قالت وسائل إعلام رسمية صينية الجمعة 15 أبريل/نيسان 2022، إنَّ بكين بدأت في إرسال طائراتها المقاتلة الأكثر تقدماً، J-20، لإجراء دوريات في بحري الصين الشرقي والجنوبي، المتنازع عليها مع جيرانها، وذلك بعد أن أضافت لها محركات “صينية” تجعلها تضاهي في قوتها طائرات “إف-35” الأمريكية.
حيث قالت صحيفة The Global Times الحكومية، الأربعاء 13 أبريل/نيسان، نقلاً عن خبراء عسكريين، إنَّ نشر هذه المقاتلات يهدف إلى “حماية أفضل لأمن المجال الجوي والمصالح البحرية الصينية”.
فيما قال رن يوكون، المتحدث باسم الشركة المُصنِّعة الحكومية لمقاتلات J-20، إنه كان “تدريباً روتينياً” للطائرة J-20 لبدء تسيير الدوريات الآن بعد تجهيزها بمحركات صينية.
يأتي هذا الإعلان بعد أسابيع قليلة من إعلان الجنرال الأمريكي كينيث ويلسباخ، قائد القوات الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ، أنَّ مقاتلات F-35 الأمريكية وJ-20 الصينية اقتربت من بعضها البعض فوق بحر الصين الشرقي، وفقاً لما نقلت شبكة CNN الأمريكية.
تملك قوة لرحلات أطول
يقول الخبراء إنَّ نشر طائرات J-20 يظهر زيادة ثقة الصين في قدراتها العسكرية، وتحذيرها للدول الأخرى التي لها مصلحة في النزاع الإقليمي.
حيث قال بيتر لايتون، الزميل الزائر في معهد جريفيث آسيا في أستراليا إنَّ مثل هذه الخطوة ستكون محفوفة بالمخاطر سياسياً، لكن نصف قطر الحركة الواسع لمقاتلات J-20 يعني أنها تستطيع تنفيذ دوريات أبعد في البحر، أو البقاء لفترة أطول في مناطق مثل بحر الصين الشرقي.
يمكن أيضاً أن تنفذ التشكيلات الصغيرة، مثل حفنة من الطائرات، دوريات عميقة من حين لآخر في بحر الصين الجنوبي، والهبوط للتزود بالوقود في إحدى القواعد الجوية لجزر الصين، ثم العودة إلى البر الرئيسي.
حتى إنَّ القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني يمكنها إطلاق مهام للتحليق فوق أية مجموعات حاملة طائرات أمريكية تدخل بحر الصين الجنوبي.
قال لايتون كذلك إنَّ التحول من المحركات الروسية إلى المحركات الصينية يظهر أيضاً استقلال الصين المتزايد في التصنيع العسكري. ولا يقتصر الأمر على أنَّ الصين لم تعُد بحاجة إلى مساعدة روسية بعد الآن، بل صارت الطائرات الصينية الصنع تتفوق الآن على روسيا.
أضاف لايتون أنَّ حقيقة أنَّ طائرات J-20 لديها الآن محركات مزدوجة أكثر موثوقية من تلك الروسية تجعل هذه الدوريات “خياراً معقولاً أكثر بكثير”، وهو ما قد يكون سبباً لعدم إرسالها في دورية من قبل.
لطالما وُصِفَت مقاتلة J-20 بأنها رد الصين على الطائرة الأمريكية F-22، التي تُعتبَر الطائرة المقاتلة الشبح الأولى في العالم، وطائرة F-35.
ولفت لايتون إلى أنَّ الولايات المتحدة واليابان ودولاً أخرى “ستجمع بحرص بيانات استخبارات إلكترونية” عن أية طائرة من طراز J-20 في الدوريات الساحلية، على أمل جمع المزيد من المعلومات حول خصائص التخفي، بالإضافة إلى أية عمليات إرسال بيانات وبث عبر الراديو.
مناطق متنازع عليها
لطالما كان بحر الصين الشرقي والجنوبي من المناطق المتنازع عليها، مع مطالبات إقليمية متداخلة من جانب العديد من البلدان.
تطالب الصين بالسيادة على جميع مناطق بحر الصين الجنوبي الشاسع تقريباً، حيث شيدت منشآت وسلّحتها هناك، وحوّلت الجزر إلى قواعد عسكرية ومهابط للطائرات، كما شكلت ميليشيا بحرية يمكن أن يصل عددها إلى مئات القوارب.
في بحر الصين الشرقي، تدّعي الصين السيادة على جزر سينكاكو التي تسيطر عليها اليابان، والمعروفة أيضاً باسم جزر دياويو. وفي السنوات الأخيرة، كرّرت الولايات المتحدة وعدها بالدفاع عن الجزر اليابانية في حالة حدوث عدوان خارجي.
عربي بوست
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.