نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم”، في مقال لها تحت عنوان “إسرائيل تخسر في الجبهة الأوكرانية والإيرانية وتختار عدم الدخول في مواجهة”، عن عضو الكنيست عن حزب الليكود ووزير الطاقة يوفال شتاينيتس قوله: “كل شيء سيئ جداً في الاتفاق النووي. نحن متدخلون في أوكرانيا، التي هي حرب بعيدة ليس لإسرائيل أي مصلحة فيها، والقضية الأساسية لا نعالجها، الاتفاق النووي. القضية الأكثر حسماً منذ قيام الدولة، أو على الأقل منذ سنة 1967، الحكومة تسكت – سكوت الغنم”.
وكشف شتاينيتس أنّ الطريقة التي قابلت بها الولايات المتحدة حادثة إطلاق إيران صواريخ باليستية على هدف أميركي في العراق، الأسبوع الماضي، فاجأ مسؤولي الأمن في “إسرائيل”.
وقال: “ظاهرياً جاء القصف رداً على تصفية مسؤولَيْن من حرس الثورة في سوريا من قبل إسرائيل، لكنه عملياً تحدٍ واضح للأميركيين”. مضيفاً: “في إسرائيل نحن مصدومون من عدم الرد الأميركي حيال إيران”.
ورجّح الوزير الإسرائيلي مستنداً على تقارير أجنبية أن يكون تسريب خبر القصف الإسرائيلي على قاعدة المسيّرات الإيرانية في 14 شباط/ فبراير الفائت مصدره الولايات المتحدة، محللاً: “قاموا بالتسريب من أجل تبرير عدم فعلهم شيئاً، ومن أجل منح دافع للإيرانيين، على طريقة إدارة أوباما”.
وقال شتاينيتس، الذي شغل في السابق مناصب حساسة لدى الاحتلال، منها وزير الاستخبارات ووزير الشؤون الاستراتيجية: “السبيل الوحيد لتحقيق نتيجة إيجابية في إعادة جزئية للمشروع النووي الإيراني إلى الوراء هو الجمع المعروف بين عقوبات قاسية وتهديد عسكري موثوق”، مضيفاً: “أنا أولاً أتّهم أنفسنا”.
وتابع: “منذ إقامة الحكومة الجديدة أهملنا الموضوع. انتقلنا إلى محاولات إقناع في الغرف المغلقة والتعهد بعدم مفاجأة الأميركيين. أهملنا الأدوات الفعالة التي كانت لدينا”.
وقال شتاينيتس: “في قيادتنا الأمنية، ما يرفضون استيعابه هو أنّه بالنسبة لإدارة بايدن الديمقراطية، إسرائيل هي المشكلة وليس إيران”.
وأضاف: “في إيران لا يزال بإمكان الولايات المتحدة العمل، وما من شيءٍ أكثر ردعاً من حرب مع الولايات المتحدة. المثال هو كوريا الشمالية. اليابان وكوريا الجنوبية امتنعتا عن إثارة ضجيج، وعملتا لدى الأميركيين مثلما تعمل إسرائيل الآن بهدوء وتردد في الغرف المغلقة، والنتيجة هي أنّ كوريا الشمالية دولة نووية تهدد الولايات المتحدة نفسها”.
وكشف الوزير الإسرائيلي أنّ مسؤولين في المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية زاروا واشنطن هذا الأسبوع، معلقاً: “يبدو أنّ هذا ما حاولوا إنفاذه في وعي الأميركيين، خصوصاً بعد عدم الرد على القصف الصاروخي في أربيل”. وأضاف: “نحن نثرثر عن حرب كان يجب وكان يمكن منعها في أوروبا، ونسكت على النووي الإيراني”.
وبرأيه، فإنّ محاولات الوساطة التي يحاول رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت القيام بها بين روسيا والغرب لا تُجدي نفعاً لـ”إسرائيل”، موثقاً ما أفاد به الصحافي باراك رافيد عن مصدر في محيط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنّ “بينيت اقترح على الأخير قبول مقترحات بوتين”، معتبراً أنّها “تساوي بالنسبة للأوكرانيين الاستسلام”.
وحذّر الوزير المقرب من رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو من أنّ “إسرائيل” بدأت تظهر “سيئة في السياق الإيراني وفي السياق الأوكراني على حد سواء، بالنسبة للرأي العام الأميركي”، قائلاً: “إسرائيل حالياً تخسر في الجبهتين، ويُنظر إليها على أنّها تفيد الرئيس بوتين في أوكرانيا وفي القضية الاقتصادية للاتفاق النووي”.
واتهم إدارة بايدن بالتخطيط لإيقاع “إسرائيل” في الفخّ عبر وساطة بينيت: “من الآن يقولون: في حرب أوكرانيا ليس هناك منتصرون، عدا عن واحدة هي الصين. ستكون هناك أيضاً خاسرة واحدة هي إسرائيل”.
وقال مايكل دوران، الخبير من معهد “هادسون” إنّ “الهجمات على إسرائيل في موضوع أوكرانيا هي جزء من بيع الاتفاق النووي”، متسائلاً: “مَن الذي وضع روسيا على حدود إسرائيل وأجبرها على إدارة مفاوضات مع بوتين؟ الرئيس أوباما”.
واستنتج دوران: “رسالة إدارة بايدن للتقدّميين الديمقراطيين هي: إسرائيل تريد جرّنا إلى حرب ضدّ إيران، لكنها غير مستعدة للقتال معنا في أوكرانيا. إسرائيل هي حليفة سيئة في موضوع أوكرانيا”، مؤكّداً: “حكومة بينيت – لابيد ملغومة، لأنها من البداية قامت من أجل عدم التواجه مع الأميركيين. بنيامين نتنياهو يبدو لهم تهديداً أكبر من إيران نووية”.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.