‏الشهداء يرحلون جسدًا ويُحْيونَ أمة..

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

وليد منذر الزعبي – خاص الناشر |

‏يرحل عن الحياة الدنيا الكثير كل يوم؛ منهم من يبقى له أثر أو ذكرى أو موقف، يستشهد الناس به، وقليلٌ من الناس من يرحل ويُخلف إرثًا فكريًا وحضاريًا ينطق باسمهم ويقود الشعوب من بعدهم على ذات الدرب الذي بدأوا فيه قبل رحيلهم، ويخُط طريق سير لا يختلف عليه عاقلان.

“الشهداء”، أناس يرحلون وقد تركوا إرثًا عظيمًا، فكانوا في حياتهم خير القادة وخير القدوة لمن بقي خلفهم أو ارتحل بعدهم. هم أناس حملوا همّ الأمة وبنوا لها إرثًا تسير عليه من بعدهم حتى لا تضل الطريق.

‏ولأن القضية المركزية هي فلسطين المحتلة فلا بد لها من نصيب في مقالنا اليوم وهي التي قدمت عشرات آلاف الشهداء وربما مئات الآلاف، وما زالت لم تبخل يوماً، منذ أن وطئت الحركة الصهيونية وعصاباتها أرض فلسطين واحتلتها.

‏الشهيد لا يرحل لأنه يترك أثرًا يُحكى عنه طيلة الوقت بعد رحيله، فتبقى كلماته حاضرة في أذهاننا من بعد مواقف خالدة مع مرور الزمن.

‏ولأن المقاومة تبدأ بفكرة؛ من رفض للاحتلال مع رفع الظلم و الحرمان، وصولاً لمواجهة أي شكل من أشكال التطبيع ، وينفذها جنود من خلف قيادة حكيمة تُسهل الدرب وتُنير الطريق بفكر يُتيح للناس السير على خطى ثابتة وراسخة نحو الخلاص وصنع الكرامة و العزة كان لا بُد لمحور المقاومة من أن ينتج حركاته على اختلافها وأن يحرز ما يحرزه اليوم على الساحة العالمية.

‏الشهداء دومًا هم أيقونة وعنوان كل نصر أو معركة، يرحل بعضهم جسدًا ويبقى نهجهم، وقد ورثنا عن أجدادنا مقولة “اللي خلف ما مات”، حيث سأضعها في غير مكانها الذي قيلت فيه، لأصل لخلاصة أنه بفضل الله الشهيد يلي الشهيد والمسيرة لا تتوقف؛ فهم لا يرحلون إذ تبقى عباراتهم حاضرة وصامدة متوائمة مع مواقف لهم تركت بصمات في تاريخ وحاضر ومستقبل الأمة.

‏ولأن الشهادة هي محور حديثنا في ١١/١١ من كل عام، ذكرى يوم شهيد حزب الله لا بد لنا من أن نتوجه إلى قيادة المقاومة الإسلامية وعلى رأسها سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله – حفظه الله- بأسمى آيات التبريك ومن خلال سماحته إلى القيادة الحكيمة وكل الأخوة لأن هذه الدماء الزكية المباركة هي التي صانت الوحدة الوطنية والإسلامية ولم تفرق بين اللبنانيين وبين منطقة وأخرى وأعطتنا كل هذه القوة وذلك ما ظهر جلياً في موضوع الترسيم. والحديث يطول ولا ينتهي وليس باستطاعتنا أن نفي شيئًا من عطاء شهدائنا.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد