جهاد فواز – خاص الناشر |
الهوس بمنصات التواصل الاجتماعي لا ينسحب على عامة الناس فحسب، موقع “تويتر” مثلاً يبرز كمنصة سياسية تفاعلية مع القضايا المستجدة، يستخدمها البعض للتغريد وتسجيل المواقف، أو للتعليق على كل خطاب يلقيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
أحد هؤلاء المغردين، ممن انضم في شباط 2012 الى هذه المنصة، يبدو أنه لا يبارح صفحته على “تويتر” أكثر من ساعتين ليعود إليها مجددًا، وهو من السباقين لرفد المنصة فجرًا وظهرًا وليلاً بسيل من التغريدات عند كل موقف لحزب الله أو إطلالة لسيد المقاومة. أما الحرف الأول من اسم هذا المغرّد فهو فارس سعيد.
سعيد هذا تظهر مواظبته على “تويتر” من عدد التغريدات التي أطلقها منذ انضمامه عام 2012، فبعملية حسابية بسيطة يتضح أنه أطلق حوالي 42000 تغريدة، إذا ما قسمناها على عدد أيام السنوات العشر الماضية، يكون قد غرّد تغريدة تقريبًا كل ساعتين، أي بمعدل 12 تغريدة يوميًا.
وإذا ما غصنا أكثر فأكثر، سنجد ترداده لـ”متلازمة حزب الله” ثلاث مرات بكل تغريدة على الأقل، بذلك يكون ذكرها ما يفوق 120 ألف مرة في عشر سنوات، وهذا بحد ذاته يدلل على حجم “فوبيا حزب الله” التي يعيشها النائب الجبيلي الأسبق.
ويسأل سائل: ما سر هذا الهوس السعيدي بحزب الله؟ هل مطلوب منه تأدية هذا الدور؟ هل لديه أمر شخصي أثر على تفكيره؟ هل طلب منه أحد في الداخل أو الخارج التغريد يوميًا، قبل صياح الديك وبعده، ضد حزب الله والسيد نصر الله؟ هل يزوره الحرس الثوري في كوابيس ليلية فيطربنا كل يوم بتغريدات تتحدث عن الاحتلال الإيراني؟
الدواء قد يصفه الطبيب ثلاث مرات في اليوم، فهل جاءت الوصفة للطبيب فارس سعيد بالتغريد 3 مرات عن حزب الله كل ساعتين؟
بالخلاصة، لسنا نذكر سعيد هذا لنقيم له وزنًا أو اعتبارًا، فهو بالكاد يمثل نفسه، ولا يمون على أحد من سكان بلدته قرطبا، وهو اعتاد الجعجعة ومحاربة طواحين الهواء منذ عشرات السنين، دون أن يعيره أحد انتباهًا، فيما جلّ حلمه أن يستفيق يومًا جالسًا على مقعد بجانب مقاعد كتلة الوفاء للمقاومة داخل الندوة البرلمانية. لكننا نأتي على ذكره فقط من باب النموذج لحالات “فوبيا حزب الله” التي يعيشها الكثيرون من خصوم الحزب السياسيين في البلد والإقليم، شفاهم الله.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.