أصبحت أرض لبنان غير صالحة للسكن، وبصيص الأمل الذي لطالما تم غرسه اختفى اليوم لعدم توفر الكهرباء وانعدام الرغبة في البقاء بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
في الآونة الاخيرة، إزدادت طلبات الهجرة للعديد من البلدان الأوروبية والعربية، التي تسمح -إلى حد ما- بالعيش الكريم. لم تعد المشكلة باختلاف العادات والتقاليد الاجتماعية خارج الاراضي العربية، تكمن المشكلة بافتقاد هويتك داخل أرضك. لكن، من المؤسف ألا يستقطب وطنك الطاقات والقدرات الابداعية التي تنتج عن عقل ابداعي بحت، فاللبناني يعد من أوائل العباقرة في هذا العصر السريع مما يؤهل الوطن للوصول الى أعلى درجات الابداع والابتكار. حينها، تأخذ قرار الانشقاق عن وطنك الام وتبحث عن أم أخرى تقدر وتحترم عملك وتفتح لك العديد من الابواب للنهوض نحو مستقبل واعد.
نشرت “الدولية للمعلومات” أرقامًا تكشف عن قفزة في الهجرة، استنادًا إلى حركة دخول وخروج اللبنانيين الصادرة عن المديرية العامة للأمن العام. حسب “الدولية للمعلومات” وصل عدد المهاجرين والمسافرين في العام 2021 إلى 79134 شخصًا مقارنة بـ 17721 شخصًا في العام 2020 أي بارتفاع مقداره 61413 شخصًا ونسبته 346 في المئة. في حين لم تكشف بعد أعداد المهاجرين لعام 2022 والمقبلين على طلبات الهجرة والتي تقدّر وتكشف حصيلتهم بانتهاء هذه السنة.
بالتزامن مع عدم توفّر فرص العمل، وانعدام الخدمات العامة من كهرباء ومياه ونقل، وارتفاع الأسعار وتآكل القدرة الشرائية للرواتب والأجور في القطاعين العام والخاص، ازدادت اعداد المهاجرين ونمت معدلاتها بطريقة اسرع من نمو اعداد سكان الأرض.
من جهة اخرى، يعمل اصحاب السلطة والمال لكسب النفوذ لذواتهم، بعيدًا عن احلام الشباب اللبناني، بعيدًا عن امتلاك الخبرة والشهادة والثقافة. ما يهم اليوم هو الوساطة والتوجه السياسي، وعليه، يتم تأهيلك للعمل.
السياسية اللبنانية هي من اودت بلبنان للخراب، إما أن تكون داخل المعتكف السياسي، ولاؤك وانتماؤك لجهة سياسية معينة قادرة على تحقيق أهدافك أو تبقى بلا عمل. وعندما نتكلم عن السياسة اللبنانية، نقصد بها السياسة الخارجية.
يأخذ لبنان هذا اوامره من الخارج أي الدول الاجنبية التي تسعى للوصول نحو أهداف ومطامع داخلية تفيد مصالحها الخاصة، وبهذا يطبّق لبنان أجندات سياسية خارجية على يد اشباه السياسين الذين يعملون لصالح الغرب والعرب.
تزامنًا مع ارتفاع سعر صرف الدولار، والاقبال على الانتخابات النيابية والتي بدورها تعمل على تحديد مصير البلد، تمارس القوى السياسة عرض كل ما لديها من خدمات ووعود للمواطن اللبناني، في حين أن رجاء المواطن اللبناني هو العمل نحو حلول افضل لوقف حالات الهجرة وخلق فرص العمل والتطلع نحو مستقبل جيّد للأجيال القادمة ليس عن طريق اللوحات الاعلانية الانتخابية التي تحمل العديد من الشعارات الواعدة، بل عن طريق بتها وتنفيذها.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.