لم تنتهِ حرب تموز ٢٠٠٦ بانتصار المقاومة اللّبنانية وذلّ “اسرائيل”، الطرف الأقوى في المنطقة سابقًا فحسب، بل كانت الهزيمة مدويّة حتّى العظم الإسرائيلي. فبعد التخطيط الاسرائيلي لإشعال حرب جديدة مع لبنان تعيد ماء وجه العدو الذي سال منهم بعد دحرهم من جنوب لبنان عام ٢٠٠٠، وبعد أسر جنديين اسرائيليين عند الحدود مع فلسطين المحتلة في عملية “الوعد الصادق” بأمرِ رجلٍ لم تشهد الأُمّة لصدقه مثيلًا، بدأت شرارات “حرب لبنان الثانية” التي قلبت موازين المنطقة وخلقت معادلات مواجهة جديدة جعلت من اسرائيل “ممسحة” لمختلف فصائل المقاومة.
لم تدم الحرب طويلًا، فأربعة وثلاثون يومًا كانوا كافلين لزعزة أمن “اسرائيل” التي سقط لها 157 مستوطنًا ومحتلًّا، باعتراف العدو الذي يخفي دائمًا جزءًا من خسائره.
لقد أظهرت هذه الحرب مدى التأثير النفسي في تحقيق الانتصارات حيث صارت الحرب النفسية إحدى الطرق الاستراتيجية الأساسية المتّبعة والأكثر أهميّةً لغزو عقل العدو ونخر كيانه ونفسيّته بكُل ما أوتيَت ولُقّنت من قوّة لن تدوم حتمًا، ولو لبضع ساعات، أمام بأس رجالنا.
ما يزال العدو الذي عُرف بالأقوى في المنطقة بجيشه المحتل وعديده وعتاده، حتى الآن، يحاول التعافي من تبعات هذه الحرب وما خلّفته وراءها من دمار نفسيّ وانهيار للثقة في قدرات الدولة ومصداقيّتها؛ فالرجل منهم، وفقًا لاعترافهم، يؤمن بكلمة واحدة من السيد نصر اللّه أكثر من إيمانه بـ”اسرائيل” ذاتها.
لقد أظهرت الدراسات أن أكثر من ٤ آلاف دعوى من جنود اسرائيليين قد قُدمّت لوزارة الدفاع الاسرائيلية بعد حرب تموز للاعتراف بهم كمعوّقي حرب بالإضافة إلى نحو ٧ آلاف اعترفت بهم الوزارة كمرضى نفسيين، حيث يتوقّع المحامون تضاعف عدد المرضى خاصّة بعد مشاهدة هؤلاء الجنود للدمار العسكري والمادي والنفسي الذي لحق بهم إبّان الحرب، حيث ما يزال يرى معظمهم “كوابيس حزب اللّه” ليلًا ويتمتمون سرًّا ““لم نكن ندري من أين كانوا يطلعون لنا”.
كل هذه المعطيات والوقائع تحثّنا على طرح السؤال الآتي:
هل ستجرؤ “اسرائيل” بجيش احتلالها “المريض نفسيًّا” والضعيف عسكريًّا و”الواقف على إجر ونص”، وأحوالها الداخلية المزعزعة سياسيًّا، وبمستوطنيها فاقدي الثقة بكل ما تطرحه دولة الاحتلال خاصّتهم، على خوض حرب جديدة مع حزب اللّه أو فصائل المقاومة في المنطقة؟
لقد أظهر الفشل الذريع الذي لحق بـ”اسرائيل” في معركة سيف القدس الأخيرة مع فصائل المقاومة الفلسطينية أنها أضعف حاليًّا من الدخول في أي حرب جديدة أو قريبة في المنطقة؛ فكمّ الخسائر التي لحقت بهم من جهة، وأزمة الخوف التي عاشها مستوطنوهم في الملاجئ لأسابيع متتالية من جهة أُخرى سيجعلان من حكومة “اسرائيل” في موقع التفكير جليًّا و”العدّ للعشرة” قبل اتّخاذ قرار الدخول في أي مواجهة مباشرة أو غير مباشرة مهما اختلفت أشكالها مع فصائل المقاومة.
دولة بأكملها يهزّها “خطاب حسن نصر اللّه” وترعبها “حجارة طفل فلسطيني” هي أوهن من خوض أي حرب قادمة مع المقاومة.
وما النّصر إلّا من عند اللّه العزيز الجبّار.
نصرٌ مبارك وإلى المزيد من النصر إن شاء اللّه، بصدق نصر اللّه وبأس رجاله.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
عندما تسمع الكلمات التي يلقوها السياسيين الذين هم على رأس أحزابهم وتكتلاتهم تشعرفي الوهلة الأولي أن لبنان في مأمن. ولكن الممارسات التي يمارسونها على الأرض تختلف ب 180 درجة لماذا؟ مما جعل لبنان مرهون بقرارات وأجندات ومصالح دول خارجية . والخيار المطروح على لبنان أحلاهم مرٌ.
من العجيب أن المطلوب من لبنان مقابل حل معضلته المفتعلة هي التخلي عن جزء من نسيجه الإجتماعي كيف؟ هذا طلب الاحل وإنتهاء لبنان لدويلات هو المطلوب. هنا السؤال الذي يطرح نفسه أين حبكم للبنان وتفانيكم من اجله ووطنيتكم؟! الحل أن على اللبنانيون العمل لأجندة واحدة هي أجندت مصلحة لبنان اللبنانية الوطنية تحل مشكلة لبنان يا لبنانيييييييون . كفى كفى