ليس غريبًا على مثل شخص ابو هادي، وهو خير من يستشرف الواقع السياسي والاجتماعي، وما يدور خلف كواليس التفكير في المؤامرات، بل وأبعد من ذلك في جنبة واحدة من عظيم جنباته التي أكرمه الله سبحانه وتعالى بها هي “الخطاب” او قل فن الخطاب الذي شكل فيلقًا عالي التدريب والتسليح والمهارة. وقد خلق منه هيمنة وسطوة شابهت في كل مرة زلزالًا على مقياس رختر بكل درجاته التسع!
هذا وغيره من الذكاء الحاد والمستند إلى بصيرة كانت التقوى والورع والإيمان بالله سبحانه وتعالى والتوكل عليه هي عاملها الرئيسي، حتى أصبحت تلك البصيرة منظارًا ليليًا يطلعه على كيفية إسقاط اعدائه ليس بيده بل بأيديهم، وما كان يقوله عن ترامب الرئيس الأمريكي الأحمق، “الحمد لله الذي جيء بهذا الرئيس الأحمق”!
من هنا لا قدرة لأحد على مَن التوكل عكازه، والإيمان مشكاة نور يستضيء بها، وإخلاص لقضية جعلته يملك عليها مصباحًا سحريًا يأتي له بالأخبار التي منها يعرف ما مدى جهد الأعداء والمنافقين، وها هو يسدد ضربة جزاء واضحة صريحة، فهمها كل مراقب شريف، ليسحب البساط من تحت ارجلهم التي وثقتها سلاسل السفارة خوف تفرقهم عنها.
كان يعرف كيف سيهدم القلاع فوق رؤوسهم ولكن بأيديهم لا بيده، وكل القضية كانت تحتاج إلى نضج وصبر كما صبر الطير على حضانة اطياره! وما وصول الناقلات إلا هزيمة لجمهور الخصم ولكن باتجاهه دون صرف مال حرام بل بصدقٍ وقلبٍ نقي شعر به القاصي والداني..
المعركة التي سيفهمها كل شريف في لبنان مهما كان انتماؤه وعرقه ودينه وهو يشاهد ويلمس كل هذا الصدق والإحسان، والإنسان بفطرته دون دين او عقيدة يأسره فعل الخير وجميل الإحسان. ولعل ابو هادي انطلق من بيت الشعر: “ازرع جميلًا ولو في غير موضعه / ما خاب جميل أينما وضع”. وسنرى تكرار ذلك الوعد الصادق الذي سيترجم على أرض الواقع قناعات قد تمنح صك التفوق واليد الطولى.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.