كنت على وشك الانتهاء من إعداد مقال عن حي الشجاعية في مدينة غزة، الذي حوّله جيش الاحتلال إلى خراب و “مدينة أشباح”، عندما ورد خبر قيام هذا الجيش، ظهر يوم السبت في 13 تموز/يوليو الجاري، بقصف مخيم النازحين في منطقة المواصي على الشريط الساحلي بين مدينتَي خانيونس ورفح، في مجزرة تُعتبر واحدة من المجازر الفظيعة التي ارتكبها جيش الاحتلال منذ بدء حربه على قطاع غزة.
عن حي الشجاعية
بعد وسم “شمال غزة يموت جوعاً”، الذي انتشر على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، انتشر مؤخراُ على شبكة “إكس” (تويتر سابقاً) وسم “الشجاعية”، وهو حي سكني يقع إلى الشرق من مدينة غزة، تبلغ مساحته حوالي 14305 دونمات، ويقسمه إلى قسمين طريق صلاح الدين الذي يربط شمال قطاع غزة بجنوبه، ويُعتبر من أكثر أحياء المدينة اكتظاظاً بالسكان، إذ قُدّر عدد سكانه، قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بأكثر من 100000 نسمة. ويعود تاريخ هذا الحي، كما يُعتقد، إلى القرن الثالث عشر أي إلى عهد الأيوبيين، بينما يُنسب اسمه إلى القائد شجاع الدين الكردي، الذي استشهد في إحدى المعارك بين الأيوبيين والصليبيين. وتوجد في هذا الحي تلة “المنطار”، أكثر المواقع الاستراتيجية في قطاع غزة، وهو يتميّز بكونه منطقة صناعية وتجارية مهمة، وبوجود بقايا آثار تاريخية عديدة فيه، فضلاً عن عدد كبير من المساجد، من ضمنها مسجد “ابن عثمان” الذي يطلق عليه سكان الحي اسم “الجامع الكبير”، ويعتبر ثاني أكبر المساجد الأثرية في القطاع بعد المسجد “العمري الكبير” الذي يقع في مدينة غزة القديمة[1].
حي الشجاعية هدف مستمر لجيش الاحتلال
منذ بدء الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة، ركّز جيش الاحتلال تركيزاً خاصاً على استهداف حي الشجاعية، الذي شهد، في مطلع كانون الأول/ديسمبر 2023، سلسلة غارات جوية إسرائيلية دمرت تجمعاً سكنياَ يضم نحو 50 بناءً، ثم شهد، في الفترة ما بين 27 حزيران/يونيو الفائت و 10 تموز/يوليو الجاري، هجوماً إسرائيلياً واسعاً، تخلله معارك طاحنة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال.
والواقع، أن هذا الحي، الذي اضطلع بدور بارز خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، أصبح هدفاً رئيسياً للاعتداءات الإسرائيلية وللحروب المتوالية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. ففي 18 شباط/فبراير 2003، خلال أحداث الانتفاضة الثانية، شن جيش الاحتلال هجوماً على الحي بالدبابات والمروحيات أسفر عن استشهاد 13 فلسطينياً وإصابة العشرات. كما قام بهجوم آخر، في 11 شباط/فبراير 2004، تسبب في سقوط 15 شهيداً و44 جريحاً، بينهم عدد من الأطفال[2]. وخلال حرب 2008 و2009، كان الحي هدفاً للغارات الجوية العشوائية ولقذائف الدبابات، إذ بدأ جيش الاحتلال حربه في 27 كانون الأول/ ديسمبر 2008، واستمر فيها حتى 18 كانون الثاني/يناير 2009، مخلفاً وراءه استشهاد أكثر من 1300 فلسطيني وفلسطينية، لقوا حتفهم تحت وابل من القنابل والرصاص والصواريخ، بما في ذلك ذخائر الفوسفور الأبيض. ودمر جيش الاحتلال، خلال تلك الحرب، عدداً كبيراً من الدوائر الحكومية، والمدارس والجامعات والمستشفيات، فضلاً عن بساتين البرتقال والبيوت البلاستيكية المخصصة لزراعة الفراولة والخضروات، وتسبب في دمار وتضرر آلاف المنازل. وينقل الصحافي البريطاني بيتر بومونت، في تحقيق نشره في صحيفة “الجارديان” في 5 تموز/يوليو 2009، عن سكان في هذا الحي قولهم إنهم “بعد مرور ستة أشهر على الحرب، ما زالوا ينتظرون أن يتمكنوا من إعادة بناء منازلهم وحياتهم”. ويحكي حكاية عائلة سناء، التي كانت تعيش في الطابق الخامس لأحد مباني الحي، عندما هاجمت دبابات إسرائيلية، في 3 كانون الثاني/يناير 2009، الحي، وأصابت قذائفها منزل سناء، ما تسبب في استشهاد شقيقيها الأصغر سناً منها، راكان وإبراهيم، والبالغ عمرهما 16 عاماً، ووالدها محمد، وشقيقتها فداء البالغة من العمر 18 عاماً، وزوجة أخيها الأكبر إيمان. وتقول جدة سناء إن أفراد العائلة الذين قُدّر لهم أن يبقوا أحياء، “حملوا موتاهم في بطانيات وأخذوهم إلى منزل قريب، حيث حوصروا وجلسوا مع الجثامين لمدة خمسة أيام”. ويذكر الصحافي أنه سمع عن قصة سناء من الدكتور فضل أبو هين في مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات (استُشهد هذا الأكاديمي والخبير النفسي برصاص قناص إسرائيلي في مدينة خانيونس في 23 كانون الثاني/يناير 2024)، الذي تحدث إليه عن أنواع الصدمات التي عانى منها الأطفال خلال الحرب، وذكر فتاة “رأت معظم أفراد أسرتها يموتون وأمضت أياماً محبوسة مع جثامينهم”. فالتقى الصحافي بسناء في اليوم التالي في منزل عمها الذي كانت تعيش معه، وحاول التحدث معها، لكنها “جلست على سرير في غرفة باردة وخالية في الطابق الأرضي، وبقيت منعزلة خلف جدار حزنها، ولم تتمكن من قول سوى بضع كلمات” كما قال. وقد أجاب أفراد الأسرة الآخرون في الغرفة عن أسئلته، وأضاف: “الأمر الوحيد الذي علمته هو أنها تحب الرسم، لذا اشتريت لها بعض أدوات الرسم، بعد أن ضاعت منها”[3].
وخلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في سنة 2014، التي استمرت من 8 تموز/يوليو إلى 26 آب/أغسطس، وأدت إلى استشهاد 2251 فلسطينياً وفلسطينية، معظمهم من المدنيين، وسقوط المئات من الجرحى والمعاقين، فضلاً عن تدمير نحو 18,000 منزل وتضرر عشرات المستشفيات وسيارات الإسعاف واستشهاد العديد من أفراد الطاقم الطبي، عاد حي الشجاعية ليكون مسرحاً لمجزرة راح ضحيتها أكثر من 75 شهيداً، ومئات المصابين، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك بعد قصف عشوائي استهدف، في 19 تموز/يوليو 2014، منازل في الحي، وتسبب في انتشار أشلاء الشهداء بالشوارع وتحت الركام. وفي 30 من الشهر نفسه، في اليوم الثالث من أيام عيد الفطر، أدى هجوم إسرائيلي واسع جديد على الحي إلى وقوع مجزرة أخرى، يطلق عليها الفلسطينيون اسم “مجزرة سوق الشجاعية الشعبي”، أسفرت عن استشهاد 17 فلسطينياً، بينهم سبعة أطفال وصحافي واثنان من عمال الإنقاذ بالإضافة إلى عامل حماية مدنية. وفي تحقيق نشره موقع “ميدل إيست آي”، في 1 آب/أغسطس 2014، عن الصدمة الدائمة الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية على هذا الحي المكتظ بالسكان خلال حرب سنة 2014، يتذكّر محمد الحرير بوضوح “اللحظة التي تغيّرت فيها حياته”، إذ “كان هذا الفلسطيني البالغ من العمر 47 عاماً يتوضأ لصلاة العصر، وكانت زوجته تحضر الغداء، وسمعا الضحكات المنطلقة من سطح بنايتهم المكوّنة من سبعة طوابق في الشجاعية، حيث كان أطفال الزوجين الثلاثة يلعبون بالمراجيح مع أبناء وبنات عمومتهم الأربعة، وتتراوح أعمار الأطفال جميعاً بين سنتين وتسع سنوات؛ وفي مكان غير بعيد منهم، كان جدهم عبد الكريم (69 عاماً) يطعم دجاجه وبطه ويراقبها”. ولم يكن محمد الحرير يعرف أن جيش الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أقرّ لمدة أربع ساعات، بعد وقت قصير من إعلانه، عندما سمع، فجأة، غارات جوية قريبة جداً لدرجة أن المنزل بأكمله اهتز، ثم سمع الناس يصرخون قائلين إن منزله تعرض للقصف، وقال محمد الحرير لموقع “ميدل إيست آي”: “هرعنا أنا وزوجتي إلى السطح، حيث عثرت على جثامين أطفالي الثلاثة، وكان والدي وأبناء وبنات إخوتي الأربعة قد ماتوا أيضاً، ثلاثة منهم فقدوا رؤوسهم”[4].
حي الشجاعية أحد الأهداف الرئيسية للحرب الإسرائيلية الحالية
في 2 كانون الأول/ديسمبر 2023، دمرت سلسلة غارات جوية إسرائيلية تجمعاً سكنياَ في حي الشجاعية يضم نحو 50 بناءً، في واحدة من أفظع المجازر منذ بدء الحرب، إذ كانت الحصيلة مئات الشهداء والجرحى. ونشرت صحيفة “لوموند” الباريسية، في 4 من ذلك الشهر، تقريراً عن تلك الغارات حمل عنوان: “حي الشجاعية في غزة يُسحق تحت ضربات إسرائيل”، ورد فيه: “كان أبو نافذ، وهو شرطي سابق في السلطة الفلسطينية، في منزله في الشجاعية في وقت مبكر من بعد ظهر السبت، مع زوجته وأطفالهما، عندما سقط عليه جزء من المنزل؛ وفي غضون لحظات قليلة، أسقط الجيش الإسرائيلي عدة قنابل على تجمع من المباني يضم حوالي خمسين منزلاً، وتبيّن، في الصور التي صوّرها أحد صحفيي قناة الجزيرة، اختفاء الشارع بأكمله، مفسحاً المجال أمام مشهد مروع، لم تعد تظهر منه أي علامات للحياة: فقد ابتلعت الخرسانة الرمادية الأثاث والملابس والألعاب والمطابخ والحمامات تحت قوة النيران”[5].
في يوم 27 حزيران/يونيو الفائت، عاد جنود جيش الاحتلال إلى حي الشجاعية الذي غادروه قبل بضعة أشهر ونفذوا فيه عمليات حربية استغرقت نحو أسبوعين، وانسحبوا منه، عقب معارك ضارية مع المقاومين، مساء يوم الأربعاء في 10 تموز/يوليو الجاري، مخلفين وراءهم منطقة منكوبة، وعشرات الشهداء ومئات المصابين، وأنقاض منازل وبنى تحتية مدمرة. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل في بيان له: “عندما انسحبت قوات الاحتلال من حي الشجاعية، تمكنت فرق الدفاع المدني بمساعدة الأهالي من العثور على نحو ستين شهيداً في هذه المرحلة، وتمّ استخراج رفات هؤلاء الشهداء من تحت الأنقاض في الحي الذي أصبح منطقة منكوبة”، على حد قوله، معلناً أن “85% من المباني في الحي الآن غير صالحة للسكن”، ناهيك عن كل البنى التحتية والمعالم الأثرية التي هدمت، ومنها مسجد “ابن عثمان” الذي قُصف ودُمر في 3 تموز/يوليو الجاري[6]. وكان جيش الاحتلال قد أمر بإجلاء جميع سكان مدينة غزة، عبر منشورات أسقطتها طائرات على أحياء المدينة، بما فيها حي الشجاعية. ووفقاً للمفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، فإن القتال في الأيام الأخيرة في مدينة غزة أدى إلى نزوح نحو 350,000 شخص نحو الجنوب، وقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن “ما بين 60 ألف فلسطيني إلى 80 ألفاً نزحوا من الحي”. وقالت أم نمر الجمال، وهي نزحت من مدينة غزة مع عائلتها: “هذه هي المرة الثانية عشرة التي نضطر فيها للنزوح؛ كم مرة أخرى علينا أن نتحمل هذا؟ ألف مرة ؟ أين سننتهي؟ “[7].
في يوم الخميس الموافق فيه 11 تموز/يوليو الجاري، بدأ بعض السكان بالعودة إلى حي الشجاعية لتفقد الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم، وصاروا يتحدثون عن دمار هائل، إذ “غادرت القوات الإسرائيلية هذا الحي الشرقي من مدينة غزة، تاركة وراءها مشاهد الخراب والموت والدمار”، حسبما أفادت أليس فروسار، المراسلة الصحافية في الضفة الغربية لعدد من وسائل الإعلام الفرنسية، التي تنقل عن الدفاع المدني في قطاع غزة أنه “لم يعد هناك أي منازل صالحة للسكن تقريباً، وتم تدمير البنية التحتية العامة – سواء المدارس أو مكاتب البريد أو العيادات أو المباني السكنية – مما ترك السكان دون مكان آمن يذهبون إليه”[8].
وخرج بعض السكان، الذين قدموا لتفقد الحي، إلى الطريق مرة أخرى، وهم “يسيرون بتعب، ويحملون أمتعتهم الضئيلة في أيديهم أو ملفوفة في حزم ملقاة على أكتافهم”. وقالت صابرين أبو عصر، من سكان الحي، التي سلكت الطريق سيراً على الأقدام، وهي تحمل علبة تحت ذراعها: “منطقة الشجاعية في حالة خراب؛ أقسم أننا مدمرون”، وأضافت وهي تتوسل بإيماءات يائسة: “يجب أن يشعر الآخرون بمحنتنا، ويجب أن يتعاطف شخص ما مع سكان غزة”[9].
الصحافة الدولية تطالب بالوصول إلى قطاع غزة
بغية حجب الحقائق عن المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال خلال حربه على قطاع غزة، قررت حكومة الحرب الإسرائيلية منع ممثلي وسائل الإعلام الدولية من دخوله. وغداة انسحاب قوات الاحتلال من حي الشجاعية، طالب ممثلو 64 وسيلة إعلام دولية السلطات الإسرائيلية بالسماح لهم بدخول قطاع غزة بعد أكثر من تسعة أشهر من الحرب خلف الأبواب المغلقة، وذلك في رسالة مفتوحة دعت إلى ضرورة السماح للصحافة “بالوصول الفوري والمستقل” إلى قطاع غزة المحاصر، مشيرة إلى أنه “خلال تسعة أشهر من الحرب، لا يزال الصحافيون الدوليون غير قادرين على الوصول إلى قطاع غزة، باستثناء جولات نادرة تحت حراسة ينظمها الجيش الإسرائيلي”. وقد شجب الموقعون على الرسالة، ومن بينهم ممثلون عن وكالة الصحافة الفرنسية، والبي بي سي، وسي إن إن، والغارديان ونيويورك تايمز، القيود التي فرضت على تحرك الصحافيين الأجانب، والتي تشكّل “عبئا مستحيلاً وغير معقول” على الصحافيين المحليين لتوثيق الحرب التي يواجهونها بأنفسهم. وتجدر الإشارة إلى أنه قُتل نحو 140 صحافياً وصحافية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع، مما يجعلها واحدة من أكثر الحروب دموية بالنسبة للصحافة، بينما يعمل الأحياء منهم في ظروف “الحرمان الشديد”[10].
مخيم المواصي: ليس هناك مكان آمن في القطاع المنكوب
أعلنت حكومة الحرب الإسرائيلية منطقة المواصي التي أقيم فيها مخيم للنازحين “منطقة إنسانية”. ووفقاً لوكالة الأونروا، فإن حوالي مليون و 500000 نازح ونازحة يعيشون في هذه المنطقة، في “ظروف مزرية” بحسب المنظمات الإنسانية. وقد تسبب القصف الإسرائيلي لهذا المخيم يوم السبت الفائت في استشهاد 71 فلسطينياً (ارتفع العدد إلى 90)، وجرح 289 آخرين (ارتفع العدد إلى 300). وبحسب محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني، “بقيت أشلاء الشهداء مبعثرة في الشوارع، وتحت الأنقاض وحول خيم النازحين”، مقدّراً أنها “مجزرة جديدة”. وقد نُقل الضحايا إلى مستشفيات في المنطقة تعمل في ظروف بائسة، ومنها المستشفى الكويتي في مدينة رفح، الذي أعلن مديره صهيب الهمس أن معظم الجرحى إصاباتهم خطيرة، ويحتاجون إلى عمليات بتر، واصفاً الوضع “بأنه كارثة حقيقية وقعت وسط انهيار النظام الصحي” في القطاع[11].
وقال محمود أبو عكر لوكالة فرانس برس، واصفاً عملية قصف المخيم: “كانت هناك صلية من طائرة من دون طيار، ثم ثلاثة صواريخ؛ لقد حدث ذلك فجأة، ومن دون سابق إنذار”. أما محمود شاهين فقال: “هناك أشخاص فقدوا سيقانهم أو أذرعهم في كل مكان، إنه مشهد لا يمكن تصوّره ويفوق الخيال؛ ليس طبيعياً ما يحدث، لماذا يحدث هذا لنا؟”، وتابع باكياً: “فجأة سقطت الصواريخ، وكانت مجزرة، لقد تم استهدافنا بصورة مباشرة! انظروا إلينا، ليس لدينا أسلحة، كنا نجلس في السوق، وهناك أطفال هنا”، بينما قالت آية الأغا: “ماذا فعلوا؟ إنهم أطفال، أطفال، في السابعة والثانية عشرة من عمرهم، أكبرهم كان في السنة الأولى بالجامعة، إنهم مدنيون جميعاً”. وبحسب مصادر إسرائيلية “رسمية”، نقلتها وسائل الإعلام الأميركية، أسقط جيش الاحتلال خمس قنابل تزن الواحدة “2000 رطل” (907 كيلوغرامات) على مبنى ملاصق لتجمع الخيم، وهي القنابل التي زعم الرئيس الأميركي جو بايدن أنه لن يرسلها إلى إسرائيل “حرصاً” على سلامة المدنيين الفلسطينيين! وتعليقاً على قصف المخيم، قال المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، في تغريدة له على موقع إكس: “إن الادعاء بأن سكان غزة يمكنهم الانتقال إلى مناطق “آمنة” أو “إنسانية” هو ادعاء كاذب؛ ففي غزة لا يوجد مكان آمن”، مشدّداً على “أنه لا أحد في مأمن”[12].
[1] “حي الشجاعية في غزة.. من أصل تسميته إلى عدد مناطقه السكنية“، “CNN عربية”، 15 كانون الأول/ديسمبر 2023.
[2] “تاريخ حي الشجاعية“، “الوطن”، 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
[3] Beaumont, Peter. “Une vie en ruines”, “Info- Palestine”.
[4] https://www.middleeasteye.net/fr/reportages/gaza-israel-palestiniens-hantes-massacre-shujaiya-2014
[5] https://www.lemonde.fr/international/article/2023/12/04/le-quartier-de-chadjaya-a-gaza-ecrase-sous-les-frappes-d-israel_6203831_3210.html
[6] https://www.leparisien.fr/international/israel/guerre-israel-hamas-environ-60-corps-retrouves-dans-un-quartier-de-gaza-selon-la-defense-civile-11-07-2024
[7] https://www.la-croix.com/international/guerre-israel-hamas-jour-279-attaque-bande-gaza-otages-israel-resume-20240711
[8] https://www.rfi.fr/fr/moyen-orient/20240711-gaza-isra%C3%ABl-met-fin-aux-op%C3%A9rations-%C3%A0-chouja%C3%AFya-r%C3%A9duit-en-ruines-et-continue-%C3%A0-pilonner-le-nord
[9] https://icibeyrouth.com/guerre-israel-hamas/362833
[10] https://information.tv5monde.com/international/des-dizaines-de-corps-decouverts-apres-une-operation-israelienne-dans-un-quartier-de
[11] https://www.tdg.ch/71-morts-dans-le-bombardement-d-un-camp-de-deplaces-932831941076
[12] https://www.ledevoir.com/monde/moyen-orient/816462/frappe-visant-chef-militaire-hamas-fait-90-morts-gaza; https://www.challenges.fr/monde/dans-le-camp-d-al-mawasi-a-gaza-une-frappe-israelienne-puis-un-chaos-inconcevable_899460
ماهر الشريف – مؤسسة الدراسات الفلسطينية
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.