أطلق الكيان الصهيوني عملية عدوانية في لبنان ضد بلدتي حولا وميس الجبل الجنوبيتين الحدوديتين ليلة ٢٧-٢٨ تشرين اول/أكتوبر ١٩٦٥ تحت اسم رمزي هو “عملية الميزان” وقامت بها الكتيبة ١٣ من لواء غولاني المعادي.
تذكر مصادر العدو أنه في النصف الثاني من العام ١٩٦٥ تصاعدت وتيرة عمليات حركة فتح عند الحدود مع لبنان وخاصة في مستعمرات يفتاح والمنارة ومرغليوت، وهي محاذية للقريتين اللبنانيتين المذكورتين أعلاه وتم رصد مجموعات فدائية منطلقة من بلدة حولا مرات عدة.
وتزعم مصادر العدو أن السلطات الصهيونية طلبت مرارا وتكرارا من السلطات اللبنانية أن “تتخذ خطوات لمنع هذه الأنشطة التخريبية” بحسب تعبيرها.
ويتابع المصدر الصهيوني أنه في اعقاب هذا التصاعد شرع جيش العدو “في تنفيذ عمل انتقامي ضد لبنان للمرة الأولى” منذ قيام الكيان بحسب زعمه.
اشتملت العملية على قوتين رئيسيتين:
- الأولى توجهت إلى بلدة حولا ووصلت الى هدفها عند الساعة ١١.٣٥ ليلا “وفجرت منزل المختار بعد أن أخرجت جميع سكانه حتى لا يموت احد”! ويشير إلى المنزل باسم “المنزل المتوج”، وهو كان معروفا عند أهل البلدة باسم “القرميد” لأنه كان المنزل الوحيد في القرية يومها الذي يعلو سطحه الحجر القرميدي. وبسبب هذه القصة فقد ورد ذكره في أغنية احمد قعبور “يا رايح صوب بلادي”.
- الثانية توجهت إلى بلدة ميس الجبل ودمرت ثلاث برك مائية كانت تستخدم في ري القرية ومحيطها.
وتتابع مصادر العدو: انتهت مهمة الفرق الصهيونية وعادت عند حوالي الساعة الواحدة ليلا، من دون أن تقع في صفوفها أية خسائر بحسب قولها.
وتزعم المصادر أن تلك العملية كانت فقط بمثابة رسالة إلى لبنان الذي قدم شكوى إلى مجلس الأمن وبدأ في زيادة دوريات جيشه عند الحدود لمنع عمليات التسلل.
بعد العملية قال اسحق رابين، رئيس الأركان الصهيوني يومها: “هذه رسالة إلى لبنان اننا لن نصمت ولن نهدأ ولن يعرفوا الهدوء ما لم تعرفه حدودنا الشمالية.. على امل ان يفهموا الرسالة”.
طبعا الرواية الصهيونية تشوبها الكثير من الشوائب وخاصة حول زعم عدم سقوط ضحايا اذ سقطت سيدة مدنية في بلدة حولا نتيجة الانفجار. لكن بشكل عام تقدم هذه الحادثة لنا نموذجا عن الغطرسة الصهيونية وعن استباحة الحدود اللبنانية والقرى المدنية امام عدوان الصهاينة الدائم وتبجحهم بسياسة يدهم الطولى التي قطعتها المقاومة او على الاقل كبلتها وبات العدو يحسب الف حساب لأي عمل او تحرك ميداني… وبات عنوان المرحلة باختصار: من سهولة عملية الميزان الى فخ توازن الرعب.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.