علي عفيف أحمد – الناشر |
خمسة واربعون عاماً من العطش الى صوته العذب… السيد الامام الذي قدم الى لبنان كمكتوب غرام قادم من كوكب آخر.
كل العامليين والبقاعيين مروا تحت صوته الحضاري، الناس من هنا وهناك يبحثون فيه عن الحب والعدل يبحثون فيه عن انفسهم ويبحثون فيه عن الله ، خلفه كانت تمشي الانهار والمراكب والقناديل وبرتقال الجنوب ورائحة الخبز واجران الكبة وسنبلة تقاعدت سنيناً طوال.
لقد نثر الامام السيد حبه كماء زهر على وجه الوطن الذي غاب عن وعيه، فأشهرت الاتراب سيوفها للانتقام من بعضها… فآلف بين أجراس الكنائس والمآذن زارعاً بذرة الخير في الوطن الذي حملناه اليه واحداً وعشرين قطعة، فينفخ فيه من روحة وقلبه وعباءته وجبته ومحرابه ويعيده إلينا قطعة واحدة.
إمام المقاومة الذي بدأت تتشكل على يديه أعمال المقاومين فاستطاع ان يوحد وأن يهذب وأن يثقف ويوجه الجيل نحو العدو الحقيقي ويغسل عن اللبنانيين غبار الحرب الأهلية ويغسلهم من غبار الجاهلية واهباً من نفسه للوطن الذي افتداه عكازين، واحداً من خطاب الوحدة وآخر من السلاح.. السلاح الذي هو زينة للرجال.
كل اللغات تقصر أمام قامته، يليق به أن يكون أكثر من قائد وأكثر من زعيم، بل هو في مراتب القديسين والانبياء، وبين جيلين نحن وهو، جبال من الحزن فهل لا زال يعرفنا الامام؟ كنا خائفين من ذلك.. حتى بعث الله من ذؤابته سيداً هاشمياً يحمله عطره ويلقي شعره وينتمي إليه وتسير الامة معه وخلفه على نهج أراده موسى الصدر.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.