ما هي منظمة فاغنر؟

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

Wagner Group، المعروفة أيضًا باسم ChVK Wagner أو Vagner هي شركة عسكرية روسية خاصة مسجلة في هونغ كونغ.

مجموعة فاغنر، هي شركة عسكرية خاصة تعهد إليها مهام عسكرية لتحقيق السياسة الخارجية الروسية.
أسس فاغنر رجل الأعمال اليهودي الروسي يفغيني بريغوجين (طاه بوتين) بمساعدة المقدم الروسي السابق ديمتري أوتكين (صاحب الفكرة)، وهو مقدم روسي سابق، يعمل في القوات الخاصة سبيتسناز.

أجرت فاغنر عمليات عسكرية في أوكرانيا وسوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى والسودان.

تشمل القدرات القتالية التكتيكية لفاغنر: المشاة والمدفعية الثقيلة والدفاع الجوي والدبابات المدرعة والاستشارات التدريبية والاستخبارات.

تدير المنظمة حربًا هجينة وبالوكالة وتستخدم لتأمين البنية التحتية عالية القيمة المركزية للسياسة الخارجية الروسية.
تتمتع المنظمة بميزة التحكم في تدفق المعلومات التشغيلية، هذا يتيح للأنشطة أن تمر دون أن يلاحظها أحد، وتجنبها الرأي العام السلبي. في تنفيذ العقيدة الاستراتيجية العسكرية الروسية. يعتبر جهد منظمة فاغنر محوريًا في جهود روسيا لإبراز القوة والنفوذ في مناطق التحالف في الحقبة السوفيتية السابقة وتأمين فرص جديدة تحقق أجندة روسيا الخارجية.

ماذا تفعل فاغنر؟
فاغنر هي شركة عسكرية خاصة تستخدمها روسيا للاستعانة بمصادر خارجية وتنفيذ المهام العسكرية:
1.الحرب بالوكالة
2.الحرب الهجينة
3.ضم أوكرانيا
4.مساعدات أمنية واستشارية للحكومة السورية.
5.محاربة المتمردين السوريين
6.محاربة داعش في سوريا
7.الاستيلاء على حقول النفط والغاز السورية التي يحتلها المتمردون وداعش وتأمينها
8.أدوار استشارية وتدريبية في السودان وجنوب ووسط أفريقيا

ما هي قدرات فاغنر التكتيكية؟
تشمل القدرات القتالية ما يلي:
1.المشاة
2.المدفعية الثقيلة
3.الدفاع الجوي
4.الدبابات المدرعة
5.أدوار استشارية تدريبية
6.المخابرات والاستخبارات المضادة

أين عملت فاغنر؟
1.أوكرانيا والقرم
2.ليبيا
3.سوريا
4.جمهورية إفريقيا الوسطى (CAR)
5.السودان

أطماع مادية ودوافع أيديولوجية
يشكل الحافز المادي العامل الأساس الذي يدفع بجنودٍ معظمهم كان في السجن إلى القتال في أي مكان حيث يرتفع العائد الشهري للجندي المرتزق في فاغنر حسب طبيعة المهمة وبُعدها عن الوطن أو قربها، ففي حين يقترب الراتب للجندي الواحد المقاتل في روسيا أو أوكرانيا إلى 2500 دولار فراتب الجندي العامل في أفريقيا (السودان ليبيا) يقارب الـ 3700 دولار، وقد تحدثت بعض عائلات القتلى من هذه الشركة عن الدوافع المادية للقتال في صفوف القوات الأجنبية في كثير من المرات.

إلى جانب العامل المادي، تلعب المحفزات الأيديولوجية دورًا في تجنيد المقاتلين لصالح فاغنر؛ فالمجتمع الروسي أصبح “عسكريًا أكثر” خلال السنوات القليلة الماضية، بالتزامن مع المبادرات الحكومية التي تهدف إلى تجنيد الروس من أعمار صغيرة، تشجع موسكو التجنيد في الميليشيات القومية، تحت مسميات “الحشد الوطني”. وتستفيد فاغنر، برواتبها العالية ومغامراتها الدولية، من شيوع هذا النمط في المجتمع الروسي. أحد قادة الشركة قال ذات يوم: “حتى لو كنت تقاتل على بعد 10 آلاف كيلو متر عن بلادك، لا تزال تقاتل من أجل وطنك”.

ويتألف جيش فاغنر من ثلاثة أنواع من المقاتلين:
1.جنود روس سابقين
2.عناصر القوات الخاصة الروسية السابقين
3.سجناء سابقين يوقعون على عقود للقتال 6 أشهر لقاء حريتهم وغالباً ما يكونون من أصحاب الاحكام العالية
4.جنود مدمجين ووحدات مستقلة من: القوزاق والصرب والشيشان والإنجوش

كم عدد الجنود المتعاقدين في فاغنر؟
فاغنر هي منظمة مرنة تتغير وفقًا للاحتياجات التشغيلية، الأرقام الدقيقة غير معروفة ويصعب التحقق منها.

أوكرانيا
حوالي 2000-5000 من مرتزقة فاغنر خدموا في أوكرانيا تم تحديد ما يقرب من 1570 عضوًا من أعضاء فاغنر الذين خدموا في أوكرانيا من قبل SBU (خدمة الأمن في أوكرانيا) إلا أن العدد رفع بداية الخريف الماضي إلى 20 ألفاً جندوا من أجل احتلال مدينة باخموت الاستراتيجية.

سوريا
حصلت Fontanka، وهي وكالة إخبارية روسية، على وثائق فاغنر التي تشير إلى أنه تم نشر 3000 مقاتل في سوريا مع 1500 في أكبر فرقة.

جمهورية افريقيا الوسطى
تم إرسال خمسة مدربين عسكريين و170 مدنيًا من روسيا لتدريب أفراد خدمة جمهورية إفريقيا الوسطى (فريق استخبارات الصراع 2018.

السودان
هناك متعاقدون عسكريون روس خاصون يقومون بتدريب الجنود السودانيين بنشاط
أرقام المقاتلين غير معروفة إلا أن مهمتهم الأساسية هي حماية مناجم الذهب التي تستثمرها روسيا في مناطق نفوذ حميدتي ومعظمها في دارفور.

تجنيد السجناء
ازداد وجود ونفوذ فاغنر مع تعثر خطط الغزو الروسي ومعاناة موسكو من نكسات متتالية.

ففي آذار الماضي، كان يُعتقد أن فاغنر أرسلت قوة أولية إلى أوكرانيا تزيد قليلاً عن 1000 مقاتل. لكن هذا العدد ارتفع الآن إلى أكثر من 20 ألفا، أي حوالى 10 في المئة من إجمالي القوات الروسية على الأرض.

ويرتبط تضخم أعداد مقاتلي فاغنر بتجنيدها المستهدف للمدانين في السجون الروسية. وحسب تقديرات المصادر العلنية تشير إلى أن عدد المدانين في السجون الروسية قد انخفض بأكثر من 23000، في الشهرين السابقين على تشرين الثاني 2022 – وهي الفترة التي تم فيها التجنيد.

ويُعتقد أن العديد من المدانين انضموا إلى فاغنر، على الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة. وفي المقابل، قيل لهم إنهم سيتقاضون رواتبهم وتخفف عقوباتهم بعد ستة أشهر من الخدمة في الخطوط الأمامية.
عكس هذا الرفع للقوات في فاغنر تحولا من الجودة إلى الكمية. في الماضي، كان يعتقد أن فاغنر تجند العسكريين السابقين ذوي الخبرة الفائقة، بمن فيهم أفراد من الاستخبارات العسكرية الروسية والقوات الخاصة.

وكان القائد الميداني لمجموعة فاغنر، المقدم دميتري أوتكين، ضابطا في العمليات الخاصة بالاستخبارات العسكرية الروسية، لكن التطورات التي صاحبت العملية الخاصة الروسية بخصوص طبيعة التحول في قوة فاغنر الآن تؤكد أنها أصبحت “بعيدة كل البعد عن كونها قوات نخبة”.

وفي الأشهر الأخيرة، لعبت فاغنر دورًا بارزًا في الهجوم على باخموت في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا ورغم الخيبات التي لم تسمح باحتلال المدينة إلا بعد 7 أشهر إلا أن قائدها بريغوجين استغل انتصاره في باخموت ليمهد لحركته شبه الانقلابية الآن.
وسلط تقييم استخباراتي عسكري حديث الضوء على تكتيكات فاغنر، وقال إنها كانت تستخدم أعدادًا كبيرة من المدانين ذوي التدريب السيء، الذين يمكن التضحية بهم. وقال إنه في الغالب يتم إعطاؤهم هدفًا محددًا – مثل مهاجمة مبنى – دون السماح لهم بالانحراف عن الخطة.

وأكد التقييم إن أولئك الذين انحرفوا كانوا على الأرجح مهددين بالإعدام الميداني.

إن العنف العشوائي غير المبرر هو السمة المميزة للمجموعة. ونشرت فاغنر أخيرا مقطع فيديو لأحد أعضائها وهو يُضرب بهراوة حتى الموت، بسبب هروبه المزعوم من المعركة.
وما يؤكد التغيير المهم الآخر في نهج فاغنر، هو سعيها حاليا بنشاط للدعاية والترويج لعلامتها التجارية.

ففي تموز2022، أطلقت فاغنر قناتها الخاصة على منصة التواصل الاجتماعي تليغرام.

وفي أيلول، افتتحت مقرًا جديدًا فخمًا في مدينة سان بطرسبرغ، أطلق عليه اسم “مقر فاغنر بي إم سي”. وقالت إنه كان من أجل “توليد أفكار جديدة من أجل زيادة القدرات الدفاعية لروسيا، بما في ذلك مجال المعلومات”.

ولم يعترف كبار المسؤولين في الكرملين، بمن فيهم الرئيس بوتين، بعلاقة الشركة مع الدولة الروسية.
إلا أنه من شبه المؤكد أن قوات فاغنر انتشرت في أوكرانيا بموافقة كبار المسؤولين.
ويقع مركز تدريب فاغنر الأساسي داخل منشأة عسكرية روسية في منطقة مولكين، على بعد 300 كيلومتر شرق شبه جزيرة القرم.
وحتى الآن، ليس هناك دليل واضح على أن جيش فاغنر، الذي يحارب بالوكالة عن روسيا، أفضل من قوات المسلحة النظامية.

ما هي أهداف فاغنر نيابة عن روسيا؟
أهداف استراتيجية
1.النفوذ الروسي والقوة الاقتصادية
2.ضم أجزاء من أوكرانيا وإقامة نظام حليف فيها

أهداف تجارية
1.النفط والغاز في سوريا
2.التعدين في جمهورية أفريقيا الوسطى
3.تعدين الذهب والمواد المستخدمة في صناعة الطاقة الذرية في السودان
4.حروب بالوكالة مع الولايات المتحدة الأمريكية
5.التأثير في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية

من هم اللاعبون الكبار في فاغنر؟
يفغيني بريغوجين
ينحدر من مدنية «لنينجراد»، سان بطرسبرج حاليًا، نفس مسقط رأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وُلد عام 1961 وتخرج عام 1977. بعد 4 سنواتٍ من التخرج تم القبض على «يفغيني بريغوجين» بتهم السرقة والاحتيال وتسهيل دعارة القاصرات، وحُكم عليه بالسجن 12 عامًا. قضى 9 سنوات في السجن ثم أُطلق سراحه. خرج من السجن تائبًا عن السرقة عازمًا على العمل الشريف، ثم قاده العمل الشريف إلى احتراف القتل. بدأ بائعًا متجولًا لبيع سندويتشات «هوت دوغ»، أو النقانق. توسَّع المشروع ليصبح مطعمًا راقيًا ثم مطعمًا عائمًا على سفينة فاخرة.
في 2001 اتخذت حياته المنعطف الأغرب والأهم، إذ توقف زائران مهمان لتناول الطعام في السفينة، فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، و«يوشيرو موري» رئيس الوزراء الياباني آنذاك. في العام نفسه زاره بوتين مرةً أخرى برفقة الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك. بعد تلك الزيارة نال بريغوجين امتياز توصيل الطعام إلى حفلات الكرملين الرسمية. وفي 2003 نال ترقيةً بتقديم الطعام في عيد ميلاد بوتين الذي أقيم على متن سفينة بريغوجين فصار من فوره «طبَّاخ بوتين». بعد هذا اللقب تمكن من الحصول على عقود توريد الأطعمة للمدارس الروسية ثم الجيش بالكامل. فأصبحت السفينة يختًا فاخرًا، وصار يتجول بالهليكوبتر بدلًا من السيارة، وسكن قصرًا شاهقًا في بطرسبرغ بدلًا من منزله القديم.

قصةٌ تبدو مثاليةً أكثر من اللازم، رجل فقير خدمته الصدفة ليصير من أثرياء بلده. لكن القصة الواقعية لها بُعد آخر خفي، طباخ بوتين هو مهندس للعديد من عمليات بوتين العسكرية. يلجأ إليه بوتين في تنفيذ المهام التي لا ينبغي ذكرها في السجلات الرسمية للجيش الروسي. كما أنه ينفذ المهام التي لا يمكن تنفيذها بالقوة العسكرية، مثل التأثير على أصوات الناخبين.
دراسات استقصائية عدة، روسية وأمريكية، تتحدث عن ارتباط بريغوجين بأكثر من 12 موقعًا إخباريًا. بما في ذلك «وكالة بحوث الإنترنت» التي اتهمها روبرت مولر بالتدخل في الانتخابات الأمريكية لصالح الرئيس الحالي دونالد ترامب. مولر وجه الاتهام صراحةً إلى 12 عضوًا من أعضاء تلك الوكالة، وعلى رأسهم بريغوجين. إذ يقول مولر بأن الوكالة عُنيت بإنشاء آلاف من الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي لزرع الشقاق بين الناخبين الأمريكيين وترجيح كفة ترامب.
وكالة بحوث الإنترنت كانت تابعة في البداية لـ «وكالة الأنباء الفيدرالية» التابعة هي الأخرى لبريغوجين. لكن انفصلا وانتقل مقر وكالة بحوث الإنترنت إلى شمال بطرسبرغ. أما الوكالة الفيدرالية فبقيت مسيطرةً على 15 موقعًا إخباريًا خاصًا ينجحون في استقطاب 30 مليون زائر شهريًا، متفوقةً على كل الوكالات الرسمية الأخرى في عدد الزوار ونسبة التأثير. كما أنها تمنح موظفيها رواتب أعلى من أي مؤسسة إعلامية حكومية معارضة أو مؤيدة. وتُقدر ميزانية تلك الإمبراطورية بـ 5 ملايين دولار سنويًا.

هذه الإمبراطورية الإعلامية منهجها شديد الوضوح والبساطة، ما يقوله بوتين صحيح، وما يفعله هو الصواب. تنشر تلك الوكالات يوميًا أنباءً ومقالاتٍ عن تحسن الأوضاع المعيشية للمواطن الروسي، وانتقادات واسعة للعالم الغربي، بجانب التركيز على نشاطات وإنجازات الرئيس الروسي. وما يمنح وكالات بريغوجين اهتمامًا عالميًا أنها تنقل تقارير حصرية من كل الجبهات التي تقاتل فيها روسيا، مثل أوكرانيا وسوريا.
بريغوجين مرتبط بشركات:
1- Evro Polis
2- Wagner
3- Concord Management and Consulting
4- Concord Catering القابضة
5- شركات الإنترنت في سانت بطرسبرغ التي تؤثر على الرأي العام

ديمتري أوتكين
مؤسس مجموعة فاغنر هو المقدم السابق، عامل القوات الخاصة سبيتسناز الذي أكمل خدمته العسكرية في عام 2013 مع مفرزة سبيتسناز المستقلة رقم 700 من اللواء المستقل الثاني للاستخبارات العسكرية GRU. عمل أوتكين في مجموعة موران للأمن والسلاف. (المترجم، 2016) (نيويورك تايمز، 2017)
لماذا تهتم فاغنر بالتحكم في معلومات
فاجنر جزء من استراتيجية روسية أوسع للتحكم في المعلومات وأمن العمليات. النشاط العسكري الروسي أسهل في الاختباء مع الشركات العسكرية الخاصة مقارنة بالقوات الروسية النظامية. يوقع أحد موظفي فاغنر على اتفاقية عدم إفشاء لمدة 10 سنوات ويسلم الهواتف المحمولة الشخصية والأجهزة التقنية الأخرى عند التشغيل، هذا يقلل بشكل كبير من تسرب المعلومات. أفراد الأسرة ملزمون بالمثل بعدم الإفصاح، من أجل الحصول على مدفوعات التأمين على الحياة إذا قتل الجندي أثناء العمليات. تساعد هذه العوامل فاغنر في إخفاء المعلومات حول العمليات.

إبقاء القدرات العسكرية الروسية سرية
يساعد فاغنر في حرمان العالم الخارجي من المعلومات عن القدرات العسكرية الروسية. يتم الحفاظ على السرية لأن العديد من المقاتلين في المجموعة لا يعرفون حتى الأسماء الأولى، ناهيك عن ألقاب رفاقهم في فصيلتهم، “الفضول غير مرحب به”.
عندما يُقتل المرتزقة في الخارج في أعمال قتالية، فإن ذلك لا يلفت الانتباه كثيرًا. عامة الناس أقل تعاطفًا مع مقتل جندي يقاتل كمرتزق من أجل شيك أجر. يلفت الجنود الروس الذين قتلوا في دول أجنبية الانتباه إلى العمليات التي لا تهتم الحكومة بأن يعرفها الجمهور. المقاتلون مجهولون إلى حد ما ويمكن استخدامهم في مهام أكثر خطورة.

وفقًا لمارك جالوتي، كبير الباحثين في معهد العلاقات الدولية في براغ، “الشعب الروسي ليس متحمسًا جدًا لفكرة الإمبراطورية التي ستشرك أولادهم في العودة إلى الوطن في أكياس الجثث. من الواضح أن هناك نقص في الحماس لهذا الصراع”.

“من خلال امتلاك هذه الشركة العسكرية فاغنر، يمكن أن يكون لديهم قوة يمكنهم نشرها بالفعل… ولكن عندما يموت الناس، لا يجب الإعلان عن ذلك”.

فاغنر هو نموذج اقتصادي وأيديولوجي مستدام
تبرز روسيا باستراتيجية سياسة خارجية حازمة. تنشر روسيا متعاقدين في مناطق النفوذ السوفياتي السابق وتتطلع لاستغلال الفرص الاقتصادية الجديدة الموجودة في أماكن أخرى. فاغنر قادر على تأمين أنظمة فاشلة مثل الحكومة السورية مقابل شراكات اقتصادية مربحة. الامثله تشمل؛ 25% من أرباح الإنتاج لحقول النفط والغاز بضمان Wagner & Evro Polis في سوريا، وفرص التعدين والطاقة الذرية في جمهورية إفريقيا الوسطى والسودان مقابل التدريب العسكري والمساعدة الاستشارية. يوفر فاغنر قيمة مضافة للأيديولوجية الروسية من خلال الحرب بالوكالة كأداة جيوسياسية. سوف تستمر الشركة العسكرية الخاصة التي تولّد الدخل وتحقق الأجندة الروسية كأداة للسياسة التكتيكية والاستراتيجية.

يعود الفرق الأساسي بين مجموعة “فاغنر” والشركات العسكرية الخاصة التقليدية إلى كون الأولى شاركت في عمليات مسلحة مختلفة -في سوريا وليبيا على الخصوص – في حين لم تقم الأخيرة بأي نشاطات قتالية. يبدو هكذا أن مجموعة “فاغنر” تلعب دور المكمل البديل الذي يسمح لموسكو بالمشاركة في عمليات عسكرية بدون الحاجة للزج بقواتها العسكرية النظامية وبالتالي بدون أن تكون مضطرة لتبرير تورطها. هذه الطريقة في العمل المسماة بالإنكار المقبول (plausible deniability) إستعملت بصفة متكررة في مختلف العمليات المسلحة التي تورط فيها الاتحاد الروسي.

“الرجال الخضر الصغار”
تعد عملية ضم شبه جزيرة القرم مثالا للإنكار المقبول، حيث تكفل بالعمليات التي أدت إلى هذا المسار “الرجال الخضر الصغار”، وهم أولئك الجنود الذين لا تدل أي علامة على انتمائهم والذي كان بوتين يؤكد على أنهم عناصر من “قوى الدفاع الذاتي المحلي” ويمكن أن تجد بدلاتهم في أي متجر للفائض العسكري. وقد كانوا في الواقع أعضاء من وحدات النخبة للقوات المسلحة الروسية وعلى الخصوص من القوات الخاصة لمديرية المخابرات الروسية ومن القيادة السرية جدا للعمليات الخاصة التي تم إنشاؤها في 2013. وستلعب هذه الأخيرة في ما بعد دورًا حاسمًا في العمليات العسكرية الروسية في سوريا.

النزاع المسلح في “الدونباس” منذ ربيع 2014 مثال آخر عن هذا “الإنكار المقبول”، إذا كان معظم المقاتلين الانفصاليين البالغ عددهم 35 ألفاً، مواطنين أوكرانيين بالفعل، تم تكوينهم وتأطيرهم وتدريبهم من طرف 3000 رجل من عناصر القوات المسلحة والمخابرات الروسية.

“الفيلق السلافي” في سوريا
في العام 2013 شارك “الفيلق السلافي” – وهو فرع مسجل بهونغ كونغ لمجموعة موران للأمن، تلك الشركة الروسية العسكرية الخاصة – لأول مرة في عمليات عسكرية في إطار النزاع السوري. تم إرسال ما يقارب 270 عنصرا من “الفيلق السلافي” المجندين أصلا لمراقبة حقول النفط لحساب النظام السوري في منطقة دير الزور في شهر تشرين الأول، لدعم مجموعات موالية للحكومة في مدينة السخنة بريف حمص، كانت تتعرض لهجوم المتمردين. ومنيت هذه المغامرة بإخفاق ذريع حيث هلك كثير من أعضاء “الفيلق السلافي” في هذه العملية. وعند عودتهم، تم اعتقال اثنين من قادة الفيلق – هما فاديم غوساف ويبغينيج سيدوروف – من طرف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي. وتم الحكم عليهم في تشرين الأول 2014 بعدة سنوات من السجن بتهمة الارتزاق، وكانت تلك المرة الأولى التي ينطق فيها بمثل هذا الحكم في روسي، وهذا ما يؤكده أوليغ كرينيتيسين، مدير مجموعة “آر – إس – بي”، وهي أهم شركة عسكرية روسية خاصة، إذ صرح في حوار مع “فونتاكا” في تشرين الثاني 2013 بأن متاعب الفيلق السلافي في سوريا تعود إلى تهور مطلق ومبادرة خاصة دون استشارة السلطات الروسية.

معارك تدمر.. و”فاغنر”
تشكلت “فاغنر” إلى جانب الانفصاليين الموالين لروسيا في دونباس، وتم ذلك حول شخصية دميتري يتكين، عقيد الاحتياط في مديرية المخابرات الرئيسية الروسية الذي شارك في مغامرة الفيلق السلافي. وصلت “فاغنر” إلى الساحة السورية في 2016، وهي الفترة التي تتوافق مع إحكام قبضة يفغيني بريغوجين عليها. وبرزت المجموعة بمشاركتها من خلال مئات من عناصرها في معركتين لاسترجاع تدمر في آذار 2016 وآذار 2017، وذلك بتلاحم وثيق مع القوات المسلحة الروسية والطيران ووحدات قيادة العمليات الخاصة. ووفرت “فاغنر” حضورًا قويًا على الأرض كانت القيادة العسكرية الروسية في سوريا تفتقر إليه، لأن التدخل الروسي كان جويا في الأساس منذ البداية.

بما أن روسيا تتبنى كليا تدخلها في سوريا الذي تم في إطار اتفاقية التعاون العسكري الموقعة سنة 1980 بين موسكو ودمشق، فإن اللجوء إلى فاغنر في معركة تدمر لا يدخل في إطار مبدأ “الإنكار المقبول”. لم تكن موسكو تهدف إلى إخفاء تدخلها باللجوء إلى “فاغنر” خلال معركتي تدمر، بل كانت الغاية تفادي اللجوء إلى عناصر القوات المسلحة النظامية والذين يصعب تبرير مقتلهم لدى المواطنين الروس. اللجوء إلى “فاغنر” يدخل إذن في هذه الحالة ضمن تحديات عملياتية بالنسبة للقيادة الروسية. العملية الأخرى التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة وشاركت فيها “فاغنر” هي محاولة استرجاع حقول النفط التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في منطقة دير الزور لحساب دمشق في شباط 2018. ومنيت هذه العملية بالفشل وقُتل فيها العشرات من عناصر “فاغنر”.

في هذه الحالة، لا يعود اللجوء لهذه المجموعة إلى رهانات عملياتية بالنسبة لموسكو بل إلى منطق تعاقدي بين فاغنر وفاعل محلي، أي بناء على عقد تم بين المؤسسة العامة للنفط، وهي شركة عمومية سورية تتكفل باستغلال البترول والغاز من جهة، و”إيفرو بوليس” إحدى الشركات التي يمتلكها يفغيني بريغوجين. بموجب هذا العقد، كان من المفروض أن تتحصل الشركة الروسية على 25% من عائدات المحروقات مقابل حمايتها. ويبدو من نتيجة العملية أنها لم تتم بالتنسيق الوطيد مع القيادة العسكرية الروسية في سوريا، ما يطرح مسألة درجة السيطرة الحقيقية لقيادة الأركان الروسية – وفي آخر المطاف للحكومة الروسية – على “فاغنر”.

بتشابك المصالح الخاصة لبريغوجين، وأحيانا وليس دائما مع الأهداف العملياتية أو الدبلوماسية لموسكو، ولكن يجب اعتبارها وسيلة تسهل بعض الفرص في ميدان ما وليست أداة جديدة لاستراتيجية كبيرة.

المشاركة في ليبيا
جاء وصول بريغوجين وهياكله إلى ليبيا في أعقاب لقاء نظم بموسكو في تشرين الثاني 2018، بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ووفد من كبار المسؤولين العسكريين الليبيين بقيادة الجنرال خليفة حفتر. وقد شارك بريغوجين في هذا اللقاء. ولكي نفهم وصوله إلى المسرح الليبي يجب التذكير أولا بأن دور موسكو في هذا الملف محدود جدًا مقارنة بالجبهة السورية. فعلى عكس ما حصل في سوريا، ليس هناك وجود عسكري روسي كبير في ليبيا. فاستثمار موسكو في حل الأزمة الليبية يرتكز أساسًا على تنفيذ دبلوماسية موازية عبر القناة الشيشانية أو من خلال رجل الأعمال ليف دينغوف، رئيس مجموعة الاتصال الروسية حول ليبيا ورئيس غرفة التجارة الروسية الليبية التي أنشئت عام 2017. وإذا كانت موسكو تدعم رسميا على السواء حكومة فايز السراج في طرابلس والمشير حفتر، فإن هذا الأخير يحظى بتفضيل من الكرملين، وهو دعم آخر يحظى به رجل طبرق القوي إلى جانب مساندين آخرين، وفي المقدمة مصر والمملكة العربية السعودية.

شارك مقاتلو “فاغنر” في الهجمات التي شنها المشير حفتر في ربيع وخريف 2019 في محاولة الاستيلاء على طرابلس كما أظهرت ذلك تحاليل فريق “كونفليكت انتلجنس تايم” التابع لمجموعة من المدونين الروس، وهو فريق أُنشئ أصلًا في 2014 لتوثيق وإدانة التدخل العسكري الروسي في الدونباس. هناك اختلاف في تقدير عدد عناصر “فاغنر” الذين شاركوا إلى جانب الجيش الوطني لحفتر. تتكلم الصحافة الاستقصائية الروسية عن بعض مئات من المقاتلين في حين ندد الرئيس التركي في كانون الأول 2019 بوجود 2000 مرتزق روسي. ويبدو أن الحقيقة أقرب إلى التقدير الأول. ومهما يكن فإن وجود المقاتلين الروس في ليبيا – والمعترف به ضمنا من طرف فلادمير بوتين عندما صرح في يناير/كانون الثاني الماضي بأنه “إذا كان هناك مواطنون روس موجودين فإنهم لا يمثلون مصالح الدولة الروسية ولا يتلقون أموالا من الدولة الروسية”- لم يكن ولن يكون ممكنًا أن يكون له دور حاسم في مشروع المشير حفتر.

الشرخ في أوكرانيا الذي أدى إلى تمرد بريغوجين.
اخذت منظمة فاغنر على عاتقها قسماً من العمل في مدينة باخموت الاستراتيجية وانقسم العمل في المدينة على قوات منظمة فاغنر والشرطة العسكرية الروسية والقوات الخاصة المعروفة بسبيتناز وقد عانت الجهات الثلاثة من مقاومة شرسة من الاوكرانيين كما عانت من سوء التنسيق بسبب عدم رغبة بريغوجين بالتعامل مع القوات العسكرية الرسمية باعتبار قواته وعناصره أكفأ وأشجع من من الجنود الروس ويجب أن يخضعوا لأمرته واعتبر نفسه بعد احتلال 70% من مدينة باخموت حاكمها العسكري.

في الوقت الذي كانت تدور فيه المعارك في مدينة باخموت الأوكرانية، إلا أن معارك سياسية أخرى تدور في موسكو محورها عودة (اللوبي اليهودي والاوليغرشيين) إلى الشراكة الفعلية في السلطة التي أبعدوا عنها على مرحلتين الأولى عندما نجح بوتين في تفكيك شبكاتهم وعزلهم وإبعاد تأثيرهم عن معظم أنحاء روسيا الاتحادية والضربة الثانية أتت من الحظر الغربي الذي وضع يده على معظم الأموال المنقولة وغير المنقولة التي هربتها تلك الجماعات إلى خارج روسيا وبدا أنه على أجنحة إنجازات بريغوجين وربما بالتواطؤ معه أصبحت هذه المجموعات معنية بل صانعة لما يجري في العاصمة ذاتها حيث أن اللوبي اليهودي الروسي وجماعة رجال الاعمال (الذين يطلق عليهم في روسيا لقب الاوليغارشيين واللذين أثروا على حساب علاقتهم بالسلطة السياسية والجيش في السنوات الثلاثين الماصية وبنوا امبراطوريات مالية واقتصادية داخل وخارج روسيا والذين أستهدفت العقوبات الغربية معظم أصولهم الخارجية) عادوا يطالبون بثمنين لمواقفهما إلى جانب الدولة الروسية بعد أزمتها مع الغرب التي تسببت بها العملية الخاصة في اوكرانيا الثمن الاول (دور فعال في مؤسسة صنع القرار الروسي)، الثمن الثاني (الامساك بمفاصل في المؤسسة العسكرية الروسية).

وفي هذا السياق بدأت تصريحات زعيم مجموعة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجين تتكرر خلال الأسابيع الماضية بشكل متصاعد وكان آخرها تحذيراته من ثورة محتملة مماثلة لتلك التي حصلت في 1917، ما لم تتعامل النخبة مع الحرب بجدية.

وقال بريغوجين في مناسبة تسليم بعض المواقع في باخموت للجيش الروسي في تسجيل مصور: “نسحب الوحدات من باخموت.. معظم الوحدات ستعيد تمركزها في معسكرات في المؤخرة، نسلم مواقعنا للجيش”، مشيرا إلى أن قواته ستكون مستعدة للعودة إلى باخموت إذا لم يستطع الجيش النظامي السيطرة على الوضع.

وكشفت معركة باخموت عن شقاق بين القوات المسلحة النظامية الروسية ومجموعة فاغنر التي يبث رئيسها رسائل صوتية ومرئية يومية تسخر من الجنرالات العسكريين في موسكو.
وأكد في رسائله خلال الأيام الماضية “إذا لم تكن قوات وزارة الدفاع كافية، فعندئذ لدينا الآلاف من الجنرالات، نحتاج فقط إلى تشكيل كتيبة من الجنرالات، أعطوهم جميعا أسلحة وسيكون كل شيء على ما يرام”.

الباحثة السياسية في معهد واشنطن المتخصصة بالشأن الروسي والأوكراني، آنا بورشفسكايا، قالت إن “مجموعة فاغنر استطاعت أن تحدد لنفسها أهمية في الحرب الأوكرانية، فمنذ بداية الحرب، كان الجيش الروسي هو من يقوم بكسب الأراضي، ولكن بعد بضعة أشهر أصبحت فاغنر الأكثر نشاطًا في تحقيق الانتصارات لموسكو”.

وأوضحت أنه خلال فترات معينة “استخدم الجيش الروسي مجموعة فاغنر كرأس حربة لكسب الأراضي، ولكن انسحابه لا يعني أن الجيش الروسي لن يكون قادرا على الضغط والاستمرار في الحرب”.

الباحث السياسي الروسي المقيم في موسكو، أندريه أنتيكوف، قال إنه “لا توجد مؤشرات بأن مجموعة فاغنر ستنسحب من العمليات القتالية في أوكرانيا، ولكن ما يحدث أنه سيتم تسليم المناطق المحررة للجيش الروسي”.
الضغط على موسكو
رغم العلاقة السابقة غير السوية بين الصحافة وبريغوجين حيث هدد عام 2017 الصحافيين بمقاضاتهم بتهمة التشهير للربط بينه وبين “فاغنر” وذلك قبل انكشاف دوره كزعيم للمنظمة.
إلا أنه الآن يغازل الصحفيين ذاتهم والأضواء بنشاط، إذ شوهد في شريط فيديو “مسرب” يجند مدانين في سجن روسي، كما موّل فيلماً عن فاغنر في أوكرانيا بعنوان “الأفضل في الجحيم”.
وأزالت أنشطة فاغنر في أوكرانيا حجاب السرية الذي كان في السابق يحيط بالمنظمة. ويعتقد أن بريغوجين يريد أن تكون أوكرانيا “منشوره المُلفت” لنجاح المجموعة، وكذلك وسيلة للترويج لطموحاته كجزء من الدائرة المقربة لبوتين و”منقذًا للوطن الأم”.

لكنهم في الواقع يرون أن فاغنر تواجه نفس التحديات التي يواجهها الجيش الروسي، إذ تعاني من نفس النقص في المعدات وارتفاع معدل الخسائر. وقد تحصل بعض قواتها على رواتب أفضل وتجهيز أفضل من الجندي الروسي العادي، لكن الكثير من عناصرها ليس كذلك. فمقاتلي فاغنر يواجهون على الأرجح ظروفًا قاسية ونقصًا في العتاد في أوكرانيا.

وحتى محاولة بريغوجين الانقلابية قبل أيام كان هناك خط غير واضح بين فاغنر والجيش الروسي الذي لم يكن يثق بفاغنر وأهدافها. وكان من المحتمل أن تظل وزارة الدفاع الروسية متشككة في المجموعة لولا أن المجموعة كشفت عن أهدافها في الـ 72 ساعة الماضية.

وهاجم بريغوجين وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان الروسية، فاليري غيراسيموف، أكثر من مرة، وقال إنه يطلب الانسحاب من المناطق التي احتلتها قواته مبررًا ذلك بـ “نقص الذخيرة” منذ وقت طويل، متهمًا رئاسة الأركان بتزويده فقط بـ 32 في المئة من الذخيرة المطلوبة، منذ أكتوبر الماضي.
ويتهم بريغوجين، منذ أشهر، هيئة الأركان الروسية بعدم إمداد مجموعته بكمية كافية من الذخائر لمنعها من تحقيق انتصار في باخموت يعجز عنه الجيش النظامي.

وتشرح بورشفسكايا أن بريغوجين يضغط في موسكو على الكرملين ووزارة الدفاع الروسية، لأنه يشعر بأن “التحشيد الذي حصل حتى الآن للحرب في أوكرانيا ليس كافيا”، مشيرة إلى أنه ينتمي إلى “القوميين اليمينيين المتطرفين” الذين أرادوا “تعبئة واسعة للحرب، حتى وإن كانت أكثر وحشية”.

وذكرت أنه لا يمكن النظر “للتوترات الحاصلة بين بريغوجين ووزارة الدفاع والكرملين بعيدًا عما يحصل من توتر بين هذه الأطراف والتيار اليميني المتطرف في روسيا”.

وقال بريغوجين إن أوكرانيا تعد لهجوم مضاد يهدف إلى دحر القوات الروسية، إلى حدود ما قبل 2014، عندما ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم. وأضاف أن أوكرانيا ستحاول محاصرة باخموت وشن هجوم في القرم.

وأضاف في مقابلة نُشرت عبر قناته على تطبيق تيلغرام “على الأرجح لن يكون هذا السيناريو في صالح روسيا، لذلك نحن بحاجة للاستعداد لحرب شاقة”.

وقال: “نحن في وضع يمكن أن نخسر فيه روسيا، هذه هي المشكلة الرئيسية… نحن بحاجة إلى فرض أحكام عرفية”.
ولا يرى الباحث أنتيكوف أن تصريحات بريغوجين المتكررة تشكل أي “ضغط على الكرملين”، متوقعًا أن “الجانب الأوكراني يستغل ويروّج مثل هذه التصريحات على أنها انتقادات”.
وأشار بريغوجين إلى أن النخبة الروسية تحمي أبناءها من المشاركة في الحرب، بينما يهلك أبناء عموم الشعب على الجبهة، وهو وضع قال إنه يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في روسيا.
وأكد أنه إذا استمر المواطنون العاديون في استلام جثامين أبنائهم بينما يستمتع أبناء النخبة بأشعة الشمس في رحلات بالخارج، فإن روسيا ستواجه اضطرابات على غرار، ثورة 1917، التي أشعلت حربًا أهلية.

استنتاج
1.بعد سنوات من ظهور مجموعة “فاغنر” في الدونباس وتقويتها على الأرض السورية والليبية والسودانية ومؤخراً الأوكرانية، ما يزال تعريف هذا الكيان محل إشكال، واعتبار المجموعة مجرد شركة عسكرية خاصة يعد اختزالا ولكن في المقابل تصنيفها كأداة جديدة بين يد الكرملين مضلل أيضًا، لأن ذلك يوحي بأن “فاغنر” هيكل منظم ومستديم تكون للسلطة التنفيذية اليد الكاملة عليه، وذلك ليس صحيحاً. تتميز “فاغنر” بتشابك المصالح الخاصة لبريغوجين، وأحيانًا وليس دائمًا مع الأهداف العملياتية أو الدبلوماسية لموسكو، ولكن يجب اعتبارها وسيلة تسهل بعض الفرص في ميدان ما وليست أداة جديدة لاستراتيجية كبيرة.
2.إضافة للجيش الروسي، يمتلك بوتين ترسانة عسكرية تضم عدة قوات شبه عسكرية، ما يمكّنه من استخدامها دون تكبد تكاليف كبيرة ومحاولة التهرب قانونيًا من أي مسؤولية عن ممارساتهم.
3.إن فاغنر واحدة من بين عدة ميليشيات شبه عسكرية روسية أو شركات خاصة تمتلك قوات خاصة، وتعدّ “أداة مفيدة ومهمة” ولكنها قابلة للاستبدال بقوات شبيهة بها، ولكنها لن تشكل بديلًا عن الجيش الروسي.
4.إن “فاغنر” ليست بديلًا للجيش الروسي لبوتين، إذ أن القوات الروسية مؤسسة عسكرية سيادية دستورية، ولكن سيبقى هناك دور هام “لفاغنر” في المعارك والعمليات الحربية، خاصة تلك التي تريد موسكو فيها التحايل على القانون الدولي حتى لا تتم محاسبتهم عليها.

موقع غرب آسيا

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد