أريحا تأهبت لتفاقم قلق راحة المحتل، وبساعات محدودة قررت، خططت، نفذت، صفعت كيان الصهيوني بالعملية المزدوجة، وحتى بتوقيتها الذي حددته بالتزامن مع دفنه لقتلاه الذين أسقطتهم نابلس حين زأرت لترد على قمة العار التي أعقبت مجزرة خسيسة اقترفها العدو بجبال نارها التي أضرمت غضبها بوجه مغتصبها الذي ما انفك عن محاصرتها لحد اللحظة، وإلقاء قطعان مستوطنيه في جنوبها حيث حوارة التي هبّت وأخمدت مقاومتها نار إرهاب الصهيوني وهي تُعمّر بالرصاص ما ظنّ أنه دمره.
الدمار الذي لم تكترث له #حوارة ، والبلاد المحتلة وهي تُبصر الدمار في منظومة العدو “الأمنية والاستخباراتية وحكومته” وزعمائه الإرهابيين، الدمار الذي يكشف عن جمالية معناه هنا إذ يحلو الدمار حين يحل بكيان العدو، والذي لأجله عُقدت قمة العقبة أو بشكلٍ أدق قمة العار لانتشال الصهيوني من دماره، ومساعدته على وأد المقاومة التي أخذت تُسقط مؤامرته وأذنابه بالمنطقة الذين اجتمعوا يوم 26 فبرابر/ شباط حيث أصبحنا على غثيان قميء حين توالى علينا عار الأخبار التي جمعت العدو بعربان ليسوا منّا، هرولوا لنجدته وأخذوا يرتمون في أحضانه بكل ما يحمله الشذوذ من معنى في العقبة الأردنية.
وتحت رعاية الإمبريالية الأميركية حضر عربان القمة خماسية العار، التي جمعت العدو الصهيوني مع ممثلي أنظمة “عربية” رسمية كالأردن ومصر وسلطة أبو مازن، بغية حماية الاحتلال وتقديم فروض الطاعة والولاء له، وبكل قحة جلس هؤلاء الأذلة يتبادلون خططهم اللعينة تحت عنوان سفيه ومُعلن ألاّ وهو؛ “القضاء على المقاومة”.
التآمر الذي اعتدناه من تلك الأنظمة المطبعة مع العدو الصهيوني من رأسها حتى أخمص قدميها، لدرجة أن ممثليها أفقدونا عنصر المفاجأة بفداحة خيانتهم، خيانتهم التي تعدّت السرية منذ عقود وباتت على العلن تطعن بسكينها خاصرة العروبة التي تبرأت منهم ومن اتفاقيات لم تحتمل حتى أحرفها خنوعهم.
ولن أطِيل الحديث أكثر عن قمة العار، ومخرجاتها، وبيانها الختامي المثخن بالخيانة، وجرائم المحتل ومستوطنيه وهي تتزامن معه، فلا أمل يُرجى من عملاء ومطبعين وأذلة غدروا بالمقاومة وما زالوا يغدرون بها، ولا جواب يحلق بأفق مكرهم لسؤال الراحل أمل دنقل إليهم وللصاغرين الذي مضوا على درب خيانتهم “كيف تنظُر في يد من صافحوك فلا تُبصر الدم في كل كف!”، وإن تناولنا هذا السؤال اليوم بشكل واقعي يخلو من أحلام اليقظة فسنجيب أمل بأن لا أمل هنا والدم الذي يسيل على مدار العقود لم يُوقظهم، فهم قد أبصروا الدم العربي في أكف العدو النجسة ولم يتوقفوا عن مصافحته فحسب بل شاركوه حتى بقتلنا!
وفي خضم ذلك ترجل الفدائي من #نابلس ليفرغ مخزن مسدسه بأجساد قطعان العدو، حيث الفرحة عمّت البلاد المحتلة؛ فهي كانت بانتظاره منذ أيام تعاتبه بقولها: أين أنت؟ أين الرد على مجزرة العدو؟ فقد حمل حسين قراقع والشهداء الأبرار وهم يكفكفون دمعي؛ بشارة من السماء فحواها بأن العدو لن يفلت من المجزرة البشعة التي ارتكبها بجبل النار، وأن ردك سيتزامن مع رد المقاومة، وحقًا بكل صاروخ وطلقة وعبوة ناسفة تطلقها المقاومة كنت أبحث عنك بينهم، علّك تُخبرني بيوم التنفيذ، حتى أبصرتُك الآن وأنت تثأر للدم والدم والدم.
وعقب التنفيذ أخفت البلاد المحتلة الفدائي وحتى حوارهما، ولم يستطع الراوي اختلاس الكلمات بينهما، حين أخذت تعانقه وهي تُعمي بثراها الطاهر عيون العدو عن البطل الذي لم يُبصره أحد سواها.
ومرّت ساعات على ذلك والضفة الغربية تشتعل بمواجهات مع العدو ومستوطنيه، حتى جاء الرد من أريحا ودوّى الرصاص وأضرم الحريق بالمركبة حين انسحب المنفذ بسلام تاركًا لهم جزءًا من النار التي ينتظرهم لهبها في محرقتهم الموعودة، فمسهم الجنون كما اعتادوا وشددوا حصارهم على نابلس وأريحا التي غدروا بها واقتحموها عقبما كدسوا جنودهم كالقمامة بشاحنة مدنية تسللت إلى مخيم #عقبة_جبر الذي شهد تصدي المقاومين للاحتلال الذي زعم اعتقاله منفذي عملية إطلاق النار التي هزت كيانه.
كيان العدو الذي أصيب في شهر شباط/ فبراير وحده بآلاف الهزات بفعل المقاومة إذ رصد مركز المعلومات الفلسطيني “معطى تنفيذ” 1177″ عمل مقاوم هزّ أركان المحتل، وأسفر عن مقتل 8 صهاينة وأسقط 43 جنديًا ومغتصبًا بجراحهم.
أعمال المقاومة التي لا تنفك عن صفع العدو ودس الرعب في قلبه، حتى أنه بات على يقين بأن أذياله في المنطقة لن يُنجوه، وأن لا ممثل للشعب الفلسطيني سوى المقاومة التي لا تأبه بقمة وعملاء وجواسيس من صُنع العدو الذي يتآكل من الداخل كما أدلى “رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية السابق” الإرهابي عاموس يادلين، في تصريحاته التي تكشف عن كابوس الكيان من المقاومة وهو يؤكد أن العمليات الفدائية الفلسطينية ترعبهم وأن مستوطنيه المغتصبين باتوا يشعرون بأنه “يسير إلى مكان غير جيد”، وهو يواجه مقاومين فلسطينيين “من نوع آخر”، ولم تنته كلمات الإرهابي يادلين التي عرّت ضعفه وكيانه إلى هنا، وبدا يتسول الرحمة من المقاومة في فلسطين ولبنان وهو يُعقب على خطاب سماحة السيد #حسن_نصر_اللّه قبل أيام في ذكرى الشهداء القادة بأن السيد “يدعو إلى بيت العنكبوت 2” وتابع “حزب الله ليس بحاجة إلى تطوير صواريخ دقيقة، لأننا نحن نتآكل من الداخل”
وكما جرت العادة فقد أسقطتهم المقاومة، وهذا الخطاب كالجيفة وأطلقت عليه صحافة العدو “الخطاب العدائي” و”بيت العنكبوت 2″ في إشارة إلى قول السيد في تحرير جنوب #لبنان من رجس الصهاينة ودحرهم أذلاء عام 2000 أن هذا الكيان “أوهن من بيت العنكبوت” ولا وصف يعلو على وصف السيد الذي يتجلى كل يوم بهزيمة هذا العدو واقتراب زواله.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.