لم يُوفّق #سميرجعجع في أيّ من لقاءاته التلفزيونية منذ خروجه من السجن، إلّا أنّ لقاءه بالأمس مع #جورجصليبي على قناة الجديد يمكن احتسابه كأكثر اللقاءات كثافة باللا توفيق. لنقل تفوّق على نفسه في التعبير عن اللا منطق الذي يسود سياق حديثه وأفكاره ويعكس حجم التأزم الذي يعيشه وفريقه السياسي المشتّت، بمواجهة الأحداث والمتغيّرات المحليّة والإقليمية التي تتجاوزه وتتخطاه بطبيعة الأحوال، فالواقعية تحتّم التوصيف الموضوعي لحال من لا يُحسب لهم وزن ولا قيمة في الأحداث الكبيرة التي يصنعها الكبار.
في ما يلي، بعض من المحطات التي عكست الارتباك الجعجعي بشكل واضح ومحرِج بالنسبة لأي ذي منطق منتسب إلى جعجع أو يتقاطع معه في لحظة سياسية ما.
“عن التفاهم الإيراني – السعودي: هو اتفاق إطار والبعض يصوره كأنه حل المشكلات من كربلاء إلى اليوم”.
حين ظهرت بوادر ما يسمّى بالتفاهم الإيراني-السعودي، قام جعاجعة البلد بالتلميح وبالتصريح لمحاولة تظهير هذا التفاهم وكأنّه ضربة وُجّهت إلى #حزب_الله ، واعتبروا أنّ السعودية نجحت في دفع الجمهورية الإسلامية في #ايران إلى التفاوض بالشأن اللبناني وأنّ ابن سلمان أصبح، برضا إيراني، الحاكم بأمره في لبنان، وأنّ كلّ ذلك حدث من دون اطلاع الحزب على مجريات الأمور. وحين قال الحزب إنّ إيران لا تفاوض على الملفّات اللبنانية، أصرّ الجمع المجعجع على متابعة عزف سمفونية مغالطاته. طيّب، ما الذي دفع جعجع بالأمس إلى الحديث عن محدودية هذا التفاهم؟ عمليًا، هو يقرّ هنا بأن السمفونية كانت كذبًا. لا بأس. لماذا لجأ إلى ترجمة موقفه أو تصريحه هذا معتمدًا على دسّ إيماءة مستفزّة عن كربلاء؟ لا شكّ بأنّه إفلاس ممتزج بالحاجة إلى الـattention على طريقة المراهقين. بكل الأحوال، البعض الذي صوّر التفاهم وكأنّه حلّ لكلّ الأزمات كان “رَبع” جعجع وليس أيّ أحد آخر، وبالتالي هو لا يقع هنا فقط في خانة التضليل ونشر المغالطات، إنّما يرد عليها أيضًا. لا ينبىء المشهد هنا بحدّ أدنى من الذكاء!
“نحنا بالنا بالخبز مش بالنا بالسلاح”.
على أحدهم أن يقول له إن الكذب عيب، وإنّ قليلًا من الذكاء يحتّم على المتحدّث احترام عقل الجمهور. كلّ خطاب جعجع السياسي، إذا سلمنا جدلًا أنه يمكن توصيف خطابه بالسياسي، متمحور ضد سلاح المقاومة. بل كل دوره الوظيفي، على صغره، موجّه ضد السلاح. أما الخبز، فجعجع ومعلموه سعوا كلّ سعيهم لتجويع الناس بالحصار عسى الجوع يدفعهم إلى التخلّي عن سلاح المقاومة. واليوم، وقد بلغ قمّة تأزّمه، يتحدّث كـ”مواطن” نزل إلى الشارع ليطالب بالخبز، متجاهلًا أن فضيحة أهداف النزول إلى الشارع منذ ١٧ تشرين اشتهرت بحيث بات من الخزي التياهي بها أو “ترقيعها” بشعارات مطلبية.
“شباب الممانعة غشيمين بكتير اشيا بس شاطرين بالإعلام”.
لا أحد يعلم ما الذي يدفع بالمرء للتفوّه بالترّهات التي يعرف جيّدًا أنّها ستثير سخرية جميع سكان الكوكب فيما لو تُرجِمت إلى جميع اللغات. فالغشيمون كما يقول #جعجع هم جمع ما انفك يذهل العالم كلّه، ولا سيّما مشغّلي جعجع من مختلف الأجناس والجنسيات، وشباب الممانعة هم أنفسهم الذين تشهد الدول لهم بالتفوّق في مختلف المجالات من السياسة إلى العسكر، مرورًا بكلّ الميادين التخصّصية، وأكثر من ذلك هم يشكّلون اليوم القوّة الوازنة التي يتعاطى معها العالم، الصديق والمعادي، بتقدير لحقيقة تفوّقها ونجاحاتها. ولهذا السبب هي اليوم تثير حنق الصغار كجعجع حدّ إخراجه عن طوع الحد الأدنى من المنطق العقلاني.
تطول قائمة العبارات الدالة على الإفلاس والعجز على امتداد المساحة الزمنية التي حوَت حديث جعجع بالأمس. وستظلّ تتجدّد في كلّ مرّة يطلّ فيها على الناس محاولًا لعب دور سياسيّ أو على الأقلّ بمظهر الرقم في المعادلات اللبنانية، ولذلك نراه يعتمد الشعارات الفضفاضة جدًا، من “نحنا فينا وبدنا” الذي يعني حرفيًا “ما فينا ولا بدنا” ولا سيما بموضوع الانتخابات الرئاسية، إلى “لبناننا آت” بعد أن عفى الدهر عن لبنانهم.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.