كبير ضباط جيش الفاسدين

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

بعد تقدّم السوفييت في الحرب العالمية الثانية، واقترابهم من إلحاق الهزيمة بالألمان، تقرّر إجراء لقاء سرّي بين قادة دول التحالف الثلاثة أي ستالين وتشرشل وروزفلت في السفارة السوفياتية في طهران لمناقشة الاستراتيجيات التي ستتبعها هذه الدول في حربها على ألمانيا النازية. لكنّ الألمان وبعد فكّ رسالة مشفرة للبحرية الأميركية استطاعوا تحديد زمان ومكان اللّقاء، وبذلك لمعت فكرة عملية “الوثبة الطويلة” في رأس أحد الأطراف الألمان، والتي تقوم على اغتيال هؤلاء القادة الثلاثة.

لكن وبفضل قوّة الاستخابرات السوفييتية، ومن خلال اعترافات “ضابطٍ ثمل”، أجرى إفشال هذه الخطّة التي كادت أن تقلب الموازين رأسًا على عقب.

وبعد أن صبّ ضابط الاستخبارات الألماني الكبير كأس نبيذه الأولى والثانية والثالثة، أصبح ثملًا، حتى أدلى ومن دون أن يشعر بمخطّط دولته الكبير أمام أحد جواسيس السوفييت، نيكولاي.

لقد أفشل هذا الاعتراف المخطط النازي الذي كان من شأنه تحقيق نصر ألمانيا في الحرب وهزيمة المحور الآخر، بفضل ضابطٍ ثمل، لم يُحسن أداء واجبه العسكري.

أما في لبنان، ومن دون أن يصبّ أحدهم النبيذ في كأس أحد كبار المتمسكين بأموال الوطن، وبوعيٍ تام مع كامل قواه العقلية، وبمشاركة زمرة كبيرة من السياسيين، استطاع قلب حال البلاد من سيئ إلى أسوأ بهندسات مالية وقرارات أودت بأموال الناس وما جنوه طوال حياتهم، في خبرٍ كان.

لكن رئيس مجلس الوزراء، وعند سؤاله عن تغيير حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، قرّر أن ينعته بالضابط، ضابط الحرب الحالية غير المُعلن عنها، التي يخوضها لبنان، مصرّحًا بعدم صوابية قيام الدول بتغيير ضباطها خلال الحروب.

وفي حالتنا هذه، يشنّ هذا الضابط العنيد حربًا دامية برؤوس أموالٍ أصحابها “معتّرين” أمضوا طوال حياتهم يجنون لقمة عيشهم لجمع ما يعينهم على مواجهة غدرات الزمان. يشنّ هذا الضابط حربًا دامية، على جميع الشرائح اللبنانية باختلاف طبقاتهم الاجتماعية من دون استثناء، من دون أي رحمة أو رأفة. فهل لا يمكن في هذه الحالة إقالة هذا الضابط أو تبديله بآخر؟

لا فرق بين ضابطنا غير العسكري هذا، والضابط الألماني ذاك، فالاثنان قد ساهما في إفشال مستقبل بلاد وتدميرها، كلٌّ على طريقت. لكن الفرق الوحيد أن أحدهما كان ثملًا، غير مُدركٍ لما ينطق به، والآخر كان صاحيًا واعيًا لما يفعل وما يزال، والنتيجة واحدة.

فهل يصحّ بقاء ضابط الحرب هذا في منصبه يا حضرة رئيس الوزراء؟

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد