عبد الله محمد – خاص الناشر |
في معرض اجابته عن سؤال ملغوم من احدى وسائل التواصل الاجتماعي وهو – اي السؤال – ان خمس او ست عوائل تسيطر على الغرفة، وكان ذلك بمناسبة انتخابات غرفة تجارة وصناعة الكويت، اجاب الوزير والنائب السابق ورجل الاعمال السيد عبد الوهاب الوزان وتحديدًا على قضية العوائل الكويتية التي اسست الكويت منذ ٣٠٠ سنة و”غيرهم”، وان الانتخابات تجري من الشعب الكويتي اعضاء الغرفة وهذه العملية تتبعها كل غرف التجارة والصناعة في العالم.
واستطرادًا، وكان ذلك ايضًا اجابة عن سؤال بأن الغرفة تضغط على الحكومة او السلطة التشريعية لتعيين وزير او مسؤول، قال: إن الغرفة رأيها استشاري وغير ملزم لأحد والدليل انها -اي الغرفة- قدمت عدة دراسات لتطوير المرافق ومنها الموانئ وما زالت في ادراج الحكومة، وهذا مثل واحد.
خلاصة القول ان عبد الوهاب الوزان يريد ان يقول ان لا دور تأثيري او ضاغط على السلطات وان ما تبديه من آراء وإن كانت مهمة في العملية الاقتصادية هي آراء استشارية غير ملزمة، وان دورها كغرفة يجب ان يتعدى الرسوم والوكالات الى الرأي السياسي وليس معنى هذا السيطرة على القرار.
بعد هذه الاجابة التي لم تكن خلال مؤتمر صحافي وانما اجابة عن اسئلة غير بريئة، قامت الدنيا ولم تقعد من “الذباب الالكتروني” منه العفوي ومنه الموجه الذي يريد ان يظهر ان هناك شرخاً بين التجار والشعب الكويتي. ولا اريد ان اتهم احداً، فكلنا عيال قريَّة.
اما لماذا هذا الاجتزاء غير البريء، فالمراقبون يعرفون ان هناك متربصين، واكثر من ذلك هناك من يخطط لتوسعة الشرخ بين فئات الشعب الكويتي خصوصاً في هذه الظروف الاقتصادية التي يقال انها صعبة، مع علم هؤلاء ان التجار لا علاقة لهم بما وصلت اليه الاوضاع – هذا اذا سلمنا ان الاوضاع متردية –
وان غلاء المعيشة في ازدياد وان الراتب يكاد لا يكفي حتى منتصف الشهر إن لم يكن اقل، علمًا ان كل التقارير والدراسات العالمية تؤكد ان اوضاع اهل الكويت ممتازة وهي افضل من غيرها وتحتل المراتب الاولى في سلم الاوضاع المعيشية. وهذا لا يعني انه لا توجد مشاكل في التوظيف والاسكان، فهذا من سوء ادارة المسؤولين في الدولة وهي استمرارية وتراكمية، ولكن هذه الامور تتطلب دراسات وقرارات جريئة، وهذا ما عبرت عنه غرفة التجارة غير مرة وفي عدة مناسبات منذ تأسيسها.
اما لماذا تم الاجتزاء غير البريء في قضية تأسيس الكويت فهذا وحده دليل على ان المتربصين يهدفون الى شيطنة التجار وتوسيع الهوة بينهم وبين الشعب الكويتي لغايات لم تعد تخفى على احد تحت عناوين وشعارات مطاطة مثل حقوق الانسان وحرية التعبير والتجنيس والاحتكار. وهذا لا يعني ان غرفة التجارة كمؤسسة تقف ضد هذه الشعارات، بل هي اول من يطالب بها وفق ضوابط لا تهدد الامن الاجتماعي.
اما لماذا يريد هؤلاء بقصد او بغير قصد ان يسببوا فوضى لا تحمد عقباها، فالهدف معروف وهو ضرب الدور الكويتي الوسطي في الازمات العربية والذي يعطيها ميزة تقريب وجهات النظر وبالتالي انهاء الخلافات البينية بالحوار والوسائل السلمية. فالكويت ليست مضطرة “للاستعانة بصديق” ليلعب دوراً عنها بالوكالة.
وعودة الى مسألة التأسيس فإن ما ذكره الوزان عبارة عن تاريخ موثق يؤكد دور العوائل لكنه لا يلغي دور الآخرين، الا اذا اردنا ان نكتب تاريخاً جديداً مزوراً على قياس البعض . فهل هذا هو المراد؟
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.