تاريخ مفصلي يؤرخ لعلاقات جديدة بين روسيا من جهة و حلف “الناتو” من جهة اخرى .
24/02/2022 تاريخ توجيه روسيا ضربات عسكرية للعمق الاوكراني من قبل القوات الروسية .
عملية عسكرية سريعة اعلن عنها الرئيس الروسي انه لن يسمح باللعب بالعمق الروسي او الحديقة الخلفية لروسيا او السماح بتمدد الناتو على الحود الروسية .
في كلمة الى الروس وخاطب فيها من له اذأن فليسمع :” اوجه بعض الكلمات المهمة جداًالى الذين قد تسول لهم نفسهم التدخل في الاحداث الجارية: اي كان من سيحاول الحيلولة دون اجراءاتنا ناهيك عن تشكيل خطر على دولتنا وشعبنا”..
عمليات عسكرية خاطفة اعلنت عنها وزارة الدفاع الروسية استهدفت 83 هدفاً عسكرياً وضرب النية التحتية العسكرية للجيش الاوكراني ما مهد الطريق امام قوات لوغانسك ودونيتسك التقدم نحو المواقع العسكرية الاوكرانية التي تركها الجيش الاوكراني مخلفا خسائر عسكرية وبشرية .
اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فجر اليوم عن قراره إطلاق عملية عسكرية خاصة لحماية دونباس في جنوب شرق أوكرانيا، وذلك في كلمة توجه بها إلى الشعب الروسي.
وقال بوتين: روسيا لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية واضاف روسيا لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية.
وتابع: تحركات روسيا مرتبطة ليس بالتعدي على مصالح أوكرانيا إنما لحماية نفسها من “أولئك الذين احتجزوا أوكرانيا رهينة”، وحث الجنود الأوكرانيين على إلقاء أسلحتهم على الفور والعودة إلى ديارهم.
واضاف الرئيس الروسي :” ينبغي ألا يساور أحد الشك في أن الهجوم المباشر على روسيا سيؤدي إلى وعواقب وخيمة على المعتدي المحتمل”، في حال حدوث تدخل خارجي في الوضع بأوكرانيا سترد روسيا على الفور.
وقال بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها هذه سياسة احتواء لروسيا لكنها بالنسبة لنا تهديد حقيقي لوجود الدولة الروسية.
واضاف بوتين ان روسيا تحترم وستحترم سيادة الدول التي تشكلت في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي وكازاخستان مثال على ذلك
وأوضح دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية بأن الكرملين لا يرى أي عوائق أمام تنظيم مفاوضات بين الرئيسي الروسي، فلاديمير بوتين والأوكراني فلاديمير زيلينسكي، لكن فقط إذا كانت أوكرانيا مستعدة للتحدث عن مخاوف موسكو الأمنية.
وقال بيسكوف للصحفيين ردا على سؤال في هذا السياق عما إذا كانت روسيا مستعدة لإجراء اتصالات “إذا كانت القيادة الأوكرانية مستعدة للحديث عن هذا الأمر”.
ولفت المتحدث باسم الكرملين إلى أن بوتين قد صاغ بالفعل رؤيته لما تنتظره روسيا من أوكرانيا حتى يتم “حل مشاكل مفهموم الخطوط الحمراء”.
وأوضح بيسكوف في هذا السياق قائلا: “لقد صغنا هذا الأمر بوضوح يتمثل في وضع محايد، ويعني التخلي عن أنظمة تسلح.. السؤال هنا هو ما إذا كانت القيادة الأوكرانية مستعدة لذلك”.
اما ما خص التحركات الغربية فهي متوافقة في المواقف من فرض عقوبات قاسية على روسيا وهذا ليس بجديد ، ردت روسيا انها سترد بالمثل وبقوة اكبر.
من جهته ، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض كل مبادرات حسن النية التي قدمتها الولايات المتحدة والدول الأخرى.
وأضاف أن بوتين هو من اختار أن يشن هذه الحرب وعليه أن يتحمل نتائج ذلك. وقال بأنه وافق على فرض عقوبات قوية على روسيا ووضع حدود لما يمكن أن تصدره من منتجات.
وأفاد بايدن بأنهم سيعملون على الحد من قدرات روسيا على تمويل قدراتها العسكرية.
وأشار إلى أن العقوبات على روسيا ستؤثر على مصارفها التي تمتلك أرصدة مالية بقيمة تريليون دولار، موضحا أن العقوبات ستتطلب بعض الوقت لتؤتي نتائجها.
وقال إن حزمة العقوبات التي فرضت على روسيا أعدت بحيث لا تلحق الضرر بالولايات المتحدة. وذكر بايدن في كلمته أن كل الأصول الروسية في الولايات المتحدة سيتم تجميدها.
وأكد بايدن أن قوات بلاده لن تشارك في أي أعمال قتالية في أوكرانيا ضد روسيا، مبينا في السياق أنه أمر القوات الأميركية بالتحرك شرق أوروبا لدعم الحلفاء هناك.
وأعلن بايدن أنه فوض البنتاغون لإرسال مزيد من قواتنا العسكرية إلى ألمانيا.
وقال بايدن إن الناتو سيعقد قمة الجمعة ستشارك فيها 30 دولة حليفة وشريكة لتأكيد التضامن مع أوكرانيا، مشيرا في السياق أنه لا شك أن أعضاء الناتو سيلتزمون بتطبيق المادة 5 التي تنص على التضامن مع أي عضو في الحلف يتعرض لهجوم.
من الواضح أن الاعتراف بجمهوريات الدونباس لا يحلّ مشكلة توسّع “الناتو” نحو الشرق. ولن يكتفي الغرب بفرض كل العقوبات الممكنة ضد روسيا. أ أن ذلك لن يكون سوى بداية تصعيد الصراع بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية واوروبا.
من الواضح، من خلال اعترافه باستقلال الجمهوريتين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أظهر استعداداً ليس فقط لمواجهة المخاطر، ولكن أيضاً للعمل مع السيناريو الأميركي، الذي ينطوي على صراع عسكري بين روسيا وأوكرانيا. مع العلم انه اكد اكثر من مرة ويؤكد ان روسيا لا تريد الحرب وانما الحفاظ على امنها بكل الوسائل المتاحدة على اعتبار ان اميركا جاءت الى عتبة روسيا وليس العكس .
في تعليق عن التطورات الأخيرة حول أوكرانيا، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، بأن الحديث مع المعتدي بالدبلوماسية فقط أمر لا جدوى منه.
وفي معرض تعليقه على ممارسات سلطات أوكرانيا إزاء السكان في دونباس، قال مدفيديف للصحفيين: “روسيا لم تستطع تحمل هذه الهمجية. لا جدوى من التحدث إلى المعتدي بلغة الدبلوماسية فقط، يجب مساءلته من موقع القوة”.
ووصف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين بأنه “قرار صعب لكنه الوحيد الممكن”، مشددا على أن بلاده لم تستطع التخلي عن سكان الجمهوريتين.
وفي السياق، لفت مدفيديف، إلى أن حلف الناتو والولايات المتحدة لم يتعلما الدرس من اعتراف روسيا بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، واقتربا بسخرية من الحدود الروسية.
وبهذا الشأن قال مدفيديف: “في عام 2008 اتخذت (عندما كان رئيسا لروسيا) قرارا صعبا بالاعتراف بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. وباستخدام القوة العسكرية والإرادة السياسية، ساعدت روسيا في إنقاذ حياة مئات الآلاف من الأرواح آنذاك، وأعطت درسا لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة وكل من كانت لديه نوايا عدوانية ضد مواطني روسيا. ومع ذلك، فإن حلف الناتو لم يتعلم الدرس، واستمر في الاقتراب بشكل ساخر ومتعجرف من حدود روسيا، بتوسيع دائرة الأعضاء المحتملين في الحلف”، مشددا على أن الغرب ساعد كييف في تخريب اتفاقيات مينسك وإطلاق يد القوميين والحكومة الأوكرانية الضعيفة برئاسة الرئيس الحالي (زيلينسكي).
بدوره ،صرح المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن روسيا ستحدد ردها على العقوبات الأوروبية بعد أن يكون واضحا محتواها.
وقال بيسكوف للصحفيين ردا على سؤال حول الرد الروسي المحتمل على العقوبات الأوروبية، إنه “يجب أن نفهم عما يدور الحديث أولا”.
وكان المفوض الأعلى للشؤون الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل قد أعلن أن الاتحاد الأوروبي قرر فرض عقوبات على مسؤولين وكيانات من روسيا، بمن فيهم نواب مجلس الدوما بسبب قرار موسكو الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا.
من جهته ، يشير المحلل السياسي الكسندر نزاروف ( روسيا اليوم/ 22-02-2022) الى ان هناك أيضاً مسألة حدود جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك. فالآن تسيطر هذه الجمهوريات على جزء أصغر من أراضي منطقتي دونيتسك ولوغانسك السابقة في أوكرانيا. في الوقت نفسه، تطالب الجمهوريات بكامل أراضي هذه المناطق. من غير المرجح كذلك أن تتصالح أوكرانيا نفسها مع هذا القرار دون حرب.
أي أنه من الواضح أنه إذا اقتصرت روسيا على الاعتراف بجمهوريتين فقط، فستتحمل أثقل التكاليف، دون أن تتمكن من حل مشكلة توسع الغرب إلى الشرق. حينها ستكون الولايات المتحدة الأميركية قد نجحت في تنفيذ السيناريو الخاص بها.
ولا يمكن لروسيا أن تعوض الخسارة في هذه المعركة المحدودة سوى بالانتصار في الحرب بأكملها.
فليس من قبيل المصادفة أن يخرب النظام “النازي” في كييف اتفاقيات مينسك مع سبق الإصرار والترصد. أولاً، أوكرانيا هي دولة مصطنعة، مقسّمة إلى نصفين، الجزء الغربي يريد الانضمام إلى أوروبا، في حين أن الأجزاء الشرقية والجنوبية ترغب في التقارب مع روسيا. وطوال فترة استقلال أوكرانيا كان الرصيد مناصفة بين شقي البلاد، لكن الأغلبية لم يرغبوا الانضمام إلى “الناتو”، بل أرادوا الصداقة مع روسيا.
لكن ممثلي غرب أوكرانيا الآن يستولون على السلطة وهم مستعدون للتنازل عن جزء من أراضي الشرق من أجل تقليص نسبة السكان الروس وتعزيز هيمنتهم في البلاد.
تعزيزات اوكرانية من الناتو
في الوقت الذي تواصل دول الناتو إغداق كييف بالأسلحة التي تعتبر في معظمها هجومية، خاصة أنظمة الصواريخ الأمريكية “جافلين”.
وهي أنظمة صواريخ مضادة للدبابات، وقد سلمت واشنطن لسلطات كييف 300 قاذفة “FGM-148” و1200 صاروخ منذ يناير الماضي، بالإضافة إلى قاذفات قنابل هجومية.
بدورها سلمت بريطانيا السلطات الأوكرانية حوالي 2200 قذيفة مضادة للدبابات من نوع “NLAW”.
ونشرت صحيفة ” نيزافيسيمايا” الروسية معلومات اشارت الى ان الدولة الغربية تقوم بتزويد كييف بأنواع أخرى من الأسلحة والمعدات العسكرية، ووفقا لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في الفترة من ينايرم كانون الثاني إلى فبراير/ شباط 2022، تم تسليم أوكرانيا أكثر من 650 طنا من الأسلحة والمعدات العسكرية. بنيها بنادق قنص بنادق قنص وذخيرة ومحطات رادار مضادة ومعدات اتصالات.
ومن المنتظر كذلك أن تصل من الولايات المتحدة 5 مروحيات نقل عسكرية روسية الصنع (من طراز Mi-8MTV و Mi-17V5)، والتي كانت معدة سابقا للقوات المسلحة الأفغانية.
وفي وقت سابق، سلمت الولايات المتحدة زوارق للبحرية الأوكرانية، مزودة بأنظمة صواريخ “ستينغر” المحمولة المضادة للطائرات، والآن قررت كذلك ليتوانيا ولاتفيا تزويد أوكرانيا بصواريخ “ستينغر” أمريكية الصنع.
أما تركيا فقد زودت أوكرانيا بطائرات مسيرة من طراز “بيرقدار”، والتي تم استخدامها بالفعل في دونباس.
بدورها أعلنت بولندا عن مساعدة عسكرية لأوكرانيا، وقال رئيس وزرائها ماتيوز موراويكي إن “وارسو سترسل عدة عشرات الآلاف من قذائف المدفعية وأنظمة دفاع جوي محمولة وقذائف الهاون الخفيفة وطائرات الاستطلاع بدون طيار وأسلحة دفاعية أخرى إلى كييف.”
وبدأت جمهورية التشيك بالفعل في تسليم عدة آلاف من القذائف لمدافع “هاوتزر” ذاتية الدفع عيار 152 ملم من نوع “أكاتسيا”، وأعربت إستونيا عن استعدادها لتزويد القوات الأوكرانية من الذخيرة الخاصة بمدافع “هاوتزر” في انتظار إذن من الحكومة الألمانية ، نظرا لأن هذه الذخيرة تم توريدها سابقا من ألمانيا، وبرلين، التي تخشى على ما يبدو من تصعيد الصراع في دونباس، لم تمنح الموافقة بعد.
وأعلنت بولندا عن مساعدة عسكرية لأوكرانيا، وقال رئيس وزرائها ماتيوز موراويكي إن “وارسو سترسل عدة عشرات الآلاف من قذائف المدفعية وأنظمة منظومات الدفاع الجوي المحمولة وقذائف الهاون الخفيفة وطائرات الاستطلاع بدون طيار وأسلحة دفاعية أخرى إلى كييف.” على الرغم من أنه من غير المحتمل أن يطلق على قذائف المدفعية وقذائف الهاون أسلحة دفاعية.
ووفقا لممثلي وزارة الدفاع الأوكرانية، فإن القوات بقيادة المستشارين الأمريكيين تتدرب بشكل أساسي على استخدام أنظمة الصواريخ المضادة للدبابات وقاذفات القنابل التي ترسلها الولايات المتحدة الاميركية.
73٪ من الروس يؤيدون قرار الاعتراف بجمهوريات دونباس
14٪ عارضوا هذا القرار.
نشرت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية(23-02) استطلاعاً اجراه مركز عموم روسيا لأبحاث الرأي العام حول قرارالاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين حيث ايده 73٪ من الروس ، بينما كل عشر روس يجدون صعوبة في الإجابة (11٪).
كما بين الاستفتاء ان اكثرية سكان روسيا -92% علموا بطريقة او بأخرى بالاعتراف بلوغانسك ودونباس ، 66% يعرفون تماما ما الذي حصل ، 26% يعرفون الحد الادنى عن ذلك ، 8% لا يعرفون شيئاً عن الاعتراف بالجمهوريتين.
وفقًا للاستطلاع ، لا يؤيد 14٪ من المستطلعين قرار توقيع اتفاقية حول الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة بين روسيا و جمهورية دونيتسك ولوغانسك.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.