تقود الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية عملية الردّ على جرائم العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، وقال مسؤول الإعلام في لجان المقاومة في فلسطين، محمد البريم “أبو مجاهد”، إن المقاومة ستواصل القيام بواجبها مهما كانت التحديات.
إلى ذلك، أكّدت مصادر في المقاومة الفلسطينية أنّ “الردّ على العدوان الإسرائيلي بدأ”. بدوره، قال المتحدّث باسم حركة “حماس” عبد اللطيف القانوع، إنّ ضربات المقاومة الموحّدة “جزء من عملية الردّ على المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني، وتأتي في إطار دفاعها عن شعبنا الفلسطيني”.
يأتي ذلك ردًّا على العدوان الذي يشنّه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ورفح جنوبي القطاع، منذ فجر أمس الثلاثاء، بحيث استُشهد من جرّاء الغارات الإسرائيلية 13 فلسطينيًا، بينهم ثلاثة قادة من حركة الجهاد الإسلامي مع نسائهم وأطفالهم.
وحول التصعيد الإسرائيلي في غزة، قال الباحث السياسي المتخصّص في العلاقات الدوليّة حسام مطر حول، عبر حسابه على “تويتر”، إنه قبل هجوم البارحة في غزة كان هناك إجماع في التقديرات الإسرائيلية أن الردع الإسرائيلي قد تضرر بعد عدة هجمات للمقاومة من داخل فلسطين وخارجها وكانت التوصية أنه لا بد من فعل يعيد ترميم الردع دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع حرب واسعة.
ويخشى الصهاينة أن تراجع الردع سيؤدي إلى تشجيع قوى المقاومة على مزيد من الجرأة، وهو ما سيضعهم أمام معضلة القيام بردود قوية ترفع احتمالية التدحرج إلى حرب، ولذا كان التقدير بضرورة محاولة استعادة الردع في مرحلة مبكرة حتى يكون من الممكن السيطرة على ردود الأفعال. بحسب مطر الذي أشار إلى أن الهدف الأساسي للعدو ضرب مفهوم وحدة الساحات ومنعه من الاكتمال لأنه سيعني أن العدو سيصبح مقيدًا في أنشطته للتعامل مع المقاومة في الضفة والقدس وغزة خوفًا من مساندة الساحات الأخرى، لافتاً إلى أن الأنشطة التي تخطت الردع حصلت من حماس في غزة ومن المقاومة في لبنان ومن سوريا.
لكن العدو اختار توجيه ضربة لحركة الجهاد، بزعم أنها مسؤولة عن أنشطة في الضفة وعن إطلاق الصواريخ مؤخرًا بعد استشهاد الأسير الشيخ خضر عدنان. وأوضح مطر أن اختيار الجهاد يرتبط بسعي العدو لتقليل فرص تدحرج المواجهة، ولأنه يسعى إلى سحق الجهاد باعتبارها أقدر على المبادرة نظراً لوجودها خارج الأطر السلطوية.
وقال إن قادة العدو قلقون من التطورات الإقليمية والتكامل المتزايد بين قوى المقاومة والمراوحة في التفاوض النووي مع إيران. فالضربة الغادرة، عدا عن هدفها بإضعاف الجهاد، هي رسالة مباشرة لردع حماس وحزب الله، مشيراً إلى أن المطلوب من العملية كسر إرادة القتال وشطب كفاءات قيادية وإعاقة جهود بناء القوة.
أما التصعيد الخطابي والميداني الإسرائيلي حالياً، فهدفه بحسب مطر، التأثير في مستوى رد المقاومة لتجنب التدحرج وكذلك الاستعداد لأسوأ الاحتمالات. وإنْ كان الهدف ضرب وحدة الساحات ووحدة الفصائل وإضعاف الجهاد وإحباط المقاومة في الضفة، فإنّّ تقييم نتائج الجولة يقاس وفق هذه المعايير.
ورأى مطر أن التوازن بين محور المقاومة وكيان العدو شديد الدقة وحرج ولا يمكن لأي من الطرفين القيام بخطوات كبيرة، بل ما يجري أن كل طرف يقضم بالتدريج من قوة وردع الطرف المقابل، مشيرًا إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت سلسلة من النجاحات لقوى المقاومة، ولكن العدو لم يفقد المبادرة وقدراته هائلة.
وقال إن محور المقاومة يراهن على تزخيم بناء القوة وتقليص خيارات العدو وتحفيز المواجهة داخل الضفة والقدس والاستفادة من المناخات الاقليمية التي تتيح للمحور توفير مزيد من الموارد للصراع مع الصهاينة، إضافة إلى متغيرات الوضع الدولي. فالمحور استعاد توازنه، ومؤخراً يستعيد المبادرة في فلسطين.
وأضاف أن توازنات القوة ومعادلات الردع ليست واحدة في كل الساحات، ولذا يحاول العدو الضرب في الساحات الرخوة ويحاول محور المقاومة تشبيك الساحات لسد الثغرات، لافتًا إلى أنها مواجهة متواصلة بالنقاط، الرهان فيها على العمل والثبات والتعلّم والتطوّر والتحمّل والاستفادة من التحوّلات الإقليمية والدولية.
وبالتقييم العام لوضعية المقاومة داخل فلسطين، فهي في أفضل أحوالها على الإطلاق بالمقارنة مع المراحل السابقة، لكن هذا لا ينفي وجود تحديات ومخاطر وأثمان، فالمواجهة هي مع كيان مدجّج ومدعوم بشكل كبير، وستتكرر الجولات بنتائج متفاوتة، ولذا فإنّ المسار العام التراكمي سيوضح مَن الأكثر نجاحًا، بحسب ما خَلُص إليه الباحث المتخصّص في العلاقات الدولي حسام مطر.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.