زيارة القصر الجمهوري في هذه الأيام ليست كما سابقاتها، فالولاية الرئاسية شارفت على الانتهاء، وأولويات رئيس الجمهورية صارت محددة؛ علينا أن ننتشل لبنان، يقول فخامته، ويضيف: النفط والغاز هما طريق للحل، فيما الاستمرار بالاستدانة ليس حلًّا.
وفي جلسة على هامش زيارة وفد من هيئة تحرير موقع “الناشر”، يروي الرئيس عون حينما أبلغته شركات التنقيب عن استكشاف كميات من النفط والغاز داخل الحوض الرابع في العام ٢٠١٨، وكيف عادت الشركات وتراجعت متحججة بأن الكميات ضئيلة وغير تجارية، ويقول الرئيس: ما كان بدن نستخرج، لكننا اليوم على ابواب انهاء هذا الملف لصالح لبنان خلال فترة وجيزة، حيث سننال حقّنا بالاستخراج، من دون أن تكون هناك اي علاقات مباشرة مع “اسرائيل” انما بوساطة اميركية.
ليس بعيدًا من فيتو الاستخراج، تحدث فخامة الرئيس عن مخطط “اصدقاء لبنان” لدمج النازحين السوريين، وشدد على أنه سعى مع المدير العام للامن العام لخفض عدد النازحين واعادة ما يقارب ٦٠٠ الف من اصل مليون و٧٥٠ الف نازح، لكن الفيتو الخارجي دفع لوقف تعداد النازحين الذين اخذوا يزدادون يوماً بعد يوم. يقول فخامته: “لكن ما أزعجني، هو وصفهم لي بأنني عنصري، في حين كنتُ أريد تخفيف العبء عن اللبنانيين، في الوقت الذي كان فيه البعض يزور عرسال ليخبرنا “انو ما في شي” قبل أن تبدأ معركتنا مع الارهاب يومها”.
وفي مراجعةٍ للسنوات الست، عدّد الرئيس عون أهم العقبات التي واجهت العهد، وبدأ من النهب الذي تعرضت له الخزينة على مدار السنوات الماضية، وسرقة مليارات الدولارات من دون وجود قطع حساب او موازنة يثبتان تورطهم في هذه السرقة، “وعندما قررت خوض هذه المعركة تبين لي أن القضاء متردّد، فبالرغم من وجود عدة ملفات قضائية ومن عدة دول في الخارج ضد حاكم مصرف لبنان، لكن في لبنان لم يقبل عدةُ قضاة متابعة هذا الملف”.
الرئيس عون وفي خلال حديثه، عبَّر عن أسفه لكل التضليل الاعلامي الذي رافق عهده، فبعض الاعلام “قوّلني ما لم أقله، واتهمني بما لم أفعله، كما أنّه حمّل جبران باسيل ما لا يحمله، لا سيما عن وقوف الاخير خلف كل قراراتي”. “كلّه كذب وتلفيق وتضليل” يقول الرئيس عون.
في السياسة، لم يرد فخامته قول الكثير، فهو يعتبر أن الامور أصبحت واضحة، وأن هناك تشابكًا داخليًّا خارجيًّا كان يرفض حكم الرئيس عون، “قال ما بدن ياني اعمل ولا انجاز، ع اساس الانجاز إلي مش للبنانيين وللبنان”. ويتابع الرئيس: “أنا كنتُ أعرف أن المواجهة صعبة، مثلما كنتُ أعرف أنّ مواجهة الاحتلال السوري كانت كذلك، لكنّني أفضلها على الاستسلام وتسليم البلد”. ويختم الرئيس عون حديثه السياسي بالتمني للرئيس المقبل التوفيق في اكمال ما بدأه هو وعلى مختلف الصعد، لكنّه يؤكد على عودته الى العمل السياسي من الرابية، مشدداً على أنّه قطعَ عهداً على نفسه مع زملاء النضال الذين استشهدوا أنّ يكمل دون تردد، “فكيف لي أن اتراجع”؟
وفي الختام كان سؤال عن تشكيل الحكومة، وأجاب رئيس الجمهورية بأنه يبدو أن الامور لم تنضج تمامًا بعد والبعض يناور.
التعليقات مغلقة.