1988/10/19 عملية الاستشهادي عبد الله عطوي “الحر العاملي” التي نسفت فكرة “الحزام الامني” الصهيونية، وأسقطت نظرية الامن الصهيونية المزعومة.
العملية التي اكدت تلاحم المقاومة ضد الصهاينة في لبنان وفلسطين، اذ تم اهداؤها الى انتفاضة اطفال الحجارة الفلسطينية التي كانت في ريعان انطلاقتها.
هي العملية التي وجهت البوصلة نحو مقاومة العدو إبان ذروة التشرذم والاقتتال العبثي في لبنان.
هي العملية التي قال عنها رئيس الاركان الصهيوني يومها دان شمرون: “إنها ضربة قاسية ومؤلمة لإسرائيل، وقد دفعنا ثمنًا باهظًا ومؤلمًا”، أما قائد المنطقة الشمالية لدى العدو يوسي بيلين فقد قال: “إن العملية تعدّ أقوى ضربة توجه للقوات الإسرائيلية في جنوب لبنان”.
شاب في مقتبل العمر، ابن بلدة مركبا الجنوبية ومواليدها في العام 1968، الذي لجأ الى بيروت في العام 1984 هربًا من ممارسات الاحتلال وعملائه بعد انهائه الصف الرابع متوسط. ومنذ ذلك الوقت انتسب الى التعبئة ليصبح مقاتلًا في صفوف المقاومة الاسلامية متمردًا على إرادة أبيه الذي كان عضوا في ما كان يسمى بـ”الادارة المدنية” التابعة للاحتلال.
تقول بعض المصادر ان المقاومة استغلت ثغرة امنية عسكرية في وادي السلوقي لتُدخل سيارة مفخخة في احدى الليالي العاصفة كي يستعملها “الحر العاملي” في عمليته الاستشهادية. وتخوفًا من امكانية فشل العملية لأن الصهاينة كانوا يمنعون أي شخص من ركوب سيارة بمفرده خوفًا من ان تكون مفخخة ويكون سائقها استشهاديًا، فإن العملية استدعت ان يرافق الشهيد عطوي احد المقاومين وهو الاسير المحرر مصطفى حمود من مركبا ايضًا.
يقول حمود إنه تنازع الإرادة مع شريكه عبد الله عطوي (الحر العاملي) محاولاً القيام بالعملية الاستشهادية بدلاً منه فرفض الحر ذلك الطلب وقال: “أتريد أخذها مني بعدما انتظرت هذه اللحظة ثلاث سنوات؟ لا تخف ستلحق بي عما قريب وسيكون لقاؤنا هناك في الجنة”.
تأخرت العملية ربع ساعة بسبب انتظار الاستشهادي تجمع اكبر عدد من الصهاينة. وعندما “اكتمل النصاب”، مع التقاء قافلة صهيونية تغادر الأراضي اللبنانية نحو فلسطين المحتلة مع قافلة معادية تعبر من فلسطين نحو لبنان، ترك مصطفى حمود السيارة وغادر المكان. أما الحر العاملي فقد اقتحم النقطة الحدودية عند بوابة فاطمة – في قرية كفركلا محولًا جسده الى كتلة من اللهب الغاضب ملتهمًا عشرات الجنود المحتلين.
جن جنون العدو فرد بغارات على مواقع مدنية وعسكرية في الجنوب والبقاع، ونفذ حملات اعتقال في المنطقة المحتلة.
تقول المصادر ان احدى السيدات من ضعاف النفوس قدمت اوصاف مرافق منفذ العملية للصهاينة حتى تمكنوا من اعتقال المقاوم مصطفى حمود الذي كان انسحب بطريقة تمويهية من كفركلا الى قريته مركبا. وحكمت عليه محاكم العدو بالسجن عشرين عامًا ليعود ويخرج منتصرًا متحررًا في عملية التبادل التي جرت في العام 2004 بين المقاومة والعدو الصهيوني.
تلك الصفقة كانت أكبر صفقة تبادل للأسرى بين الطرفين، وضمت 23 أسيرًا لبنانيًا و12 أسيرًا عربيًا منهم سوريان وليبي و3 مغاربة و3 سودانيين و400 فلسطيني بالإضافة إلى الأسير الألماني المسلم ستيفن سميرك، ورفات 59 مقاومًا لبنانيًا. وفي المقابل تسلمت تل أبيب من حزب الله الحنان تننباوم العقيد في المخابرات وجثث 3 جنود هم عدي أفيطان وعمر سواعد وبيني أفراهام الذين قتلوا أثناء أسرهم في مزارع شبعا عام 2000. ومن أبرز الأسرى اللبنانيين ضمن الصفقة الشيخ عبد الكريم عبيد الذي خطفته إسرائيل من داخل الأراضي اللبنانية عام 1989 ومصطفى الديراني المختطف عام 1994.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.