تدرس إدارة بايدن خطة لإتاحة ما يصل إلى مليون برميل من النفط يومياً من الاحتياطيات الأمريكية على مدى عدة شهور لمحاربة ارتفاع أسعار البنزين، وشح الإمدادات في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، بحسب أشخاص مطّلعين على الموضوع.
قال الأشخاص الذين تحدّثوا بشرط عدم الإفصاح عن هوياتهم قبل اتخاذ إجراء رسمي، إنَّ إجمالي الكمية التي ستتاح قد يبلغ 180 مليون برميل.
صاحبت هذه الخطة حملة دبلوماسية من وكالة الطاقة الدولية لتنسيق إفراجات عالمية من بلدان أخرى. ليس هناك قرار نهائي حيال الإفراج عن النفط عالمياً، بيد أنَّ البيت الأبيض قد يعلن إتاحة الولايات المتحدة للنفط الخام في وقت أقربه يوم الخميس، وفقاً لأحد الأشخاص.
بايدن يوقف تصاريح النفط في ظل ارتفاع أسعار البنزين بسبب أزمة أوكرانيا
هبطت العقود المستقبلية لخام غرب تكساس 5.5% في ظل مؤشرات على أنَّ الولايات المتحدة تدرس إتاحة النفط من المخزونات.
قال البيت الأبيض في بيان، إنَّ الرئيس جو بايدن سيلقي خطاباً الخميس يتحدث فيه عن جهوده المبذولة لتخفيض أسعار الطاقة، “وتخفيض أسعار البنزين في محطات الوقود للأسر الأمريكية”، وهو ما سبق أن لام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عليه.
لم يستفض البيان في هذا الشأن، ولم يعلّق المتحدثون باسم البيت الأبيض فوراً.
ضغوط التضخم
يواجه بايدن ضغوطاً لإبطاء وتيرة التضخم، وخاصة تخفيض أسعار البنزين، فيما تقترب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي في نوفمبر. برغم تطمينات الإدارة السنة الماضية بأنَّ أسعار الوقود في مضخات المحطات ستتراجع خلال 2022، فقد صعدت عوضاً عن ذلك بطريقة كبيرة؛ إذ تبلغ تكلفة غالون البنزين في كاليفورنيا ما يصل إلى 6 دولارات، بحسب الجمعية الأمريكية للسيارات (AAA) التي تمثل اتحاد نوادي السيارات.
إغلاقات كبرى في مصافي التكرير الأمريكية تفزع سوق البنزين
بلغ متوسط السعر على المستوى الوطني 4.24 دولار للغالون، بحسب الجمعية.
علماً أنَّ بايدن قد أصدر أمرين بإتاحة كميتين كبيرتين من احتياطيات النفط الأمريكية خلال الشهور الستة الماضية شملت 50 مليون برميل في نوفمبر، و30 مليون برميل أخرى الشهر الجاري، عقب الغزو الروسي. أثّرت الإصدارات السابقة بطريقة طفيفة في الأسعار، فقد صعد متوسط أسعار محطات الوقود في الولايات المتحدة بعدما شرعت الإدارة الأمريكية بمناقشة أول عملية إفراج في الخريف الماضي.
كما وجدت إدارة بايدن صعوبة بإقناع دول منظمة “أوبك” برفع مستوى الإنتاج بما يكفي لتخفيض أسعار البنزين في الولايات المتحدة.
الأضخم على الإطلاق
رغم أنه سبق بيع أو تبادل نفط من المخزونات نحو 20 مرة، لأغراض من بينها تخفيف اضطراب الإمدادات والحد من عجز الموازنة وتعويض الإنفاق الإتحادي، إلا أنه لم يكن بهذه الضخامة على الإطلاق.
ناقش بايدن إمدادات النفط واحتمالية موجة ثانية من الإفراج عن الخام من الاحتياطيات أثناء اجتماعات مع الحلفاء في أوروبا خلال الأسبوع الماضي، وفقاً لمستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الذي قال أن هذه المسألة كانت “موضوعاً أساسياً ضمن المحادثات” خلال اجتماع لمجموعة الدول الصناعية السبع.
أسعار النفط تهوي بفعل أنباء عن تحرير مزيد من احتياطيات الخام
على صعيد أوروبا، أعلن بايدن أيضاً عن التوصل لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي لإمداد التكتل بـ 15 مليار متر مكعب إضافي من الغاز الطبيعي المسال هذا العام للحد من اعتماد القارة على الإمدادات الروسية.
وضعت دول الاتحاد الأوروبي خططاً لإنهاء اعتمادها على صادرات الطاقة الروسية تدريجياً. تمدّ روسيا، ثاني أكبر بلد مصدر للنفط الخام، دول الاتحاد الأوروبي بما يفوق 40% من إجمالي استهلاك الغاز و27% من واردات النفط و 46% من واردات الفحم، حسب أرقام الاتحاد الأوروبي.
طالب بوتين في الآونة الأخيرة بسداد ثمن الغاز باستخدام الروبل. قالت دول مجموعة الدول الصناعية السبع أنها لن تفعل لأن ذلك سيكون خرقاً للتعاقدات. لكن أثار ذلك التهديد المخاوف من أن الكرملين ربما ينتقم بوقف الإمدادات، على حد تعبير أحد الأشخاص المطّلعين.
بلومبرغ
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.