فاينا غازدييفا* – خاص الناشر |
أثرت العقوبات المفروضة على روسيا في المقام الأول على المبادرين إليها، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ما أدى إلى:
• سقوط عملات – الدولار واليورو
• ركود يهدد اقتصاديات دول الاتحاد الأوروبي
• مستوى قياسي للتضخم في الاقتصاد
لا يدعم السياسة الغربية ضد روسيا الآن أكثر من 15 في المائة من سكان العالم، في حين أن عدد مؤيدي عزل روسيا يتناقص بسرعة بسبب تدهور الجودة ومستوى المعيشة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
الوضع الحالي محزن بالنسبة للطبقة المتوسطة وذوي الدخل المنخفض في الاتحاد الاوروبي. لقد توقفت عمليًا التدفقات المالية الناتجة عن السياحة الروسية إلى الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن ازدياد عدد الفقراء في الاتحاد الأوروبي، بسبب موجات اللاجئين القادمين من إفريقيا. وللمفارقة، يجري إطعام هؤلاء اللاجئين من جيوب الأوروبيين الفقراء.
لقد أدت سياسة العقوبات الغربية بالفعل إلى وضع حد “للعالم أحادي القطبية”.
في التغييرات الجيوسياسية التي تجري حاليًا، يمكن ملاحظة بناء سلاسل لوجستية جديدة لتدفق وتوريد البضائع بشكل مستقل عن الولايات المتحدة وحلفائها. تفتح التحديات الاقتصادية الحديثة آفاقًا لا حدود لها لتنمية بلدان إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأمريكا اللاتينية، حيث ستصبح روسيا مركزًا ومهندسًا للنظام العالمي الجديد.
أنهت العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا سياسة العقوبات: فقد أصبح عبثيًا وغير مجدٍ قيام الأوروبيين “باختراع” حزم عقوبات جديدة ضد موسكو، فقد سبق وأن فرض الغرب عقوبة واحدة شاملة هي حظر جميع مظاهر التواصل مع روسيا: السياسية والتجارية والاقتصادية والثقافية.
من الواضح أن فصل البنوك الروسية عن أنظمة الدفع الدولية أدى إلى نوع جديد من السياحة للروس: سياحة “بطاقة الائتمان”، حيث أصبحت وكالات السفر تقدم للسياح الروس حِزم سفر إلى طاجيكستان وأوزبكستان وكازاخستان ودول رابطة الدول المستقلة الأخرى، والتي يمكن فيها امتلاك بطاقات ائتمان صادرة عن بنوك تلك الدول، بسعر لا يزيد عن 200 دولار، واستعمالها على أراضي الدول الأخرى بما فيها الدول الأوروبية ذاتها. ألا يعد هذا مؤشرًا على أن العقوبات المفروضة على روسيا تعود بالفائدة على اقتصادات آسيا ورابطة الدول المستقلة الحليفة لروسيا؟
كان هناك نقاش في الاتحاد الأوروبي منذ بداية العام حول الحظر الكامل على تأشيرات شنغن لمواطني روسيا. ومع ذلك، أعلنت ألمانيا وفرنسا أنهما تعارضان بشكل قاطع مثل هذا الحظر، حتى أن برلين وباريس أدانتا كلام رئيس الوزراء الإستوني كاي كالاسو الذي قال: “إن زيارة أوروبا امتياز وليست حقًا من حقوق الإنسان”.
هناك قول مأثور في روسيا: “لا يمكنك أن تكون ضد من تعتمد عليه”؛ ومع ذلك، يبدو أن الأوروبيين في واقع الأمر يتصرفون بخلاف ذلك، فهم يعتمدون بشدة على روسيا في مجال الطاقة ويريدون محاربتها في ذات الوقت. بغض النظر عن مقدار ما ينكره الغرب، لكن الحقيقة هي ما هي عليه الواقع الحالي.
على أي حال، فقد تم إغلاق نورد ستريم تمامًا مرة أخرى للصيانة الوقائية. وعلى الرغم من أن الإغلاق لمدة ثلاثة أيام فقط، يبدو أن قضية العقوبات المفروضة على إمدادات الغاز الروسي مُجمدة في الوقت الحالي، أوروبا أيضًا باردة في الشتاء، وهو ما لا ينطبق على آسيا الدافئة والتي تتطور بوتيرة سريعة في السنوات الأخيرة.
*نائبة مدير مركز الدراسات للشرق الاوسط ووسط آسيا
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.