ناصر علي – خاص الناشر |
في بلدي أضحى الوطني مظلومًا مسحوقًا بنعال المتزعّمين دعاة الوطنيّة، وأصبحت السّاعة مفترق طُرق، فإمّا أن تكون بتوقيتٍ شتويّ فتكون مسلمًا، أو أن تكون بتوقيتٍ صيفيّ فيصلبوك ويقدّسوك مسيحيًا معمّدًا.
ولا يُختَصَر العرض عند التوقيت، فما خلفه “قلوب مليانة”، وهي تنتظر لحظة التهام الأخضر واليابس. للأسف هذا حال الوطنيّة في بلدي كما حال معجون الأسنان، لتبييض الواجهة، وأمّا الخلفيّات الّتي نخرتها سوسة الطّائفيّة، فليس معلوماً بعد شدّة أثرها حتّى يبين سوادها.
تحت هذا الإختبار سقطت أقنعة وبانت أنياب المتربّصين، فمن ينتخب رئيسًا مسيحيًّا للبنان ليس المسيحيّ وحده، والباقي يعيشون على ساحل البحر الميّت. كما ليس من الحكمة أن يسقط الرّئيس الطّامح في فخّ التوقيت، فهنا الرّئاسة عنوانها الجمهوريّة النّابعة من الشعب بمختلف طوائفه، وليست تشبه زعامة الأحزاب والتّيارات المختلفة. وإن قال الشّعب كلمته فسيكون الرّئيس المسيحيّ صاحب الكفاءة رئيسًا لكلّ الوطن الّذي لا يُختَصَر بمسيحيّته.
فالوظائف الثلاث الأولى بتفرّعها بين المسلمين والمسيحييّن، إنْ أُحسِن توظيف شموليّتها، فسينتج عنها شراكة حقيقيّة في إدارة الوطن والبلاد، ولن تعود مربط خيول الفتنة كلّما دُقّ ناقوس الإنتخابات.
في بلدي أضاعت الوطنيّة إبرة بوصلتها، فبات الشمال على حدود فلسطين حيث العدوّ في قلب دمشق، وبات الجنوب على حدود سوريا والشّقيق والسّلام في (تل أبيب).
كلّ مُتآمر على الوطن وكلّ جاهلٍ بالوطنيّة سيّان، وإن غرِق الأوّل في وحول الشّيطان، فإنّ خطر الوحول الشّخصيّة والتفرّد ليس بأقلّ من ضياع الوطن وجرّه باتجاه الفتن والحروب الأهليّة وهذا ما يبتغيه العدوّ بعد عجزه في السّاحة العسكريّة.
ما دام الشّعب يرتدي بذّته العسكريّة الوطنيّة رغم التّجويع وسياسة الإستنزاف، وما دامت يد الشّعب على زنادٍ ذهبيّة، فلن تسقط الوطنيّة ولن تضيع البوصلة وسينتخب الشّعب كلمته ورئيسه النّابع من صلبه. دُمت لبنان، الشّعب والجيش والمقاومة، بوصلة الأحرار.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.