الاستعدادات بدأت في نيسان الماضي. في بداية تشرين الاول، في ذروة اعياد تشري، كان تنظيم ارهابي لحماس في الضفة ناضجا لتنفيذ سلسلة من عمليات إطلاق النار على المحاور ضد متنزهين وجنود اسرائيليين.
وكانت الخطة لتركيز الجهد، لزرع سلسلة كمائن نارية واصابة أكبر عدد ممكن من الاسرائيليين في اثناء الاعياد.
الى جانب القتل المكثف كان الهدف دفع الضفة الى الفوضى: في مثل هذا السيناريو كان الجيش الاسرائيلي سيضخ القوات، يفرض حظر التجول، وتبدأ الاحتكاكات مع السكان المحليين، والصورة المهزوزة اصلا للسلطة كانت ستتلقى ضربة اخرى، ولعل هذا سيكون المسمار الاخير في نعش ابو مازن.
هذه الشبكة، الاكبر في حجمها منذ 2014، ضمت نحو 60 شخصا وانكشفت في غضون اسابيع قليلة. والاشخاص الذين كانوا جزءاً منها لم يتقرر اعتقالهم الا عشية الخروج الى العمليات. وتبين في التحقيقات انه اعدت ايضا اربعة أحزمة ناسفة كان يفترض أن تتفجر في القدس وفي مدن اخرى في نطاق الخط الاخضر. كل هذا تم تحريكه من اسطنبول، ولكن حماس – غزة كانت مشاركة جيدا في العملية.
ما الذي فكر فيه رجال التنظيم في القطاع؟ ان تنفذ حماس عملية انتحارية في باص اسرائيلي وغزة لا تتضرر جراء ذلك؟ يبدو ان نعم. في غزة يعتقدون ان في اسرائيل يوجد انصاف رجال لا يريدون الا الهدوء ولهذا فهم يسمحون لأنفسهم بان يملوا على دولة اسرائيل متى تكون تهدئة ومتى تفتح النار. وبالفعل، في الاسبوع الماضي، عندما قتل ايلي دافيد كي في القدس على ايدي نشيط حماس معروف، سارع الناطق بلسان حماس الى الثناء على الرجل – ولكنه لم يتناول العملية، اذ ان حماس في المرحلة الحالية تفصل عملها في غزة عن عملها في الضفة. واسرائيل، وفقا لذلك، تخدم حماس: فهي لا ترد على العملية – حتى ولا بعقاب آني كي تبدي استياء في ضوء حقيقة أن حماس – غزة تحرض على تنفيذ العمليات، مع التشديد على القدس.
في نصف السنة التي انقضت منذ “حارس الاسوار” يتنفسون هنا الصعداء على كل يوم يمر بهدوء ويسعدون بـ “الردع”. تماما مثلما في السنوات التي سبقت حرب لبنان الثانية تباهوا هنا بوهم الصواريخ المصدئة لحزب الله. غير أنه في اثناء الاشهر التي انقضت منذ حارس الاسوار نجحت حماس في ان تجدد قسما لا بأس به من منظومة الصواريخ التي استخدمت في الحملة والعمل في قسم كبير من مصانع السلاح المتضررة في القطاع استؤنف، بما في ذلك بناء وسائل خاصة – مثل الطائرات المسيرة – بوتيرة سريعة. بالتوازي، تجري حماس تجارب على صواريخ ومسيرات: فقبل بضعة اسابيع فقط اعترضت القبة الحديدية مسيرة غزية فوق البحر. غزة تتسلح استعدادا لمواجهة عسكرية اخرى وعندنا في وزارة الدفاع وفي الجيش الاسرائيلي يتمسكون بالتسوية كعنصر يضمن نوعا من الاستقرار.
لقد اقنعت اسرائيل نفسها بان السنوار هو زعيم يريد قبل كل شيء ان يحسن شروط المعيشة في القطاع ولهذا فان التسوية هامة له. غير أن التسوية هامة للسنوار لإعادة بناء ذراعه العسكري. والى هناك ايضا يضخ في النصف سنة الاخيرة اساس ميزانية التنظيم. تحسين مستوى المعيشة، من ناحيته هو علاوة تسمح له بمواصلة السيطرة في القطاع. والتسوية من ناحيته ليست استراتيجية: هذا تكتيك هدفه كسب الوقت لأجل الوصول الى مواجهة عسكرية مع اسرائيل في وضع أفضل. ان المحاولات التي قامت بها الولايات المتحدة ومصر للمصالحة بين فتح وحماس ولإقامة حكومة وحدة فلسطينية تصل الى تسوية مع اسرائيل هي الاخرى هراء مطرز من انتاج وزارة الخارجية الامريكية والمخابرات المصرية.
ان شبكة الارهاب التي احبطها جهاز الشباك كان تصريح نوايا خطير لحماس في غزة. وماذا تقول السياسة الاسرائيلية؟ ما هي الاستراتيجية التي يمليها وزير الدفاع؟ ما هي توصيات رئيس الاركان؟ ليس واضحا.
أليكس فيشمان – يديعوت أحرونوت
ترجمة الهدهد
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.