نشرت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية مقالًا للكاتب كاليب لارسون، المهتم بشؤون الدفاع والحاصل على درجة الماجستير في السياسة العامة، تناول فيه طائرات «سكايبورج» من دون طيار وطائرات «إف-34»، والتقدم الحاصل بشأنهما، مشيرًا إلى برنامج «سكايبورج» الذي أعلن عنه سلاح الجو الأمريكي، والمنافسة بين ثلاث عشرة شركة من أجل تقديم تصميمات جديدة تخدم هذا البرنامج.
وفي بداية مقاله، أشار الكاتب إلى البيان الصحفي لسلاح الجو الأمريكي الذي أفاد أن «13 شركة إجمالًا ستتنافس الآن للحصول على ما يصل إلى 400 مليون دولار من خلال أوامر تسليم مستقبلية لدعم برنامج (سكايبورج فانجارد)». لكن ما هو برنامج «سكايبورج»؟
قائمة هائلة
أوضح الكاتب أنه في بيانٍ على موقع مركز إدارة دورة حياة القوات الجوية الأمريكية على الإنترنت، أعلن المركز أنه دشَّن المرحلة الثانية من المِنَح الخاصة ببرنامج «سكايبورج»، وأن قائمة مَنْ سيتلقُّون هذه المِنَح ستكون هائلة.
وصرَّحت القوات الجوية الأمريكية أن هذه الجولة القادمة من المِنَح تضيف تنوُّعًا صحيًّا من الشركات والمؤسسات ذات العيار الثقيل في مجال الطيران، بالإضافة إلى عدد قليل من الشركات والمؤسسات الأكاديمية الأقل شهرة، بما في ذلك شركة «إيروڤايرونمنت» (شركة مقاولات دفاعية أمريكية).
وشركة «أوتوداين»، شركة ذات مسؤولية محدودة (لتصنيع برامج وأجهزة الطيران المتخصصة في الاستقلالية والأتمتة الذكية)، وشركة «بي إيه إي سيستمز كنترولز» (تنتج الأنظمة والمركبات الإلكترونية للجيوش)، وشركة «بلو فورس تكنولوجيز» (شركة تصميم وتصنيع في مجال صناعة الطيران والدفاع).
وشركة «فريجيت سيستمز» (تصنيع أو تجميع طائرات كاملة)، وشركة «لوكهيد مارتن» للطيران، وشركة «نكستنجن إيرونوتيكس» (تصميم الهياكل الفضائية ومكونات المركبات العسكرية وتصنيعها واختبارها)، وشركة «سييرا تيكنيكال سيرفيسز» (لتصنيع المسبوكات الاستثمارية الفولاذية)، وجامعة ولاية ويتشيتا.
برنامج «سكايبورج فانجارد»
ولفت الكاتب إلى أنه فيما مضى، منحت القوات الجوية الأمريكية أيضًا عقود تسليم لأجل غير مسمى، بمقادير غير محددة إلى شركة «بوينج» لصناعة الطائرات وشركة «جنرال أتوميكس» لأنظمة الطيران وشركة «كراتوس» لأنظمة الطائرات غير المأهولة وشركة «نورثروب جرومان سيستمز» (لتصميم مختلف الأجهزة الإلكترونية والأنظمة الدفاعية وتصنيعها وتطويرها).
وذكر البيان الصحفي لسلاح الجو أن «13 شركة إجمالًا ستتنافس الآن للحصول على ما يصل إلى 400 مليون دولار من خلال أوامر تسليم مستقبلية لدعم برنامج (سكايبورج فانجارد)». لكن ما هو برنامج «سكايبورج»؟
إن برنامج سكايبورج في حقيقته عبارة عن «قدرة تركِّز على الاستقلال الذاتي، والتي ستُمكِّن القوات الجوية الأمريكية من تشغيل طائرات منخفضة التكلفة ومتعاونة وصيانتها بحيث يمكنها إحباط الخصوم بإجراءات سريعة وحاسمة في البيئات المتنازع عليها». فكِّر في الطائرات الذكية من دون طيار.
وستكون هذه الطائرات من دون طيار، والتي تعمل على نحو مستقل في البيئات المتنازع عليها، قادرةً على اكتشاف التهديدات التي تتعرض لها، وهياكل الطائرات المأهولة على الأرض وفي الجو، وتقييم الخطر، وإيجاد حلولٍ لضرب التهديدات أو تجنبها بطريقة أخرى. كما ستعمل طائرات «سكايبورج» من دون طيار بالأساس بصفتها نقاطًا لجمع المعلومات، ومن ثم تُنقَل تلك المعلومات إلى الطيارين البشريين من أجل زيادة قدرة الطيار على الصمود.
يوضح هذا الفيديو الذي نشره مختبر أبحاث القوات الجوية الأمريكية، البرنامج بمزيدٍ من التفصيل، ويستحق المشاهدة لمدة تسعين ثانية؛ هي مدة مقطع الفيديو.
التقدُّم الأخير
وأضاف الكاتب أنه اعتبارًا من الآن، قدَّمت شركتان من الثلاث عشرة شركة التي حصلت على عقود ما توصَّلت إليه من أفكار. وفي العام الماضي، قامت طائرة «إكس كيو-58 إيه فالكيري» (XQ-58A Valkyrie) من دون طيار من إنتاج شركة «كراتوس» بأول رحلة جوية لها. ويتَّسم تصميم الطائرة بعدد من ميزات التخفي، بما في ذلك تصميم جسم الطائرة ومقدمتها الشبحيان، بالإضافة إلى مدخل الهواء ذي التصميم السرَبنْتِيني الذي يُخفِي شفرات مروحة محرك طائرة «فالكيري».
ويبلغ وزن الطائرة من دون طيار خفيفة الوزن نسبيًّا حوالي 2,500 رطل (1,134 كجم). وعلى الرغم من أنها تهدف في النهاية إلى مرافقة المقاتلات الشبحية مثل طائرات «إف-35» و«إف-22»، فإنه يبقى أن نرى كيف ستستمر المنصة في تكوينها الحالي. وسجَّلت شركة «كراتوس» سرعة الانطلاق بأنها 0.72 ماخ (وحدة سرعة الصوت)، في حين أن سرعة انطلاق طائرات «إف-35» و«إف-22» تزيد عن تلك السرعة بمقدار الضعف، إذ تبلغ حوالي 1.5 ماخ، ولا تزال هناك حاجة لإحراز تقدم في هذا المجال.
وما زلنا لا نعرف أمورًا كثيرة عن نموذج طائرات «لويال وينجمان» الأوَّلي من إنتاج شركة «بوينج». وطوَّر القسم الأسترالي في «بوينج» النموذج الأوَّلي، والذي من المتوقع أن ينطلق في أول رحلة له في وقتٍ ما خلال هذا العام.
واستنادًا إلى الصور التي أصدرتها الشركة، يبدو أن نموذج «لويال وينجمان» مشابه ظاهريًّا لطائرة «فالكيري» من إنتاج شركة «كراتوس»، مع جسم الطائرة ذي المظهر الخفي وذيل على شكل حرف «V»، على الرغم من أنه بدلًا من وجود مدخل هواء خلفي واحد، يحتوي نموذج «لويال وينجمان» على مداخل هواء على جانبي هيكل الطائرة.
ملاحظة ختامية
وفي ختام مقاله، أكَّد الكاتب أنه لا يزال هناك كثير من التقدم الذي يتعين تحقيقه قبل اكتمال برنامج «سكايبورج». ولكن، وفي ظل وجود ثلاثة عشر فرسَ رهانٍ الآن في السباق، فمن المحتمل أن يكون هناك عديد من التصميمات الجديدة التي يجب النظر إليها. ويجب متابعة هذا الموضوع عن كثب لمزيدٍ من التحديثات المستقبلية.
ساسة بوست
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.