الحريص

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

منذ الإعلان عن إطلالة السيّد حسن نصر الله اليوم للحديث عن آخر التطورات ولا سيّما في الشأن اللبناني، والناس، كلّ الناس، بانتظار ما سيقوله، وعلى استعداد تام لتلقي بادرة الأمل التي لا بدّ سيأتيهم بها بعد أن واجهوا ويواجهون الظلام المعيشي اليوميّ في ظلّ الأزمة التي تشتدّ يومًا بعد يوم وتزداد حدّة وإيلامًا.

أهل الصبر الجميل، ذوو اليقين بسيدهم الأمين يعرفون أن الحلول التي طرحها ويطرحها حزب الله على مختلف مستويات الأزمة هي حلول منطقية ومتاحة وسهلة التنفيذ ولا تحتاج إلّا لقرارات رسمية سيادية تبدأ بقص أظافر الأميركيين المنغرزة في عنق الاقتصاد اللبناني. أهل الجهل يعرفون ذلك أيضًا لكنّهم لسبب أو لآخر يفضلون أن يستمرّ هذا النزف وأن يطول عمر الأزمة إلى أقصى حد ممكن، ولذلك يمارسون التنظير للعرقلة حينًا والتضليل المشبوه حول الحلول المقترحة حينًا آخر.

تحدّث السيد اليوم عن مختلف وجوه ومظاهر الأزمات اللبنانية المركبة: من الأزمة الحكومية إلى طوابير الذلّ عند محطات الوقود، وقارب كلّ الملفات المعيشية والسياسية بحنكة القائد الحريص كلّ الحرص على كرامات الناس وحقهم بالعيش الكريم، وبصدق السياسيّ الذي يسعى بكل جهد لتقريب وجهات النظر بين الحلفاء والأصدقاء، كصديق يجد نفسه مسؤولًا عن حلحلة العقد من أجل جميع الناس.

“حيث يكون الحق في الأزمة الحكومية سنكون”، بجملة واحدة وبتفاصيل كثيرة أكّد السيّد على دور حزب الله ودوره شخصيًا في السعي إلى حلّ يرضي الأطراف سواء من جهة “الصديق” والحليف جبران باسيل أو لجهة الرئيس المكلّف سعد الحريري عبر الأخ والحليف الأستاذ نبيه برّي. دور حزب الله هنا هو بذل كلّ جهد ممكن للوصول إلى اتفاق يخرج بتشكيلة حكومية ضرورية في ظل هذا الظرف الاقتصادي والمعيشي الذي يشتدّ على الناس بكل فئاتهم وانتماءاتهم.

أما في ملف المحروقات، فقد أثلج السيّد قلوب المقهورين في طوابير انتظار بضع قطرات من الوقود لسياراتهم.. كلّ التحضيرات اللوجستية اكتملت لاستقدام بواخر البنزين من إيران ويتوقف الأمر فقط على “اذن حركة”..

يحاول البعض تصوير الأمر وكأن السيد يضع الخصوم تحت أمر واقع لا يستسيغونه.. إلّا أن من يعرف حجم سعة الصدر لدى حزب الله يعرف أن أولوية هذا الحزب هي رفع الظلم عن الناس، ولذلك ترك السيد باب “التنافس” على خدمة الناس مفتوحًا داعيًا ومحرِجًا أدوات الغرب وبني سعود في لبنان لطلب المساعدة من “حلفائهم” بهدف رفع هذا الظلم.. هنا يقول السيد للجميع على حدّ سواء: لا وقت للعنتريات ولا للمكابرة، فليبذل كل حريص جهده لتخفيف وجع الناس.

“لم نكن نتوقع أن نعمل في جلب البنزين والمازوت ولكننا جاهزون للعمل حتى كزبالين عند مجتمعنا وأهلنا..”. هذه الكلمات حين تصدر عن قائد قوّة إقليمية عابرة لكل أشكال الحدود ويفوق وزنها الدوليّ دولًا وأنظمة ومنظومات مجتمعة، وحين تصدر عن سيّد كُنّي بالصادق في كلّ وعوده وفي كلّ حركته، تصبح حجّة على كلّ طرف يحاضر بالحرص على مصلحة الناس وكرامة الناس وحياة الناس..

مرة جديدة، يرفع السيد خارطة الحلّ بوجه الجميع، بلهجة الواثق والحريص والمتلهف لتقديم كلّ إمكاناته من أجل وضع هذه الخارطة قيد التنفيذ..

هل سيتلقف المعنيون هذه الخارطة ويتجرأون على اعتبارها أحد الحلول المطروحة إن لم نقل هي الحل الوحيد، أم سيستمرون في العرقلة لغايات تتعدّد من الجهل إلى الحقد إلى التآمر؟ قد تكون الإجابة عن هذا السؤال بديهية إذ ندرك أن العرقلة ليست مزاجًا شخصيًا لمن يعرقل وإنما هي قرار بالمشاركة بآليات الحصار، ولكن على سبيل تغليب حسن الظن، ستأتي الأيام القريبة بالجواب الواضح والصريح، وحينها لن ينتظر حزب الله أحدًا..

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد