وزير داخلية لبنان.. الحياد مع السعودية

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

جهاد فواز – خاص الناشر |

منذ أن أصبح وزيرًا للداخلية في لبنان، يطل علينا القاضي بسام مولوي بين وقت وآخر بتصاريح خرقاء غير مسؤولة، لم يصرح بمثلها من سبقه من وزراء داخلية لبنانيين حتى من الذين كان هواهم سعوديًّا ومن الذين انبطحوا حتى انفسخوا أمام السفير السعودي في بيروت.

تمادى مولوي في تودده، حتى صرنا نخشى على كرامة البلد وعليه أكثر مما يخشى هو نفسه عليهما، فبالأخير الرجل لبناني، محسوب علينا ولو بالهوية اللبنانية، ولا نرضى له كل هذا الانقياد الذي يمارسه أمام آل سعود.

دعونا من تصريحات مولوي السابقة، المليئة بالتزلف إلى حد، ولنتحدث عن كلامه الأخير إلى “الراي الكويتية”.

يخرق الوزير اللبناني مبدأ الحياد الذي اختارته حكومته فيصف القصف اليمني للسعودية، ردًّا على الإرهاب السعودي بقتل المدنيين اليمنيين وتدمير مدنهم وقراهم والتدخل في شؤون الدولة المنية بأنه “استهداف إرهابي واضح ومباشر للشرعية العربية”، دون أن يوضح لنا معاليه ما هي هذه الشرعية وما شكلها ولونها وفصلها واصلها، واضعًا أمام عينيه غطاء سميكًا يجعله يعمي قلبه عن مشاهد القتل والتدمير السعودي الإماراتي الحاصل يوميًا في اليمن.

ولا ينسى مولوي مديح أصحاب الفضل عليه، ليعمم هذا الفضل على كل اللبنانيين، حين يصف دول الخليج بأنها “دول الفضل وأهل الخير”، مع أننا لم نرَ من فضل السعودية علينا في لبنان سوى التآمر مع الأميركيين منذ ما قبل متفجرة بئر العبد التي قتلت وجرحت عشرات المدنيين اللبنانيين في محاولة اغتيال السيد الكبير الراحل محمد حسين فضل الله، والتي اعترف مسؤولون سعوديون بأن مملكتهم وراءها، وصولًا إلى أفضل السعودية في إشعال نيران الفتن المتنقلة في المناطق اللبنانية خلال سنوات متعددة. أما “الفضل والخير” السعودي المالي، فلم يستفد منه اللبنانيون، وذهب إلى جيوب أزلام واذناب السعودية في لبنان، الذين وزعوا على مناطقهم من الجمل السعودي أُذنه، وأكلوا الباقي.

ولتبييض وجهه أكثر، يذكّر الوزير اللبناني بما قام به عندما منع “المنتديات المسيئة لدول الخليج”، وهنا بالتأكيد يكذب على من يوجه الكلام إليهم، فلا هو منع ولا هو استطاع إرسال رجل أمن واحد إلى مكان احتفال، وأقيمت المناسبات على الرغم من هالة الوزير وزئيره الهزيل.

معالي وزير داخليتنا، إذا كان يجوز أن تتملق أمام السعودي كونه صاحب الفضل عليك، فلا تهن نفسك ومن وما تمثل، فما زلنا نحترمك كونك ممثل بلدنا الرسمي، وإن كنت لم تحترم بلدك في تصريحاتك الموجهة إلى أهل الفضل عليك.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد