نقل متابعون للملف الرئاسي اللبناني عن أجواء الرياض أن المملكة أعادت الاهتمام إلى الملف اللبناني كأولوية اعتبارًا من هذا الأسبوع، بعد أن كان قد حضر بعيدًا عن الإعلام في القمة العربية، وأخذ حيّزًا من النقاشات بين الوفود.
وقالت مصادر دبلوماسية متابعة، إن اجتماعًا على هامش القمة ضمّ وزراء الخارجية كل من السعودية، مصر، العراق، سوريا والإمارات إضافة إلى مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي، أكد على تضامن الدول العربية مع لبنان، وانفتاحها على كافة الأفرقاء اللبنانيين، مطالبين إيّاهم بالتحاور لانتخاب رئيس للجمهورية يرضي طموحات اللبنانيين، ويؤمّن انتظام عمل المؤسسات الدستورية، وفي مقدمها إقرار الإصلاحات المطلوبة لإخراج لبنان من أزمته، عبر حوار لبناني – لبناني.
وعُلم أيضًا أن لقاءً عربيًا آخر، عُقد نهار أول من أمس السبت، افتراضيًا، بهدف حضّ اللبنانين على التفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية يحقق طموحات الشعب اللبناني. وكشفت المعلومات المتوافرة في هذا الإطار، عن أن هذا المطلب وُضع على أجندة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خصوصًا وأن ملف لبنان كان من ضمن مواضيع النقاش مع الرئيس السوري بشار الأسد في جدة.
وبحسب المصادر، فإن السعودية ستخرج من مرحلة اللامبلاة، إذ كانت تنتظر قرار فيه شبه اجماع عربي، مؤكدة أن الزخم السعودي يبدأ هذا الأسبوع بمشاركة سورية وإيرانية فعّالة، ودعم فرنسي، إنطلاقاً من الدور المحوري للسعودية في العالم العربي، ليترسّخ أكثر في إنجاز وتنفيذ مقررات القمة العربية.
وكشف المصادر أن الأسبوع المقبل سيشهد دخولًا سعودياً – سورياً على خطّ حلحلة الأزمة اللبنانية بجدية وحكمة، إنطلاقًا من شعار “لم الشمل العربي”، الذي رفعته المملكة أخيرًا، بهدف مساعدة لبنان للخروج من أزمته بدءً بانتخاب رئيس للجمهورية ثم تشكيل حكومة ومباشرة خطوات تسهم في إعادة بناء الثقة بلبنان، وعدم تركه يتخبّط في بالأزمات، سياسية كانت أو اقتصادية، وذلك بإحداث توافق بين اللبنانيين حول مستقبلهم بعيدًا عن الحساسيات والمصالح والارتبطات الخارجية.
المصدر الدبلوماسي المتابع أكد أننا نشهد تغييرًا واضحًا في القواعد السياسية بالمنطقة، وأشار إلى أن مرحلة ما بعد القمة ليست كما قبلها، إذ إن مظاهر التوترات العربية – العربية انتهت وارتفعت النبرة الإيجابية، لافتًا إلى أن إعلان جدة لم يحمل أو عبارات انتقادية لمواقف دول خارج إطار الدول العربية، كما كان يحدث في القمم السابقة.
وجزم المصدر أن الحراك السعودي – السوري ستتضح معالمه أواسط الأسبوع الحالي، وهو مدعوم عربيًا وإيرانيًا، هدفه إعادة لبنان إلى دوره السياسي بانتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة، تمهيدًا لإنقاذه اقتصاديًا، وشدّد المصدر على ضرورة الاستفادة من أجواء الانفراجات والمقاربات العربية والإقليمية وعودة العلاقات السعودية الإيرانية والسعودية السورية، والتي نتج عنها عودة سوريا إلى دورها في الجامعة العربية ومشاركة الرئيس بشار الأسد في القمة العربية في جدة.
وتوقع المصدر زيارة وفد عربي رفيع المستوى، من وزراء خارجية الدول العربية، إلى لبنان قريبًا بهدف بثّ رسالة اهتمام الدول العربية بحلّ الأزمة اللبنانية، وجدّية معالجة الملف اللبناني بحكمة، وضرورة أن يكون الحل لبنانيًا – لبنانيًا.
إلى ذلك، نقل متابعون عن مراجع سياسية، أملهم في جدية الحراك السعودي، مشيرين إلى أن المملكة كانت ولاتزال حاضرة بقوة في كل المحطات المصيرية التي مرّت على لبنان، حيث يمكن الجزم بأن جدية تعاطيها بالملف اللبناني تشكل فارقًا كبيرًا ونوعيًا بالنسبة إلى الملف كاملًا، على أن تكون بوابة ذلك كله انتخاب رئيس للجمهورية، إثر عودة معادلة السعودية وسوريا والمعروفة بـ”س- س”، والتي كثيرًا ما ساهمت في إخراج لبنان من وحول الأزمات وأنفاق الصراعات.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.