ونحن نحيي الذكرى السنوية للشهيد، والتي تعد محطة هامة للتزود بقيم ومفاهيم وعظمة الشهادة واستذكار تضحيات الشهداء، ومعرفة الجزاء الذي يناله الشهيد، والمكانة التي يتبوأها، علينا أن لا ننسى الشهداء الأحياء.
فالشهداء جميعهم أحياء عند ربهم يرزقون، وهذه هي الجائزة العظيمة التي منحهم إياها الله سبحانه وتعالى، ولكن يوجد هناك شهداء أحياء ليس في الآخرة، ولكنهم أحياء في الدنيا، وهم الجرحى والمعاقون الذين فقدوا أجزاء من أجسادهم، فمنهم من فقد ذراعيه، ومنهم من فقد قدميه وعينيه، وثالثٌ لم يعد قادرًا على الحركة بعد أن أصيب بشلل تام، وآخر أصيب بأمراض عصبية مزمنة، والبعض في غيبوبة.
كل هؤلاء ماذا قدمنا لهم؟ وأين هم من اهتمام وعناية الحكومة هم وأسرهم، سواءٌ من جرح في جبهات العزة والكرامة والشرف والبطولة، أو من جرح تحت أنقاض منزله أو في مكان عمله أو في الأسواق والطرقات جراء قصف طيران تحالف العدوان وضرباته الصاروخية؟ يجب أن لا ننساهم وأن يعاملوا معاملة الشهداء في الحقوق هم وأسرهم، وإن كان الشهداء وأسرهم لم ينالوا أبسط حقوقهم الواجب توافرها.
فهؤلاء الجرحى أصبحوا عاجزين عن العمل، لا يستطيعون أن يوفروا قيمة العلاجات، وأبسط مقومات العيش لهم ولأفراد أسرهم، ولا يستطيعون توفير ثمن دفاتر وأقلام أبنائهم ليتعلموا، ولا يملكون ثمن كسوة أبنائهم في الأعياد، أو لستر أجسامهم من حرارة الشمس وزمهرير البرد، فيجب أن يكون لهم برنامج وطني خاص بهم ضمن برامج الهيئة العامة للزكاة، وأن تشمل أسرهم مشاريع التمكين الاقتصادي، وأن يكون لهم تأمين صحي، وتأمين تعليمي لأبنائهم، وتأمين السكن خاصة في ظل ارتفاع أجور المساكن، وأن لا يتم تجاهلهم حتى إعلاميًا وهو أضعف الإيمان، وأن يكون هناك أسبوع للجريح اليمني، يزار فيه الجرحى وأسرهم ويجري تكريمهم، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لهم مقابل عطائهم وتضحياتهم وعجزهم الجسدي.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
شكرا جزيلا لكم