على وقع أصوات القنابل الذكية وصخب أصواتها وسط ركام شعب يباد بسلاح أميركي ودعم غربي بتواطؤ عربي، يصل رئيس أكبر نظام مجرم في التاريخ، جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأميركية إلى المنطقة ليسند “إسرائيل”، رغم أشلاء أطفال غزة وبراعمها الذين لا زالت جثثهم تحت الأنقاض مثشبثة بالأرض بعد أن عانقت أرواحهم السماء، طيورًا تحلق منتصرة تشكو لبارئها وحوشًا تقتل باسم الإنسانية وأممًا عربية إسلامية باعت نفسها في سوق نخاسة المصالح الاستعمارية وارتضت أن تكون عبدة لمن يضمن امتيازاتها واستمرار حكمها على حساب الأمة وثروات شعوبها.
فيما تقبع الشعوب المحكوم معظمها بالجهل والمنشغلة بمشاكل الداخل والانبهار بالغرب، أسيرة إعلامه المضلل المرتبط بالصهيونية العالمية وتأثيرها في القرار السياسي العالمي، بدءًا من رأس الاستعمار أميركا التي يتصدر رئيسها جهود دعم “إسرائيل” وتغطية جرائمها، وسط خيانة مصر والأردن ورئيس السلطة الفلسطينية وبعض العرب، غير مبالين بما يحدث للمنطقة وما يتحمل الشعب الفلسطيني من وزر عن الأمة.
لم يلفت انتباه حكام العرب أصوات شعوبهم طالما آذانهم صاغية لمطالب الغرب الذي يضمن استمرارهم ولو كان على رائحة دماء فاحت من أجساد وأشلاء تنشر الأمل تبشر بالنصر المحسوم، وتؤكد أن “إسرائيل” كيان مؤقت أوهن من بيت العنكبوت زائل حتمًا ولا يمكن أن يستمر على أرض غُرست فيها أشلاء الشهداء فأنبتت نصرًا عزيزًا حسم المعركة خلال ساعات، وحدد الأحجام وقزّم دور “إسرائيل” العاجزة عن مواجهة فصائل في منطقة محاصرة منذ عقدين من الزمن، ما ألزم الأميركي بالتدخل مباشرة وخلفه الغرب المجرم الذي يبارك جرائم “إسرائيل” ويبررها.
لكن هذا التحالف الشيطاني غير قادر على إعادة هيبة “إسرائيل” وسطوتها إلا على أنظمة الخيانة والعمالة والتطبيع وتجارة المواقف، التي امتهنها أحد منافقي فترة ما سمي بـ”الربيع العربي” من الدوحة. وأضيف على المشهد مساعدات تركية وصلت أمس إلى ميناء حيفا لمساعدة المستوطنين الصهاينة، بجريمة لا تقل عن ارتكاب مجزرة، بل تندرج في إطار دعم “إسرائيل” التي تواجه مقاومة مقتدرة في الميدان، وقد وحّدت مساحتها. وفي السياسة تخوض معركة تقودها الدبلوماسية الإيرانية، مع جهوزية المقاومة في لبنان وحكمة قيادتها، لتحمي لبنان وتمنع العدو من اجتياح غزة.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.