“أساس ميديا”.. هل يعلم المشنوق ما تجني يداه؟

17

استغربت أوساط سياسية التهجم المفضوح وغير المبرر الذي يمارسه موقع أساس ميديا، لصاحبه النائب والوزير السابق نهاد المشنوق، على المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، لا سيما أن هذا التهجم يقوم على الأكاذيب في استهداف متعمد وغير مبرر ضد المجلس ورئيسه، مع العلم أنها ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها هذا الموقع أعلى سلطة دينية شيعية رسمية في لبنان، مما يثير التساؤلات حول سبب هذه التهجمات المستمرة، التي تثير الشبهات حول الهدف منها، خصوصًا أن مدير تحرير أساس ميديا دائم التعرض في طلاته على القنوات لمقام رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وللمجلس بأسلوب فيه قدح وذم. فهل هذا التعرض للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى هو بقرار من صاحب الموقع، نهاد المشنوق، الذي كلّف بعض الكتّاب من المعارضة الشيعية في موقعه بمهاجمة المجلس، كمقال أيمن جزيني الأخير الذي يشكك في مواقف المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى حول اتفاق الطائف، ما يؤدي إلى طرح بذور الشقاق بين الشيعة والسنّة، ما يدعونا إلى التساؤل: هل من أهداف موقع أساس ميديا إثارة التحريض المذهبي السني الشيعي؟

منذ نحو شهر دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب إلى التطبيق التام لاتفاق الطائف، كما أن المجلس في صدد تنظيم ندوة عن اتفاق الطائف، مطلع الشهر المقبل، وهي الندوة التي بدأ موقع أساس ميديا التشكيك في أهدافها في محاولة جديدة للإساءة إلى المجلس وإلى الندوة، مع أن هذه الندوة ستشارك فيها الطوائف اللبنانية ممثلة بأبرز المفكرين وأساتذة الجامعات، ومن أهم الشخصيات التي ستحاضر فيها الوزير السابق سمير الجسر، وهذه الندوة تؤكد مرة أخرى على دعوة رئيس المجلس إلى التطبيق الكامل لاتفاق الطائف.
وبالتالي فإن التهجم الجديد من موقع أساس ميديا على المجلس لإقامته ندوة عن اتفاق الطائف، في وقت أقيمت عشرات الندوات من كثير من الأحزاب والجمعيات والأطراف اللبنانية حول هذا الاتفاق، يعدّ أمرًا مستهجنًا، وفي غير محله.

هذه الحملة على المجلس التي يقودها موقع سنّي تترك أثرًا سلبيًا بين اللبنانيين السنة والشيعة، وتدفعنا إلى السؤال: لماذا لا تتدخل دار الفتوى السنية لوقف نهاد المشنوق عن إثارة التحريض المذهبي وإيقافه عن غيّه؟ ولماذا تغض دار الفتوى النظر عن كتابات عدد من كتّاب أساس ميديا، كرضوان السيد، الذين يعمدون دائمًا إلى توتير الوضع الطائفي في البلد، في سياسة مكشوفة لا تخفى على متابع.

وبمناسبة الحديث عن كتّاب أساس الموقع، فما يلفت المتابع أن هذا الموقع يضم في أسرته مجموعة من كتّاب التطبيع مع العدو الذين لم تتحملهم حتى دولة كالسعودية، ولم تتحمل آراءهم المناقضة للحس الوطني والتي تغض النظر عن أبسط حقوق الشعب الفلسطيني والتي تعارض حتى مبادئ العروبة، من أمثال نديم قطيش وعماد الدين أديب.

هؤلاء الكتاب المتأسرلون يروجون للخطاب الإسرائيلي على حساب الدم الفلسطيني، ويشهد على ذلك المقال الأخير لكاتب أساس ميديا داوود الشريان.

إذا ربطنا موضوع التحريض المذهبي الدائم لكتّاب موقع أساس ميديا مع الكتابات المروجة للتطبيع والأسرلة، نستنتج أن أداء هذا الموقع وسياساته تسيء بشكل كبير للحمة الوطنية اللبنانية وللقضية الفلسطينية، وكأن المطلوب أن يكون الموقع واجهةً للتوتير المذهبي داخليًّا وللتطبيع مع العدو، خارجيًّا.

كل هذا يجعلنا نسأل: هل مطلوب من صاحب أساس ميديا، نهاد المشنوق، اللعب على وتر المذهبية بين السنة والشيعة، أم أن هناك من يتدخل مباشرة مع بعض كتّاب أساس ميديا لإثارة هذه الأمور التي تفرق ولا تجمع، وتتعمد الإساءة للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى؟

ونسأل أيضًا: ألا يقرأ وزير الإعلام ما ينشره موقع أساس ميديا، وغيره من مواقع، تسيء إلى الوحدة اللبنانية المطلوبة في هذه الأيام أكثر من غيرها من أيام، وتحرض اللبنانيين بعضهم على بعض؟

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع

التعليقات مغلقة.