قدر هذه المقاومة أن تبقى مظلومة ومضطهدة ومحاصرة، ومن مظاهر هذه المظلومية هي أنها حين كانت تبذل أرواح شبابها، كانت تتعرض لحرب شرسة ومتواصلة من الفاسدين، واليوم يطالبها الناس لأنها سكتت على الفاسدين خلال تلك المرحلة، فما هي مظاهر تلك الحرب؟
1) بعد اتفاق الطائف بدأ التحضير لأجواء السلام في لبنان، وبدأت عمليات الإستدانة لأجل إعادة الإعمار، ومن ثم بدأت تحضير الأجواء السياسية لأجل توطين الفلسطينيين.
2) تعرضت المقاومة لاستدراج نحو الحرب الأهلية عبر مجزرة تحت جسر المطار، ولاحقاً محاولة ارسال الجيش لنزع سلاحها بعد حرب تموز 1993، تزامن ذلك مع حرب إعلامية وشراء أصوات نخب من مختلف الطوائف اللبنانية لأجل مهاجمة المقاومة وعزلها.
3) اشتغل غازي كنعان وعبد الحليم خدام على توريط المقاومة بما لا يحصى من النزاعات لاستدراجها إلى الإقتتال الداخلي خلال التسعينات، بتحريض من الفاسدين وتنسيق معهم وتنفيذ من قبلهم.
4) عمل رفيق الحريري جاهداً على إغلاق المؤسسات الإعلامية التابعة للمقاومة من خلال مراسيم وقوانين مختلفة، كما عمل على استهداف البنية العمرانية والإجتماعية للضاحية الجنوبية من خلال مشروع أليسار.
5) قبيل انسحاب جيش الإحتلال وبعده بدأت الحملات على مشروعية السلاح ومبرر وجود المقاومة بشكل مكثف من قبل وكلاء أمريكا في لبنان، واشتغلت تجمعات الفاسدين على محاصرة المقاومة.
6) بعد الاحتلال الأمريكي للعراق وبدء الفتنة المذهبية، بدأت تسعير الأجواء المذهبية في لبنان ضد المقاومة، والتحضير لمشروع الفتنة الكبرى في البلاد، وتصاحب ذلك مع الهجوم المكثف على مشروعية سلاح المقاومة.
7) مع اغتيال الحريري بدأ الحصار السياسي الشامل للمقاومة، وإخراج سوريا من لبنان لإبقاء المقاومة دون حماية، والتحريض عليها مذهبياً باعتبارها مؤدية لسوريا المتهمة بقتل الحريري.
8) عام 2006 وبتواطؤ معلن من مجاميع الفساد في اجتماع مع كونداليزا رايس، تم الذهاب إلى الحد الأقصى في التخريب والتدمير، وبعد الحرب جرت محاولة منع النازحين من العودة لقراهم كما تمت سرقة أموال المساعدات.
9) بعد الحرب تسعرت الحملات السياسية والإعلامية الشاملة، وبدأ اتهام المقاومة بجريمة قتل الحريري، وتصاعد التحريض المذهبي والسياسي وصولاً إلى الخامس من أيار عام 2008، وبعد حادثة 7 أيار استمر التحريض على خلفية الحادثة واتهام حزب الله باستخدام سلاحه في الداخل وعدم مشروعيته.
10) بدأت الحرب السورية، وتحول لبنان إلى ساحة للتحريض واستقطاب المقاتلين ونقل العتاد اللوجستي، وانطلقت الحملات الإعلامية والسياسية لمنع المقاومة من التدخل في الحرب، ولاحقاً بدأ التحضير من أطراف لبنانية لفتح معركة داخل لبنان ضد المقاومة وتم تحييد البلاد بدعوة من المقاومة.
11) بنهاية الحرب السورية، كان الموقف من حرب اليمن قد تحولت إلى مبرر للفاسدين في لبنان لشن الحروب الإعلامية والسياسية على المقاومة، ومحاصرة دورها الإقليمي في الدفاع عن لبنان.
12) بدءاً من انتخابات عام 2018، بدأ الفاسدون بحملات منتظمة باتهام المقاومة بأنها تسببت بالمشكلات الاقتصادية، ولاحقاً بدأ اتهامها بأنها لم تفعل شيئاً في مواجهة الفساد، في الوقت الذي لم يتوقف هذا الفساد نفسه عن مواجهتها بشكل متواصل ومكثف على كل الصعد.
البعض يظن أن الفاسدين كانوا يؤيدون المقاومة، فيما كانت تتساهل معهم في فسادهم، في الوقت الذي لم يتوقفوا يوماً واحداً على مواجهتها، فيما هي مشغولة بالدفاع عن البلاد، تقدم كل شيء في مواجهة أعداء يفوقونها في القوة أضعافاً مضاعفة، وهل هناك مظلومية أكبر من هذه؟
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.