حسين محيي الدين – خاص الناشر |
البلد واقف “ع شيّار”، واللبيب من التعابير يفهم.
منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري (2005) والهدف هو فقء عين بندقية المقاومة وحرفها عن وجهتها الأساسية والوحيدة، وإغراقها في وحول الداخل، إلّا أن صبر وبصيرة قيادتها أحبطا ذلك، فكان اللجوء إلى عدوان تموز 2006 ، وأحداث 7 أيار 2008، وتلاها مؤتمر الدوحة للمصارحة والمصالحة الوطنية. وفي كل الجولات كانت المقاومة بأهلها وشعبها تخرج أصلب وأشد عودًا وأكثر شموخًا من الاختراق عبر الصيصان، فكان التكتيك بالانتقال لإضعاف حلفائها منذ ما بعد اتفاق وتفاهم “مار مخايل” بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وصولًا إلى ثورة دايڤيد شينكر قبل ثلاث سنوات، وانفجار مرفأ بيروت وتسييس التحقيقات، وبعدها اعتقال الرئيس سعد الحريري مرتين، الأولى بالاستقالة من الريتز كارلتون والثانية بإرغامه على التسويف والمماطلة بوجه الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل والثنائي الشيعي حتى انتهى بعد أشهر على التكليف إلى الاعتذار والهجرة إلى منفى البيزنس مجددًا.
كل هذه المطبات تجاوزها الصنديد “لبنان” باللعب على حافة “الشيّار” وتمرير أفضل الممكن، إلى أن أصبحنا أمام اعترافات بيّنة وواضحة بلساني شينكر وهيل وبفارق أقل من أسبوع واحد فقط: راهنّا على نرجسيين وعنصريين وحمير أعراس وفشلنا وخذلَنا أحبتنا.
المهم والواجب الذكر هنا انتصار النائب جبران باسيل؛ الحليف القوي لحزب الله في البيئة المسيحية، على محاولة الاغتيال شخصيًّا ومعنويًّا، التي صب الأميركيون جام جنونهم فيها منتهزين أحداث تشرين الأول 2019 ومحاولة استنساخ عراق هجين في لبنان. فالتيار الوطني الحر الذي أتى برئيسه رئيسًا للجمهورية (فخامة -جبل بعبدا- ميشال عون) مطلوب رأسه ونوابه ووزرائه وكل شعبيته وناسه، المُراد سحقه وطحن عظامه، بالعقوبات الأميركية وملفات الفساد والذكورية و”شو ما إيدك بتجيب إتهامات”. صحفٌ وتلفزيونات ونوائب كالحون، بالوشاية على مناصريه في بلاد ما بين المنشارين، شراء ذمم التياريين المهزوزين وهجرانهم نحو الأنجأة وتبديل المواقف رأسًا على عقب، وسحب النواب المتأمركين المتصهينين من تكتل لبنان القوي الذي يرأسه باسيل، لكنه تحداهم بالتدقيق الجنائي المالي في وزارة الطاقة (مغارة هدر المال العام الأولى)، وفتح طاقة جهنم على ربهم الأعلى رياض سلامة وشركائه، الكولونيل الأميركي الأول لهندسة الحصار والإجهاز على الشعب اللبناني، وإطلاق أجنحة المهاجرين نحو القفص الأميركي المذهّب.
ثم ماذا بعد ثلاث سنوات؟ شمخت أم جبران باسيل وانتصر ابنها بالأوفياء والمخلصين والثقة الشعبية بعد جعجعة الثورة الملونة، وبحاصل 21 نائبًا 18 منهم تياريون.
أما وقد اجتزنا القطوع الأول في حرب تموز السياسية، بمئة بالمئة شيعيًّا بفضل التحالفات المنطقية التي لم تكن قبل (2018)، وبانتصار جبران باسيل، فاللعب بنار الحرب الأهلية انتقل إلى رئاسة مجلس النواب، ونحن على بُعد بضعة أمتارٍ منها، وبدأت أبواق ابن منشار وآل تطبيع تروّج لانتخاب رئيس غير شيعي، وظهرت في فلتات الأحمق شامير كاع كاع وطفل المعجزة الكتائبية، ويبدو أن كشاكيل 17 تشرين في طور الاستحمام من زوم التغيير والانتقال إلى زوم التخبيص سريعًا، والحكي مش متل الشوفة.
معركتنا الآن هي نبيه بري شخصيًّا، وحركيًّا وتحالفيًّا، وقبل ألف باء ذلك رئاسيًا، وبالتأكيد في كل ما سبق ليس وحيدًا، علينا تقريش نتائج الانتخابات، وبري”أستيذ” ينقش بطبشور الحنكة لوحةً سياسيةً لا يعلمها إلا الله وحزبه والراسخون في العلم، وإلى المجلس شمِّروا عن أمخاخكم ويا رب يسر.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.