقسمًا ونحن لا نقسم الا صادقين إن صدر الأمر فإننا لن نرحم منكم احدًا، وسننتقم لكل الذين اختطفتموهم وقتلتموهم وأخفيتموهم من مدنيين ومن ضباط وعناصر الجيش اللبناني، منذ بداية إرهابكم إلى يوم مجزرة الطيونة.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد