ميسم رزق “للناشر”: لا يُمكن وضع أي موعد محدد لإنجاز الاستحقاق الرئاسي..

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أجرت المقابلة: ريم شكر |

لا شك أن لبنان يمر اليوم بمرحلة مفصلية جديدة يتحدد معها شكل النظام السياسي والمستقبل الاقتصادي والمالي، خصوصًا بعد الانتهاء الفعلي من مخاض الترسيم البحري ودخول لبنان مرحلة الاجراءات العملية في مسار التنقيب والاستخراج. ويتزامن هذا الواقع مع شغور في الكرسي الرئاسي وفراغ حكومي لا ينذر بفترة وجيزة وسهلة، بل ربما تطول وتتعقد معها الملفات الداخلية أكثر.

حول هذه النقاط وغيرها أجرت الزميلة ريم شكر مقابلة مع الصحافية في جريدة الاخبار ميسم رزق. وفي سؤالها عن مرحلة الفراغ الرئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون ومغادرته قصر بعبدا، ونظرًا لعدم وجود مرشح قادر حتى اللحظة على حصد الأكثرية في البرلمان اللبناني، ما هي المدة المتوقعة لانتهاء الشغور الرئاسي؟

أجابت رزق: كما هو واضح، يذهب لبنان إلى شغور رئاسي طويل الأمد كما توحي مواقف الأطراف الداخلية فضلًا عن التطورات الإقليمية والدولية المتوترة التي كلها تنعكس على دول المنطقة ومن بينها لبنان.

ما يحصل على الساحة اللبنانية من انقسام عميق وحاد حول الملف الرئاسي وعدم وجود قدرة على إنتاج تسوية قريبة بسبب الخلافات حتى داخل الفريق الواحد يؤكد أننا لن نكون أمام رئيس جديد للجمهورية لفترة قد تمتد لسنة أو أكثر ربما، إلا في حال طرأت ظروف سياسية من الداخل والخارج تفرض هذا الانتخاب. ولذلك لا يُمكن وضع أي موعد محدد لإنجاز هذا الاستحقاق.

وحول الملف الحكومي وعن احتمالية وجود صفقة ما يتم العمل عليها بهدف تعيين رئيس للحكومة وانتخاب رئيس للجمهورية في آن واحد، والأسماء المتوقع طرحها والأكثر جدية لملء المنصبين
قالت رزق إن ربط الانتخابات الرئاسية بتشكيل حكومة هو أمر منطقي وطبيعي دستوريًا وسياسيًا. فأي انتخاب لرئيس جمهورية يجب أن يتبعه تشكيل حكومة. أما العرف السياسي في لبنان فقد اقتضى أن يأتي هذان الاستحقاقان من ضمن سلّة متكاملة أو تسوية متكاملة وهذا ما يجري العمل عليه حاليًا، من دون أن يكون هناك مؤشرات لحلول قريبة. لكن الكلام الذي يجري التداول به هو حصيلة مشاورات دائمة لا تتوقف أو حتى احتدامات تأتي من ضمن أي سياق سياسي لبلد فيه أزمة كبيرة.
لا يوجد حتى اليوم اسم محسوم لا لرئاسة الجمهورية ولا الحكومة، لكن هناك أسماء جدّية أكثر من غيرها كرئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة والسفير نواف سلام للحكومة. وكان زارَ الأخير بيروت في الأسابيع الماضية واجتمع مع عدد من القوى السياسية للدفع في اتجاه تسوية تأتي به إلى السراي، لكن موازين القوى لا تسمح لأي طرف في الداخل، أقله حتى الآن، في فرض مرشحه من دون توافق مع الآخرين.

وفي سؤال عن مستقبل الحريرية السياسية في لبنان بعد تعليق الرئيس سعد الحريري سابقًا عمله السياسي داعيًا “تيار المستقبل” لاتخاذ مثل هذه الخطوات وطلبه من مناصريه عدم الترشح للانتخابات النيابية، ما هي صحة زيارة الحريري قريبًا الى المملكة العربية السعودية؟ هل سيفك الحريري اعتكافه السياسي ويعود لممارسة عمله في الحياة السياسية، نفت رزق كل الكلام عن عودة الرئيس الحريري الى لبنان واعادة احياء تيار المستقبل قائلة إن كل الكلام المتداول عن عودة الرئيس سعد الحريري الى البلد وإلى السلطة لا أساس له من الصحة. هو اتخذ مجبرًا قرار تعليق عمل السياسي بسبب الفيتو السعودي عليه، لكن ذلك لا يعني أنه انتهى في الحياة السياسية. لا أحد ينتهي، وكل طرف له دور وتوقيت وقد يكون للحريري دور جديد في مرحلة لاحقة تفرضها ظروف معينة، الا أن هذه الظروف غير متوافرة حاليًا، خاصة أن الموقف السعودي لم يتغيّر ولا يزال الحريري يلتزم التعهد الذي قدمه للإمارات بالابتعاد حاليًا عن الحياة السياسية.

وفيما يخص ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، سألنا رزق عن انعكاسات عملية التنقيب على مستقبل لبنان سياسيًّا واقتصاديًّا وما هي نسبة دخول لبنان نادي الدول النفطية، وهل سنشهد بعد عملية الترسيم تطورات متعلقة بفك الحصار الأمريكي على البلد؟ فقالت إن لبنان ليس دولة نفطية، لكنه يقف على عتبة أن يكون دولة نفطية في حال سار ملف التنقيب عن النفط كما هو مرسوم له، وبدأت الشركات الدولية بالتنقيب والاستخراج والتصدير في وقت لاحق، عندها نكون قد أصبحنا عمليًا دولة نفطية. وهذا كله مرهون بالقرار السياسي الداخلي والخارجي. فالانتهاء من ملف ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة جنوبًا لا يعني أن الحصار على البلد قد انتهى. كان للأميركيين والعدو الإسرائيلي مصلحة في إنجاز هذا الملف بسبب أزمة الطاقة التي يعاني منها العالم وأوروبا تحديدًا بعد الحرب الروسية – الأوكرانية والبحث عن مصادر طاقة جديدة وتكون «إسرائيل»إحدى هذه الدول، لكن ذلك لا يلغي وجود قرار أميركي – إسرائيلي – سعودي باستهداف البلد ودفعه الى الفوضى والتوتير الأمني وربما إلى حرب أهلية. فالهدف منذ عام 2005 حتى الآن لم يتغير ولم يتبدل وهو التخلص من سلاح المقاومة، ولأجل هذا الهدف سنجد محاولات جديدة لضرب المقاومة بأي ثمن وبأي وسيلة ومنها استكمال الحصار.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد