يومنا حافل.. منذ صباحه ينتظر الساعة الخامسة والنصف بتوقيت وطن الثقة والسيادة والحب.. وحتى يحين الوقت، قيل إن قناةً ثورجية، لا تسمح لأحد بالمزايدة عليها مؤسسة وأفرادًا بالوطنية والسيادة والمقاومة كونها في بعض المناسبات تنظم المقدمات الإخبارية على بحر “المقاومة” بتفعيلات وطنية لكن بوزنٍ خاوٍ كخواء كاتبه وقائله ومصدِّقه، هذه القناة ستستضيف المبسوطة شيّا في الأستديو، ليس لأن عوكر بعيدة، فالاتصالات بين الطرفين “خط مباشر” ولكن على سبيل تعزيز السيادة وتظهير الحرية والاحتفاء بالاستقلالية فيما يتعلق بملفات الداخل اللبناني.
في أزمنة الحرب، حرية الإعلام وتركه يسرح ويمرح كدمية متحركة في أيدي المبسوطة إياها جريمة إن لم يعاقب عليها القانون، سينزل فيها التاريخ أشد العقوبات بصقًا ولعنًا واحتقارًا.. حتى ذلك الحين، بين اعلامنا واعلامكم مسافة لن تستطيعوا يومًا تجاوزها اسمها الشرف الوطني والأخلاق المهنية.. بين حقيقتنا وحقيقتكم سنين ضوئية تُقاس بالكرامة وبالتراب الناطق بدمنا.. بين صوتكم وصوتنا ساحة معركة طرفاها الحقّ الساطع والشرّ الذليل.. وبين جمهورنا وجمهوركم حقل حدّه من صوبنا المصداقية ومن صوبكم ارتفع التضليل جدار فصل وطنيًّا وأخلاقيًّا.
اليوم، ينصت العالم، أحبّة ومبغضين، أصدقاء وأعداء، حلفاء وخصومًا إلى صوت السيّد الأمين.. يستقي الأحبة منه ضوءًا يزيح ثقل العتم، والمبغضون يغرقون في سمّ بغضهم أكثر.. يسمعه الأصدقاء بثقة ملؤها الحب، والأعداء بثقة يخفونها بالمكابرة الحاقدة.. يصغي الحلفاء إليه بفخرٍ واعتزاز، والخصوم بحقد يصغون..
واليوم أيضًا، يصطف المنبطحون على أعتاب عوكر، يدفنون سويًا رؤوسهم كالنعام في رمل العبودية للأميركي ويقولون حريتنا أن نُستعبد، وينتظرون ما ستأمرهم به سيّدتهم الأميركية عبر شاشة “محلية”.. هؤلاء، أصغر بكثير من الوصف بالعداوة فهم ليسوا إلا أدوات بيد العدو الأصيل المهزوم.. وأسخف بكثير من أن يستحقوا شرف الخصومة.. هؤلاء بأحسن الأحوال مبغضون يستثمر فيهم الأميركي وبسعر رخيص كلّ ما فيهم من حقد، ويعرف أنّهم مهما طالت رقاب الكره فيهم فمحلّ رأس كرههم لا يطاول موضع قدم تعرف الحبّ وأهله.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.